• وزير الأوقاف لـ"المملكة": توقع ارتفاع كلف الحج من جراء منع السعودية دخول الحافلات الأردنية إلى أراضيها

  • وزير الأوقاف: نسعى لتقديم كل ما يمكن للحاج الأردني من خدمات تُسهّل عليه أداء مناسك الحج

  • وزير الأوقاف: راضٍ عن واقع الخطابة في المساجد والمنبر يجب ألا يُستغل لأي أغراض أخرى

  • وزير الأوقاف: خطب الجمعة تعد وفق برنامج تضعه مجموعة من العلماء وتتناول كثيرا من القضايا

  • وزير الأوقاف: نتابع من كثب على مدار 24 ساعة ما يجري داخل المسجد الأقصى

  • وزير الأوقاف: العمل في المسجد الأقصى المبارك لا يتوقف وهناك مشاريع مستمرة

  • وزير الأوقاف: مواجهة التطرف بين الشباب في ظل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي تحتاج منظومة متكاملة

قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، محمد الخلايلة، إن السعودية أبلغت الأردن أنها ستمنع دخول الحافلات الأردنية إلى أراضيها خلال موسم الحج المقبل، بحيث تكمل الحافلات السعودية نقل الحجاج داخل المملكة.

وأوضح الخلايلة في مقابلة خاصة لموقع "المملكة"" أن هذا الإجراء سيضيف كلفة إضافية على الحاج وعلى تنظيم الحج الأردني، مشيرا إلى أن كلفة الحج تشهد زيادة سنوية نتيجة عوامل مثل التأمين الصحي، والحافلات، وارتفاع أسعار مقدمي الخدمات في المملكة العربية السعودية.

وأكد الوزير أن هناك معايير صحية صارمة لضمان سلامة الحجاج، حيث فرضت السعودية هذا العام شروطا على من يعانون من أمراض محددة مثل الفشل الكلوي وبعض أنواع السرطان، بحيث لا يمكن لهؤلاء التقدم لأداء الحج، مما يتطلب إصدار شهادات صحية من الأردن تؤكد خلو الحاج من هذه الأمراض.

وشدد الخلايلة على أن الوزارة حريصة على تقديم موسم حج ميسر ومتميز، مع التزام كامل بالمعايير الصحية والخدمات المميزة، رغم التحديات المتعلقة بتكاليف النقل والخدمات الأخرى.

وقال الوزير، إن موسم الحج يعتمد على الخبرات المتراكمة في الوزارة وجهود كوادرها المميزة.

وأشار إلى أن موسم الحج الماضي شهد إشادة واسعة بأداء بعثة الحج الأردنية والخدمات التي قدمتها للحجاج، وكان موسما ناجحا، مشيرا إلى أن البعثة حصلت خلال العامين الأخيرين على جائزة "لبيتم"، وهي تقييم دولي يُمنح لبعثات الحج وإدارة موسم الحج حول العالم.

وأضاف الوزير أن التسجيل لموسم الحج المقبل لعام 2026 بدأ مبكرا مع بداية شهر تشرين الأول الحالي، موضحا أن موسم الحج يتطلب تخطيطا يمتد لعام كامل.

ولفت النظر إلى أن وزارة الأوقاف أنهت الكثير من استعداداتها لموسم الحج المقبل، وبدأت التحضيرات منذ الموسم الماضي، مما يعكس الحاجة إلى تخطيط كبير، وعمل دؤوب، إضافة إلى إبرام العقود والخدمات قبل أشهر طويلة من موسم الحج.

وتابع الخلايلة أن موسم الحج الماضي شهد تحسنا ملموسا في جميع الخدمات المقدمة للحجاج، سواء في السكن أو وجبات الطعام في المدينة المنورة ومكة المكرمة. كما شهدت مواقع المخيمات في عرفات ومشعر منى وميناء الجمرات تغييرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتصبح أكثر ملاءمة للحجاج، مشيرا إلى أن المخيم الذي كان قريبا من نفق المعيصم في ميناء الجمرات أصبح الآن يبعد نحو 450 مترا عن الجمرات؛ مما يسهم في راحة الحجاج وسهولة تنقلاتهم.

وأشار أيضا إلى تحسين موقع المخيم في عرفات واستخدام نوعية جديدة من الخيام المكيّفة خلال موسم الحج الماضي، التي استمرت أيضا هذا العام.

وأضاف الخلايلة أن التطوير شمل عملية التفويج، وتقديم وجبات الطعام، وإدارة البعثة الطبية، ضمن منظومة متكاملة عملت عليها الوزارة؛ لضمان تقديم موسم حج بأفضل صورة ممكنة، مؤكدا أن الموسم الماضي مرّ دون أي حوادث تُذكر.

وأكد الوزير أن هناك تحديثات وتحسينات على الخدمات المقدمة للحجاج في الموسم المقبل، وأن الوزارة تواصل العمل على التحديثات السنوية، موضحا أن موسم الحج المقبل سيشهد أيضا تطويرا كبيرا في المخيمات.

