قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الأحد، إن إسرائيل تقتل فلسطين في غزة، وهذا هو هدفها، وهناك يعاني أكثر من مليوني ضحية معاناة كبيرة لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها،
وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة حول توسيع العدوان على الشعب الفلسطيني وقرار الاحتلال القاضي بإعادة احتلال قطاع غزة، أنه لم يعد مسموحا خذلان مليوني شخص في غزة أكثر من ذلك، ولا يجب أن نكتفي بالشعور بالذنب أو العار، وأن المجلس مدين بالتحرك الآن لإيقاف الإبادة الجماعية.
وتابع منصور، أنه "لا يمكن نكران أن إسرائيل لا تبالي بما يقوله أحد، وأن كل ما يهم الآن هو القدرة على تحويل الإدانات إلى أعمال عادلة، وأن التاريخ سيحكم على الجميع".
وأعرب عن تقديره وصف الجميع تقريبا لعمق الألم والمأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، مضيفا "إلا أن ذلك ليس كافيا، وأنه يجب التحرك لمعالجة الوضع ووضع حد له؛ وإلا فإن هذا الوصف لا يعني شيئا إن لم يتم التحرك".
وأوضح منصور أن ثمة خطة دولية اعتمدها المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن فلسطين؛ تبدأ بإنهاء استخدام التجويع كسلاح حرب، وإنهاء الحرب على غزة من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة وبحسب المبادئ الإنسانية، والانسحاب الكامل لإسرائيل من قطاع غزة.
وذكر أن الخطة تأخذ بالاعتبار أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستستأنف مهامها الأمنية وفي مجال الحكم في قطاع غزة مع دعم دولي وإقليمي في سياق إنهاء الحرب، مع تحديد مسار لا يمكن العودة عنه نحو دولة فلسطينية ذات سيادة للوصول إلى السلام.
وقال منصور، إنه لو كان شاغل إسرائيل هو الأمن كانت ستصادق على هذه الخطة، وستسر من اعتمادها من كامل المجتمع الدولي تقريبا، إلا أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز سيطرتها العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وتطيل أمد الحرب لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن الحكومة الإسرائيلية قالت ذلك مرة تلو أخرى.
وأكد أن إسرائيل أثبتت منذ زمن بعيد أنها لا تكترث بمصير الرهائن، وأن هدفها هو تدمير الشعب الفلسطيني؛ لتسهيل ضم أراضيه، كما أثبتت منذ فترة طويلة أنها لا تلتزم بالميثاق أو بالقانون الدولي أو بقرارات مجلس الأمن.
وأضاف أنه في مواجهة "إصرار نتنياهو على مواصلة هذا الإبادة الجماعية، وتدمير الشعب الفلسطيني بالموت والتهجير، وضم الأراضي الفلسطينية، وتدمير فلسطين ومعها كل فرصة للسلام".
وشدد أنه على المجلس التحرك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحرمان إسرائيل من الوسائل التي تمكنها من مواصلة هذه الحرب البشعة، ومحاسبتها على جرائمها، وإرسال قوة حماية دولية فوراً لإنقاذ الشعب الفلسطيني من موت محقق.
وتابع منصور: "لا شك أن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل هو ما دفعها إلى هذا الجنون".
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتعاون مع الإدارة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، وأعضاء المجلس، وشركاء إقليميين ودوليين آخرين؛ لوضع حد فورا لهذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني.
المملكة + وفا