سجّلت أسعار الذهب ارتفاعا إلى مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات الثلاثاء، مدفوعة بضعف الدولار وتراجع عائدات السندات، وسط تصاعد الرهانات على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3651.38 دولارا للأوقية بحلول الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة إلى 3690.90 دولارا.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة "KCM Trade"، إن هناك إمكانية لتحقيق المزيد من المكاسب في أسعار الذهب، شريطة أن يلبي البنك المركزي الأميركي توقعات السوق بشأن إجراء تخفيضات عدة في أسعار الفائدة.
وتعززت هذه التوقعات بعد صدور بيانات تشير إلى تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال أغسطس، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى منذ قرابة أربع سنوات، ما يعكس ضعف سوق العمل ويزيد من احتمالية اتخاذ الفيدرالي خطوات تيسيرية.
ووفقًا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "CME"، يرى المتعاملون أن هناك احتمالًا بنسبة 89.4% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، فيما تبلغ احتمالية خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس نحو 10.6%.
أدى هذا التوجه التيسيري إلى الضغط على الدولار، الذي تراجع إلى أدنى مستوى له في سبعة أسابيع تقريبا مقابل سلة من العملات الرئيسة، ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. كما انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر، مما زاد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الخميس، يترقب المستثمرون بيانات التضخم في الولايات المتحدة، حيث تصدر بيانات أسعار المنتجين الأربعاء، تليها بيانات أسعار المستهلكين الخميس.
ومنذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 38%، بعد قفزة بلغت 27% في عام 2024، مدعومة بتراجع الدولار، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، والسياسات النقدية التيسيرية، إلى جانب تصاعد حالة عدم اليقين العالمي.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 41.36 دولارا للأوقية، وصعد البلاتين 1% إلى 1396.42 دولارا، في حين قفز البلاديوم 1.4% ليصل إلى 1149.47 دولارا للأوقية.
رويترز