وشدد الخلايلة على أن وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تسعى لتقديم كل ما يمكن للحاج الأردني من خدمات تُسهّل عليه أداء مناسك الحج.

وزير الأوقاف خلال حديث خاص للموقع الإلكتروني لقناة "المملكة"

وزير الأوقاف خلال حديث خاص للموقع الإلكتروني لقناة "المملكة"

وأوضح وزير الأوقاف أن أسعار الحج للأردنيين تبقى ضمن أقل الأسعار عالميا، رغم التكاليف الإضافية مثل ثمن الهدي.

وقال الخلايلة، إن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بضبط الأسعار في الفئة العادية قدر الإمكان؛ لضمان حصول الحاج الأردني على أفضل الخدمات بأقل تكلفة ممكنة، بما يعكس حرص الوزارة على تقديم موسم حج ميسر ومتميز للجميع.

وأكد أن الوزارة تعمل على ضبط أسعار الحج قدر الإمكان، رغم تزايد التكاليف السنوية للخدمات والشركات والهدي وغيرها داخل السعودية، والتي لم تعد كما كانت في السنوات السابقة.

وشدد الخلايلة على أن الوزارة لا تحقق أرباحا من موسم الحج، موضحا أن ما تتقاضاه يقتصر على 80 دينارا فقط لكل حاج لتغطية الخدمات الإدارية.

وأشار الوزير إلى أن الحاج يحصل على كشف مفصل يوضح كل دينار دفعه، وأين ذهبت تكلفته، سواء أكانت ثمن الهدي، أو الطعام، أو الحجز في مكة والمدينة، أو المخيمات في عرفات وميناء الجمرات.

وأضاف أن الوزارة تقدم دعما إضافيا يصل إلى 350 ألف دينار في بعض السنوات؛ لضمان تقديم خدمات متميزة للحجاج، مؤكدا أن وزارة الأوقاف تسعى دائما للتعاقد على أرخص الأسعار الممكنة ضمن الفئة العادية، بينما الحجاج المميزون و"VIP" لديهم ترتيبات مختلفة.

الوصاية الهاشمية

قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، محمد الخلايلة، إن المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، والأوقاف الإسلامية والمسيحية، كلها تحت الوصاية الهاشمية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، وتستمد شرعيتها من البعد الديني والتاريخي.

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف تشرف على نحو 120 مسجدا في القدس، بالإضافة إلى الأوقاف الإسلامية والمسيحية كافة، في إطار الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمقدسات في المدينة.

وأكد أن الوزارة تعمل باستمرار على تنفيذ الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك، وتطبيق ما جاء فيها من الحفاظ على المسجد وصيانته وترميمه، إلى جانب دعم الموظفين والحرس العاملين فيه، مشددا على أن هذه المهمة ليست بالأمر السهل في ظل المضايقات الإسرائيلية.

وبين الخلايلة أن عدد الموظفين التابعين للأوقاف الإسلامية في القدس بلغ نحو 800 موظف، يتقاضون ما نسبته 17% من موازنة وزارة الأوقاف.

وأشار إلى أن "جلالة الملك عبد الله الثاني، تكرم خلال السنوات الثلاث الماضية برفع علاوة العاملين في أوقاف القدس بنسبة 400%، تحت بند (علاوة بدل صمود)"، دعما لصمودهم في مواقع عملهم داخل المسجد الأقصى، مبينا أن حجم الرواتب والمصاريف السنوية المخصصة للعاملين في المسجد الأقصى يقدر بما لا يقل عن 17 مليون دينار سنويا.

وتحدث الخلايلة عن المضايقات المستمرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تواجه الوزارة في إطار عملها لحماية المسجد الأقصى المبارك ورعاية شؤونه.

وأوضح أن المسجد الأقصى يتعرض لانتهاكات متكررة من المتطرفين اليهود وقوات الاحتلال، تتمثل في اقتحامات يومية وممارسة شعائر دينية لا تقبل بها الأوقاف الإسلامية، وتشكل تعديًا واضحًا على قدسية المكان.

وشدد الوزير على أن وزارة الأوقاف تتابع من كثب على مدار 24 ساعة، ما يجري داخل المسجد الأقصى؛ من أجل رصد الانتهاكات والتعامل معها ضمن مسؤولياتها في إطار الوصاية الهاشمية.

وقال الخلايلة: "اليوم، يقف جلالة الملك عبد الله الثاني في مقدمة المدافعين عن المسجد الأقصى المبارك، رافعا لواء الدفاع عنه سياسيا ومعنويا، في كل المحافل مؤكدا أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، لا يقبل التقسيم الزماني ولا المكاني".

