أنهى 48 شابا وشابة، الثلاثاء، متطلبات المشاركة في البرامج التدريبية الثلاثة لأكاديمية النزاهة 2025، والتي شملت: تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وإدارة النزاعات وحلّها من أجل بناء السلم المجتمعي، والمساءلة المجتمعية وحملات المناصرة، وفق رشيد (الشفافية الدولية – الأردن).

يأتي ذلك بالتزامن مع التحضيرات العالمية للاحتفال بيوم الشباب الدولي ضمن شعار: تمكين الشباب من أجل مستقبل مستدام، وضمن مشروع "نزاهة الشباب (2024–2025)" الذي تنفذه "رشيد"، وبالتعاون مع هيئة النزاهة ومكافحة الفساد.

وهدفت أكاديمية النزاهة 2025، والمخصصة لخريجي وخريجات مدارس النزاهة، التي أطلقت بدعم من وزارة الخارجية الألمانية، وبتمويل من برنامج زيفيك – معهد العلاقات الخارجية (ifa)، إلى تمكين الشباب والشابات بمهارات متقدمة ومعرفة تخصصية تُعزّز قدراتهم على إحداث تأثير إيجابي ومستدام في مجتمعاتهم، ضمن رؤية "رشيد" لترسيخ قيم النزاهة والمواطنة الصالحة.

وخلال مسيرة تنفيذ مشروع نزاهة الشباب (2024 – 2025)، جرى تنفيذ 4 مدارس نزاهة (صيفية وشتوية)، بمشاركة 60 شابًا وشابة، بالإضافة إلى برنامج تدريب المدربين (TOT) لسفراء النزاهة، وأسبوعي نزاهة في جامعتي اليرموك والبلقاء التطبيقية، تحت شعار: "سبل تعزيز النزاهة والشفافية وأثرها في تحقيق السلم المجتمعي"، حيث شارك فيهما ما مجموعه 666 مشاركًا ومشاركة.

كما نُفذت 6 برامج تدريبية ضمن أكاديمية النزاهة على مدار عامي 2024 و2025، بمشاركة 85 شابًا وشابة من جميع محافظات الأردن، إلى جانب تنظيم منتدى نزاهة الشباب 2025 بمشاركة فاقت 150 شابًا وشابة، مما يعكس حجم التفاعل الشبابي الواسع.

وأسهم المشروع من خلال هذه الأنشطة المتكاملة في بناء قدرات جيل جديد من الشباب والشابات على أسس النزاهة والمواطنة الصالحة، والمشاركة مع مختلف الأطراف ذات العلاقة، بما يعزز وعيهم ووعي أسرهم وأقرانهم بقيم الشفافية، ومبادئ مكافحة الفساد، وحقوق الإنسان، والديمقراطية.

وخلال الحفل، خاطب الأمين العام لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد أمجد نارموق، الشباب والشابات قائلاً، "اندماجكم في هذا البرنامج يدل على أنكم تسيرون في الطريق الصحيح نحو التغيير الإيجابي، أنتم اليوم سفراء لقيم الإصلاح في مؤسساتكم ومجتمعاتكم، وخط الدفاع الأول في مواجهة الفساد".

وأضاف "ننتظر منكم دورًا فاعلًا يُترجم المعرفة النظرية إلى ممارسة يومية، من خلال الالتزام بالصدق، ونبذ الواسطة والمحسوبية بكافة أشكالها".

وقالت المديرة التنفيذية لــ "رشيد" عبير مدانات، إن الأكاديميات والمدارس ساهمت على مدى السنوات الماضية، بشكل فعال، في تجسير الفجوات الموجودة في عدة مفاهيم، وربط مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان بالعلاقة مع النزاهة والشفافية والمساءلة وفي ترسيخها لدعم السلم المجتمعي.

وأضافت أن الأنشطة جميعها أدت إلى خلق حاله من التواصل والتكافل بين المشاركين والمشاركات من كل المحافظات، مبنية على الفهم المشترك والوعي الجمعي بينهم وقناعتهم بدورهم في تحمل مسؤولية المشاركة البناءة على المستوى الوطني أينما حلو حاليا ومستقبلا. من خلال الرحلة التعليمية والعملية المتكاملة، التي تراوحت بين المعرفة وبناء المهارات في كيفية التأثير المجتمعي، وانتهت بمنح الشباب الفرصة لقيادة الحوار وصياغة الحلول.

وشددت مديرة المشروع سناء العوامله، على أهمية البُعد الإنساني في تصميم وتنفيذ المشروع، مؤكدة أن الأهم من الأرقام التي تحققت هو الإنسان الكامن خلفها، قائلة: "لم يكن الهدف من هذا المشروع تلبية احتياجات شكلية أو عابرة، بل السعي الحقيقي لتلبية احتياجات جوهرية لدى الشباب. فكل مشارك لديه قصة، وحلم، وبصمة، وهدف يسعى لتحقيقه، وفخورون بأن المشروع قد نجح في تهيئة مساحة آمنة ومحفزة، مكّنت المشاركين من تطوير قدراتهم، وتوسيع آفاقهم، وتحقيق تطلعاتهم".

وعبّر المشاركون والمشاركات عن تجاربهم من خلال كلمات تعكس أثر المشروع، ومنها "كانت التجربة في مدرسة النزاهة أكثر من مجرد تدريب، كانت رحلة إنسانية اكتشفنا فيها أنفسنا من جديد، وتعلمنا أن النزاهة تبدأ من الداخل وتمتد لتُشكّل سلوكنا اليومي ومواقفنا تجاه مجتمعنا"، "من خلال مشاركتي في تدريب المدربين، تمكنت من تطوير مهاراتي بشكل مكّنني من الحصول على فرصة عمل"، "تميزت الأكاديمية بمحتواها التخصصي الذي ساهم بشكل ملموس في تعزيز وعينا بقضايا النزاهة ومكافحة الفساد".

المملكة