تعتزم كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عقد محادثات جديدة مع إيران خلال الأيام المقبلة، هي الأولى منذ هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية في حزيران/يونيو في خضم الحرب بين إسرائيل وطهران، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي ألماني لفرانس برس الأحد.

وقال المصدر إن الدول الأوروبية الثلاث "على اتصال مع إيران لتحديد موعد لإجراء مزيد من المحادثات خلال الأسبوع المقبل".

وحذّرت القوى الأوروبية من إمكان إعادة تفعيل العقوبات الدولية على طهران ما لم يتم تحقيق تقدم في المباحثات بشأن برنامجها النووي، وذلك بموجب آلية يلحظها اتفاق عام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر لم تسمه، أن طهران وافقت على إجراء محادثات مع الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق عام 2015.

وأضافت أن المشاورات جارية بشأن موعد المحادثات ومكانها.

وقال المصدر الألماني "يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك سلاح نووي. ولهذا السبب، تواصل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة العمل بشكل مكثف ضمن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث لإيجاد حل دبلوماسي مستدام ويمكن التحقق منه للبرنامج النووي الإيراني".

وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية.

في 13 حزيران/يونيو، بدأت إسرائيل هجوما مباغتا على عدوها الإقليمي اللدود، مستهدفة على وجه الخصوص منشآت عسكرية ونووية رئيسة.

ثم في 22 حزيران/يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات على منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو جنوب طهران، وموقعين نوويين في أصفهان ونطنز.

- لاريجاني في الكرملين -

وعقدت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت لـ12 يوما ضد إيران.

لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية أنهى المحادثات.

واجتمعت الدول الأوروبية الثلاث آخر مرة مع إيران في جنيف في 21 حزيران/يونيو، قبل يوم واحد فقط من الضربات الأميركية.

في الأثناء، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد اجتماعا في الكرملين مع علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي.

وقال الكرملين إن لاريجاني "نقل تقييمات للوضع المتصاعد في الشرق الأوسط وبشأن البرنامج النووي الإيراني".

وأضاف أن بوتين أعرب عن "مواقف روسيا المعروفة بشأن الطرق التي يمكن من خلالها جعل الوضع مستقرا في المنطقة وحول التسوية السياسية للبرنامج النووي الإيراني".

وتقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وتقدم دعما مهما لطهران، لكنها لم تدعم شريكتها بقوة خلال الحرب مع إسرائيل حتى بعد انضمام الولايات المتحدة إلى حملة القصف.

- آلية الزناد -

أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا نوويا عام 2015 أطلق عليه اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، فرضت بموجبه قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.

لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم الملغاة اعتبارا من 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران. وردت طهران بعد نحو عام ببدء التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجبه.

وحذّر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات قريبا، فإنهم سيفعّلون "آلية الزناد" (سناب باك) الواردة في الاتفاق النووي، وتسمح بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على طهران في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق. وتنتهي مهلة تفعيل الآلية في تشرين الأول/أكتوبر.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين الجمعة إنه لا يوجد أي "أساس أخلاقي أو قانوني" لإعادة تفعيل العقوبات.

والأحد كتب عراقجي على منصة إكس "من خلال أفعالها وتصريحاتها، بما في ذلك تقديم الدعم السياسي والمادي للعدوان العسكري غير المبرر وغير القانوني للنظام الإسرائيلي والولايات المتحدة... تنازلت الدول الأوروبية الثلاث عن دورها بصفتها +مشاركة+ في الاتفاق النووي".

وأشار إلى أن هذا الأمر جعل أي محاولة لإعادة تفعيل قرارات ملغاة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "باطلة ولاغية".

وتابع "لقد أظهرت إيران أنها قادرة على إسقاط أي +عمل قذر+ واهم، لكنها مستعدة على الدوام لمقابلة الدبلوماسية الجادة بالمثل بحسن نية".

وشدد المصدر الألماني على أنه "إذا لم يتم التوصل إلى حلّ خلال الصيف، فإن إعادة فرض العقوبات تظل خيارا أمام مجموعة الدول الأوروبية الثلاث".

وقالت إيران الأسبوع الماضي إنه لن تكون هناك محادثات نووية جديدة مع الولايات المتحدة إذا كانت مشروطة بتخلي طهران عن نشاطات تخصيب اليورانيوم.

أ ف ب