وأضاف أن هذا الموقف واضح وثابت بالنسبة لنا في الأردن، وقد عبر عنه جلالة الملك بكل وضوح، إذ أكد أن المسجد الأقصى لا يقتصر على قبة الصخرة أو المسجد العمري، بل يشمل كامل المساحة داخل الأسوار، البالغة 144 دونمًا، مشددا على أن هذه المساحة بكل ما فيها هي المسجد الأقصى المبارك، وهي حق لا ينتقص ولا يجزأ، وخط أحمر بالنسبة لنا.

وتابع الوزير، أن الدفاع عن الأقصى ليس فقط مسؤولية سياسية، بل أيضا معنوية ومادية، وأن وزارة الأوقاف تتحمل مسؤولية رعايته، وصيانته، وترميمه، وتوفير احتياجاته، من سجاد، وصيانة دورية، وغيرها من المتطلبات. "وقد يظن البعض أن هذه الأعمال بسيطة، لكنها في الحقيقة جزء أساسي من حماية المسجد والتمسك بحقنا فيه. فلا نقلل من قيمة أي جهد يبذل لخدمة هذا المكان المقدس".

ولفت النظر إلى أن هناك مسارات أخرى لا تقل أهمية، وهي مسارات الدفاع المعنوي والمادي، من خلال الدعم المباشر، وأعمال الصيانة، والترميم، والرعاية اليومية للمسجد الأقصى المبارك، بما في ذلك فرشه بالسجاد، وتوفير احتياجاته.

وعن مشاريع الوزارة في المسجد الأقصى، أكد وزير الأوقاف أن العمل في المسجد الأقصى المبارك لا يتوقف، وهناك مشاريع مستمرة.

وقال الخلايلة، إنه من بين أبرز المشاريع الجاري تنفيذها مشروع الإضاءة في المسجد الأقصى، حيث تم إنجاز جزء كبير منه، ومن المتوقع استكماله قريبا.

وأضاف أن الوزارة تعمل كذلك على مشروع جديد لفرش المسجد الأقصى بالسجاد، فضلا عن أن أعمال الصيانة والترميم متواصلة بشكل دائم، مؤكدا أن هناك جهودا حثيثة لصيانة مختلف المرافق داخل الحرم القدسي الشريف.

ومن المشاريع البارزة، بحسب الوزير، ترميم قبة الصخرة المشرفة، حيث تم تنفيذ أعمال صيانة للألواح الذهبية، إلى جانب إعادة طلاء القبة بالذهب، بتبرع من جلالة الملك عبد الله الثاني، في إطار دعمه المتواصل للمقدسات الإسلامية في القدس.

وبين أيضا أن الوزارة تعمل أيضا على مشروع لتحديث نظام الصوتيات في المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى تدريب العاملين داخل المسجد على التعاون مع الدفاع المدني الأردني للتعامل مع حالات الطوارئ والحرائق، تعزيزا للجاهزية والسلامة العامة.

وأكد الخلايلة أن هذه المشاريع وغيرها تعكس اهتمام الأردن الفعلي والعملي بالأقصى، لا بالأقوال فقط، مشددا على أن ما تقوم به المملكة هو واجب ديني وإنساني، انطلاقا من الوصاية الهاشمية.

الخطابة في المساجد

قال وزير الأوقاف إنه راضٍ عن واقع الخطابة في المساجد، مشددا على أن المنبر يجب ألا يُستغل لأي أغراض أخرى.

وأكد الخلايلة أن خطبة الجمعة هي محور الخطاب الإسلامي اليوم، وما يقدم على المنبر هو محور الخطاب الإسلامي، وهذا يعكس صورة مساجدنا وخطبة الجمعة.

وأضاف أن خطب الجمعة تعد وفق برنامج تضعه مجموعة من العلماء، وهو برنامج متكامل لعام أو عامين، ويتم الالتزام بهذا البرنامج، ويتغير في ظروف طارئة جدا، كما حصل في بداية الأحداث في غزة أو غيرها، أو حسب ما يطرأ من أحداث.

وأشار إلى أن خطب الجمعة تتناول كثيرا من القضايا، مثل مشكلة المخدرات، وعقوق الوالدين، والقيم والأخلاق، وتغطي كل مناحي الحياة.

وشدد الخلايلة على أن وزارة الأوقاف لا تلزم الخطيب بنص يقرؤه كما هو، بل تقدم موضوعا ومحاور ملزمة، ثم مادة علمية مقترحة، ولا يوجد تقييد على الخطباء، بل لهم مساحة واسعة في الحديث.

وبين الوزير أن هناك بعض الأشخاص ممنوعون من الخطابة، قائلاً: "لأني لا أسمح باستخدام المنبر لأغراض حزبية أو أهواء شخصية أو لاتهام الآخرين" مشيرا إلى أنه يتم استدعاء الخطباء قبل منعهم من الخطابة، ومناقشة أسباب ذلك معهم.

وقال وزير الأوقاف إن مواجهة التطرف بين الشباب في ظل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، تحتاج منظومة متكاملة، مضيفا أن المساجد وحدها غير قادرة على مواجهة التطرف، لكن دورها كبير جدا في ظل التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي".

المملكة