أكد المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية، رفيق خرفان، الخميس، أن يوم عودة جلالة الملك عبد الله الثاني كان يوم نجاح شهد عليه العالم أجمع، رغم التأويلات التي تداولتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الصفراء.
وقال خرفان لـ"المملكة" إن العلاقة بين الأردن وفلسطين متجذرة عبر التاريخ، حيث كانت القضية الفلسطينية على الدوام أولوية لدى الهاشميين، بدءًا من عهد الشريف حسين وصولًا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي جعل القضية الفلسطينية محور اهتمامه السياسي والدبلوماسي.
وأضاف أن جلالة الملك، منذ تسلمه سلطاته الدستورية، ظل ثابتًا على موقفه الداعي إلى حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام، وهو ما أقر به العالم أجمع بعد أحداث 7 أكتوبر، ما يعكس الرؤية الاستراتيجية للهاشميين.
وشدد خرفان على أن القضية الفلسطينية تمثل ثابتًا استراتيجيًا للأردن، حيث تتصدر أجندة جلالة الملك في جميع المحافل العربية والدولية، إذ يحرص على طرح ملف القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جميع لقاءاته.
وأكد أن دعم جلالة الملك لـ"الأونروا" ينبع من إيمانه بأنها تمثل رمزا لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتشكل أحد الركائز الأساسية للحفاظ على حقهم في العودة والحياة الكريمة.
- الملك أعاد الأمل لحل عادل للقضية الفلسطينية -
وبدوره أكد المفوض العام لحقوق الإنسان، جمال الشمايلة، أن الحدث التاريخي الذي قاده جلالة الملك عبد الله الثاني شكل نقطة تحول محورية في القضية الفلسطينية، وأسهم في إعادة الأمل ليس فقط للأردنيين، بل للأمة العربية كاملة في إمكانية الوصول إلى حل عادل وشامل.
وفي حديثه لقناة المملكة لفت الشمايلة إلى أن جلالة الملك خلال لقائه بالرئيس الأميركي في واشنطن "اتخذ موقفًا تاريخيًا يسجل بأحرف من نور، حيث عبّر بشجاعة عن رفضه لأي محاولات للتهجير القسري أو استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا ضرورة إنهاء هذه المعاناة فورًا".
وأضاف أن جلالة الملك "قدم للعالم رؤية جديدة قائمة على الأمل، مشددا على أن القرارات لا يجب أن تُفرض بالقوة، بل أن للشعب الفلسطيني الحق في الاستقلال والعيش بحرية وكرامة".
وأوضح الشمايلة، بصفته مفوضًا عامًا في المركز الوطني لحقوق الإنسان، أن جلالة الملك كان أول قائد وزعيم عربي وعالمي يتحدث عن المجازر التي ارتُكبت في غزة، وما آلت إليه الأوضاع هناك على مدار أكثر من عام، مشيرًا إلى أن حديثه استند إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، ليكون بذلك أول من رفع الصوت في المحافل الدولية دفاعًا عن حقوق الفلسطينيين.
- مقاربة عربية جديدة في الخطاب الأردني -
ويرى أستاذ العلوم السياسية، محمد القطاطشة، أن ما يحدث اليوم ليس مجرد تجديد للولاء والانتماء، بل هو مشهد وطني يعكس دعم الشعب الأردني لجلالة الملك وشحذ همته في مواجهة التحديات. وأكد أن العهد مع الهاشميين دائم، ولا يحتاج إلى تجديد، لأن العلاقة بين القيادة والشعب الأردني قائمة على انسجام مستمر.
وأشار إلى أن لقاء الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يحمل أبعادًا سياسية عميقة، خاصة وأن ترامب يمثل قائدًا عالميًا لديه تصورات واضحة تهدف إلى توسيع نفوذ إسرائيل وتكريس موقعه في التاريخ ضمن الحركة الصهيونية العالمية.
ولفت النظر إلى أن زعيمًا عربيًا لم يتحدث بصيغة "أنا" خلال لقاء رسمي بهذا المستوى، بل استخدم مصطلحات غير مسبوقة أمام قائد أميركي. وفي خامس لقاء بين الملك وترامب، برزت نقطتان مهمتان:
ويؤكد القطاطشة أن هذا الخطاب تعكس بعدًا سياسيًا استراتيجيًا، حيث أوضح الملك أن الحلول الإقليمية لا يمكن أن تتم إلا بعد الاتفاق مع مصر والسعودية والدول العربية الأخرى، وهذه سابقة دبلوماسية في التعامل العربي مع الولايات المتحدة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النقباء، علي أبو نقطة، أن النقابيين يرددون ما يقوله جميع الأردنيين، وهو الوقوف خلف قيادة جلالة الملك في لاءاته الثلاث.
وقال أبو نقطة لـ"المملكة" إن جلالة الملك كان أول من عبر عن موقف واضح وحاسم بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير سكان غزة، حيث جاء الإعلان الأول على المستوى العربي والدولي عبر جلالة الملك، الذي تحدث باسم الأردن ومصر، مؤكداً أن البلدين لن يقبلا بأي شكل من أشكال التهجير، ومشدداً على ضرورة إعادة إعمار غزة بوجود سكانها الأصليين في وطنهم.
-1200 وسيلة إعلامية بثت موقف الملك-
أما خبير الاتصال الاستراتيجي، عبدالرحمن الحسامي، أكد أن ما شاهده العالم يعد جزءًا من التأييد الشعبي الكبير ورفض التهجير، إلى جانب التأييد الواسع لمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني.
وأضاف الحسامي في حديثه لـ"المملكة" أن لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأميركي أثار اهتمامًا عالميًا كبيرًا، حيث تم رصد قرابة 22 ألف مقال وخبر صحفي حول اللقاء ورفض جلالة الملك المباشر لمقترح التهجير الذي طرحته الإدارة الأميركية آنذاك.
وأشار إلى أن ما يقارب 1200 وسيلة إعلامية محلية ودولية تناولت موقف جلالة الملك، بما في ذلك صحف ومواقع عالمية مثل "نيويورك تايمز"، "الغارديان"، و"بي بي سي"، بالإضافة إلى تغطيات عدد من القنوات العالمية التي نقلت رفض جلالة الملك القاطع للتهجير.
المملكة