- سياسيون: إجماع داخلي في مواجهة التحديات ورفض ضغوط التهجير
- سياسيون: لا توطين ولا تهجير ولا حلول على حساب الأردن
شدد مسؤولون وسياسيون على ضرورة الوقوف جميعا مع المصلحة الوطنية، داعمين لمواقف جلالة الملك بأن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار، ومؤكدين على أن مصلحة الأردن كانت وستبقى تتربع على سلم الأولويات الوطنية.
وأكدوا أن الأردن يتمتع بإجماع داخلي كامل وموقف وطني ثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفض أي مخططات تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة إلى الأردن أو مصر أو أي دولة أخرى.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء، حيث شدد جلالته على أن "مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار"، داعيًا إلى ضرورة إعادة إعمار غزة بدون تهجير أهله، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.
وشدد جلالته على أن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة ونتطلع لاستمرار جهود الولايات المتحدة وجميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار"، ومؤكدا ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تدهور الأوضاع.
- لا حلول على حساب الأردن -
عضو مجلس الأعيان الأردني، محاسن الجاغوب، أكدت أن الأردن يضع مصالحه الوطنية في مقدمة أولوياته، ويمتلك جميع الخيارات للدفاع عن ثوابته الأساسية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضحت الجاغوب في حديثها لـ"المملكة"، أن الملك شدد خلال اجتماعاته الدائمة، بما في ذلك اجتماعه الأخير باللجنة الدائمة بمجلس الأعيان، على موقف الأردن الحاسم برفض التهجير والتوطين، مضيفة أن الاجتماع خرج بمعنويات وطنية واثقة بأن الأردن سيظل حرا آمنا ومستقرا وقادرا على مواجهة التحديات.
وأشارت إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، يتبنى رؤية واضحة وثابتة تؤكد عدم قبول أي حلول على حسابه، إلى جانب التزامه الدائم بدعم القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الصوت الأردني في الحوار مع الإدارات الأميركية، سواء مع الجمهوريين أو الديمقراطيين، يعبر عن مبادئ ثابتة تدعم الاستقرار الحقيقي، وليس مجرد حلول مؤقتة أو آنية.
رئيس الوزراء جعفر حسان، أكد في مستهل جلسة مجلس النواب، الأربعاء، أن الأردن كان السبّاق في مواجهة الأفكار المطروحة من قبل واشنطن بشأن غزة، مشيدا بحنكة وحكمة ودبلوماسية جلالته في القمة التي عقدت مع ترامب.
وأشار إلى أن اللقاء الملكي كان فرصة لتوضيح أن "مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار"، موضحا أن موقف الأردن واضح وثابت: "لا توطين، ولا تهجير، ولا حلول على حساب الأردن"، ومشددا على أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون في فلسطين، وليس على حساب الأردن.
- على سلم الأولويات -
من جانبه، شدّد وزير السياحة السابق مكرم القيسي على أن الأردن سيظل عصيًا على أي محاولات للعبث بأمنه واستقراره، مضيفًا أننا "سنبقى خلف قيادتنا الهاشمية ليكون الأردن سندًا وظهيرًا للأشقاء الفلسطينيين، ثابتين على أرضهم دون تهجير أو إقصاء".
وأكد القيسي، عبر حسابه الشخصي بمنصة "إكس"، أن مصلحة الأردن كانت وما تزال وستبقى تتربع على سلم الأولويات الوطنية، كما أكدها جلالة الملك بكل وضوح.
فيما شدّد أستاذ النظرية السياسية والوزير السابق محمد أبو رمان، لـ"المملكة"، على أن استقلالية القرار الأردني تعزز من مكانته الإقليمية، وأن استمراره في موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية هو جزء من استراتيجيته السياسية التي لم تتغير رغم الضغوط الدولية.
من جهته، أكّد رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، أن موقف الأردن الرسمي والشعبي متجانس تمامًا في رفض أي محاولات للمساس بالهوية الوطنية الأردنية أو تحميل الأردن مسؤولية القضية الفلسطينية، قائلا إنّ "الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وسنظل نعمل على تثبيت الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم".
وقال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، في بيان صدر الأربعاء، إن المجلس يقف خلف الملك بمواقفه الواضحة والثابتة والراسخة، باعتبار مصالح الأردن والشعب الأردني هي أولوية الأولويات، مضيفا أن الملك وجّه رسالة واضحة، بأن الأردن لن يقبل بتهجير أبناء قطاع غزة إلى الأردن، وأن مصالح الأردن فوق كل اعتبار.
- إجماع داخلي أردني -
وبيّن الفايز أن جلالة الملك يؤكد مرة ثانية، أن الضغوط مهما كانت لن تدفع الأردن إلى التخلي عن ثوابته الوطنية، حيث أكد جلالته أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على الأرض الفلسطينية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
أبو رمان، قال إن الأردن يتمتع بإجماع داخلي كامل، سواء على مستوى القيادة السياسية أو الشعبية، فيما يتعلق بمواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، موضحا أن الأردن، في مواجهة الضغوط الدولية، يتبع استراتيجية شراء الوقت، لا سيما في ظل انشغال الإدارة الأميركية بقضايا دولية وإقليمية وداخلية متعددة.
وأشار أبو رمان إلى أن الأردن استطاع الصمود في وجه تحديات تاريخية كبيرة بفضل معادلته الداخلية المتماسكة، والتي ساعدته في تجاوز أزمات سياسية عديدة دون التفريط في مواقفه الوطنية.
واستذكرت الجاغوب الضغوط التي تعرض لها الأردن خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خصوصًا فيما يتعلق بمخطط "صفقة القرن"، مؤكدة أن جلالة الملك رفض هذه الخطة بالكامل، مشددة على أن تحقيق السلام العادل يتطلب ضمان حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه.
وأكّدت أن الدبلوماسية الأردنية، رغم المتغيرات العالمية، تميزت بالحكمة والثبات، ولم تغير مواقفها بشأن القضية الفلسطينية، كما أن موقف الأردن من مسألة التهجير واضح وغير قابل للنقاش، حيث يعدّ قرار استقبال ودعم اللاجئين قرارًا سياديًا وإنسانيًا بحتًا، ولم يكن يومًا خاضعًا لأي ضغوط أو إملاءات سياسية.
المملكة