أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، أن البحث عن الطعام ينبغي ألا "يكون بمثابة حكم بالإعدام" في غزة، منددا بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع والذي يؤدي "إلى قتل الناس".
وصرح غوتيريش للصحافيين في نيويورك "يقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام"، وذلك من دون أن يسمي مؤسسة غزة الإنسانية التي تتخلل عملياتها لتوزيع المساعدات مشاهد فوضوية ودامية اسفرت عن مئات الشهداء الفلسطينيين بحسب الدفاع المدني في غزة.
وتابع الأمين العام "إن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة. إنها تقتل الناس"، مندّدا بـ"أزمة إنسانية ذات أبعاد مروّعة".
فرضت إسرائيل في مطلع آذار، حصارا مطبقا على قطاع غزة منعت بوجبه دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية. وخفّفت إسرائيل بشكل طفيف حصارها في أواخر أيار حين بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأميركيا عمليات توزيع المساعدات.
والمؤسسة مدعومة من متعاقدين مسلّحين مولجين حفظ الأمن في مراكز التوزيع التابعة لها.
بحسب وزارة الصحة التي تديرها حكومة حماس في غزة، فقد استشهد نحو 550 شخصا وجرح أكثر من 4000 آخرين خلال تجمعات ضخمة لأشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة منذ أن بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في نهاية أيار.
وتكرّر "مؤسسة غزة الإنسانية" بشكل منتظم أن عمليات التوزيع داخل مراكزها تسير بدون حوادث وتنفي وقوع أي إطلاق نار مميت في المنطقة المجاورة مباشرة لنقاط التوزيع التي تديرها.
نظرا إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على عمل وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول الميداني إلى المواقع، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق على نحو مستقل من حصائل الشهداء التي يعلنها الدفاع المدني أو ظروف مقتلهم.
وقال غوتيريش "يجب إيجاد حل لمشكلة توزيع المساعدات الإنسانية. ولا حاجة لإعادة اختراع العجلة بمخططات خطيرة"، في حين ترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، وذلك بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها.
وتابع "لدينا الحل - خطة مفصلة ترتكز على المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية".
وأضاف "لدينا الإمدادات. ولدينا الخبرة. خطتنا تسترشد بما يحتاجه الناس. وهي مبنية على ثقة المجتمعات المحلية والجهات المانحة والدول الأعضاء. وقد نجحت خلال وقف إطلاق النار الأخير. ويجب السماح لها بالعمل مرة أخرى".
ولفت غوتيريش إلى أن "ما نحتاجه الآن هو طفرة في المساعدات - يجب أن يتحول هذا النزر اليسير إلى محيط".
وقال الأمين العام "لقد هيمن الصراع بين إسرائيل وإيران على عناوين الأخبار. ولكن لا يمكننا أن نسمح بتغييب معاناة الفلسطينيين في غزة".
وأضاف "لقد حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، والوصول الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية".
أ ف ب