قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إن نتنياهو تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن خطط إسرائيل الجديدة للهجوم على غزة.
وأضاف مكتب نتنياهو "ناقش الطرفان خطط إسرائيل للسيطرة على ما تبقى من حماس في غزة لإنهاء الحرب عبر تأمين إطلاق سراح المحتجزين".
واعتبر نتنياهو، أن خطته الجديدة لتوسيع الأعمال العسكرية والسيطرة على مدينة غزة هي "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب"، متحديا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وفي مؤتمر صحفي في القدس دافع فيه عن خطته، قال نتنياهو إن العملية الجديدة سيتم تنفيذها "ضمن جدول زمني قصير نسبيا لأننا نريد إنهاء الحرب".
بعد أكثر من 22 شهرا من الحرب، تعاني إسرائيل انقساما متزايدا بين المطالبين بإنهاء النزاع والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في مواجهة من يريدون القضاء على حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية.
وتزايدت الانتقادات في الداخل والخارج بعد أن أعلن مجلس الوزراء الأمني برئاسة نتنياهو الجمعة، عن خطط لتوسيع الحرب والسيطرة على مدينة غزة.
لكن رئيس الوزراء تحدث بنبرة تحدّ الأحد، وقال خلال مؤتمر صحفي نادر إن "هذه هي أفضل وسيلة لإنهاء الحرب، وأفضل طريقة لإنهائها بسرعة".
وقال نتنياهو "لا أريد الحديث عن جداول زمنية دقيقة، لكننا نتحدث عن جدول زمني قصير نسبيا لأننا نريد إنهاء الحرب".
وأضاف أن هدف العملية الجديدة هو "تفكيك معقلي حماس المتبقيين في مدينة غزة والمخيمات الوسطى"، مع إنشاء ممرات ومناطق آمنة للسماح للمدنيين بمغادرة تلك المناطق.
وتابع "لقد أتممنا جزءا كبيرا من العمل، حاليا نحن نسيطر على ما بين 70-75% من غزة".
وتدارك "لكن ما زال أمامنا معقلان: مدينة غزة ومخيمات اللاجئين وسط القطاع والمواصي، ليس لدينا خيار آخر لإنهاء المهمة".
وفي أعقاب اجتماع مجلس الوزراء الأمني الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة عن خطة للسيطرة على مدينة غزة، في حين أشار نتنياهو في تعليقاته الأحد إلى عمليات أوسع نطاقا.
من جهته، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو "ما قاله نتنياهو في مؤتمره الصحفي جملة من الأكاذيب"، معتبرا أنه "لا يستطيع أن يواجه الحقيقة بل يعمل على التضليل وإخفائها".
"خطة أخرى ستفشل"
عقد نتنياهو المؤتمر الصحفي قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في غزة والخطة الإسرائيلية الجديدة.
كما جاء غداة خروج آلاف الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب للاحتجاج على قرار مجلس الوزراء الأمني.
وقال المتظاهر جويل أوبودوف "الخطة الجديدة هي مجرد خطة أخرى ستفشل، وقد تكتب نهاية رهائننا، وبالطبع قد تؤدي إلى مقتل مزيد من جنودنا".
وواجه رئيس الوزراء احتجاجات منتظمة منذ بداية الحرب، وقد دعت العديد من التظاهرات الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بعد أن شهدت الهدنات السابقة تبادل محتجزين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن نتنياهو تعرض أيضا لضغوط من اليمين المتطرف لإحكام السيطرة على غزة، وقد انتقد وزير المال بتسلئيل سموتريتش الخطة الجديدة ووصفها بأنها "محدودة" و"ضعيفة".
وقال سموتريتش في مقطع مصوّر إن "رئيس الوزراء والكابينت خضعا للضعف... قررا مجددا تكرار المقاربة ذاتها، إطلاق عملية عسكرية لا تهدف للوصول الى حل حاسم".
ويحظى اليمين المتطرف بنفوذ كبير في حكومة نتنياهو الائتلافية، إذ يعد دعمه حيويا للحفاظ على غالبية في الكنيست.
بدوره، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى السيطرة على "كل غزة"، وقال لإذاعة "كان" إن "تحقيق النصر ممكن. أريد كل غزة، نقل واستيطان. هذه الخطوة لن تشكّل تهديدا للقوات".
"كارثة جديدة"
وأثار قرار توسيع الحرب في غزة موجة من الانتقادات في مختلف أنحاء العالم.
وعقد مجلس الأمن الدولي الأحد، اجتماعا لبحث آخر التطورات.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ميروسلاف جينكا أمام المجلس "إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تؤدي الى كارثة جديدة في غزة، تتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة، وتتسبب بمزيد من النزوح القسري وعمليات القتل والدمار".
وتسعى قوى أجنبية، بعضها من حلفاء إسرائيل، إلى التوصل لهدنة تفاوضية لتأمين عودة المحتجزين والمساعدة في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع بعد تحذيرات متكررة من احتمال تفشي المجاعة.
لكن رغم ردود الفعل المنددة والشائعات حول معارضة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين للخطة، ظل نتنياهو ثابتا على موقفه.
وقال نتنياهو خلال مؤتمره الصحفي في القدس "سننتصر في الحرب مع أو من دون دعم أحد".
وأضاف "هدفنا ليس احتلال غزة، بل إقامة إدارة مدنية في القطاع غير مرتبطة بحماس ولا بالسلطة الفلسطينية".
وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت لاحق، إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة الخطط العسكرية الجديدة.
أ ف ب