قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن "الكل يجمع الآن على أنّ حل الدولتين هو السبيل الوحيد نحو المستقبل الآمن الذي نريد، لكننا كلنا نعرف أننا في مواجهة حكومة إسرائيلية متطرفة لا تريد هذا السلام".

جاء ذلك في كلمة للصفدي، في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي عقد مساء الأربعاء، وذلك على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الذي نظمته المملكة العربية السعودية بصفتها رئيسة اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة، بالتعاون مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه لن يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية، متسائلًا " الآن كيف نواجه هذا التعنّت الإسرائيلي الذي يحرم المنطقة كلها حقها في أن تعيش بأمن وسلام؟".

وأضاف الصفدي: "نتنياهو يريد أن يشعل المنطقة، ونحن نريد أن نحمي المنطقة من ذلك، وأن نوفّر السلام العادل لكل شعوب المنطقة. يبقى السؤال ماذا سنفعل؟ ماذا سيفعل المجتمع الدولي إزاء المستوطنات الجديدة التي أعلن عنها نتنياهو والتي تشكل تحديًا خطيرًا يهدّد حل الدولتين؟ ماذا سيفعل المجتمع الدولي إذا ذهب نتنياهو باتجاه ضمّ الضفة الغربية كما يهدّد؟ ماذا سيفعل المجتمع الدولي إذا استمرّ نتنياهو بتعنّته في رفض إقامة الدولة الفلسطينية ورفض تحقيق السلام العادل؟".

ولفت النظر إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل الذي يلبّي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة بما في ذلك إسرائيل.

وأكد الصفدي أنه "نحن نواجه حكومة إسرائيلية متطرفة لا تريد السلام، وإجراءاتها الأحادية تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي التحرك الجاد لحماية حل الدولتين".

وأشار إلى أن إسرائيل تحرم المنطقة من حقها في السلام، "هذه الحكومة الإسرائيلية تدفع المنطقة كلها نحو الهاوية، وبالتالي المطلوب منا جميعًا أن نذهب باتجاه حزمة إجراءات رادعة تحمينا جميعًا من هذا الخطر".

وتابع الصفدي "آن لنا أن ننتقل من مساحة الكلام إلى مساحة الفعل، ومطلوب منّا جميعًا أن نتخذ إجراءات رادعة تلجم العدوانية الإسرائيلية وتتيح لنا في المنطقة كلنا أن نذهب باتجاه السلام العادل والدائم، وبالتالي أعتقد أن المطلوب الآن أن نكون واضحين مع أنفسنا. الجهة التي تحرم المنطقة حقها في السلام يجب أن تواجه إجراءات رادعة".

وأكّد أنه إذا لم تتخذ إجراءات رادعة بحق هذه الحكومة الإسرائيلية "ستكون فرص تنفيذ حل الدولتين أصبحت أقل ممّا هي الآن لأن هذه الحكومة المتطرفة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وتقوض حق المنطقة كلها في العيش بسلام".

واختتم الصفدي مداخلته بالقول "يجب أن نبدأ من الآن بالتفكير بالخطوات العملية الرادعة التي سنتخذها كلها مجتمعين كمجتمع دولي مؤمن بأن السلام طريقه هو حل الدولتين لحماية حل الدولتين، إذا لم يكن الآن هو زمن تنفيذ هذا الحل بسبب غطرسة هذه الحكومة الإسرائيلية فالآن هو زمن حماية حل الدولتين وهذا متوفر لنا إن عملنا معًا وإن اتخذنا الإجراءات التي تردع هذه الحكومة".

إلى ذلك، عقد الصفدي مباحثات ثنائية مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتعاون الإنمائي البلجيكي مكسيم بريفو، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة والدفاع الإيرلندي سيمون هاريس، ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية ناصر بوريطة، ووزيرة خارجية جمهورية لاتفيا بايبا براجا، ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية الكرواتي غوردن رادمان، ووزير خارجية مملكة هولندا ديفيد فان فيل، وبحث معهم سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك إزاء التطورات الإقليمية في المنطقة.

ووقّع الصفدي خلال لقائه وزيرة خارجية كولومبيا روزا يولندا فيلافيسانسيو، مذكرة تفاهم لإقامة مشاورات سياسية بين وزارتَي الخارجية في البلدَين.

كما وقع الصفدي ووزير خارجية جمهورية صربيا ماركو دوريك، اتفاقية بين حكومتَي البلدين، بشأن إلغاء التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية.

والتقى الصفدي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وبحث معه التعاون القائم إزاء ملف اللاجئين السوريين وانعكاسات التطورات في سوريا عليه.

المملكة