قالت مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط في لبنان الجمعة، إن الولايات المتحدة حددت "خطا أحمر" يمنع انضمام حزب الله إلى الحكومة اللبنانية المقبلة، وذلك بعد مواجهته إسرائيل العام الماضي.
وأورتاغوس هي أول مسؤولة أميركية كبيرة تزور لبنان منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه وانتخاب غوزاف عون رئيسا للبلاد.
وتأتي زيارتها في ظل تعثر عملية تشكيل الحكومة في لبنان، حيث توزع المناصب الحكومية طبقا لنظام المحاصصة. وتصر حركة أمل حليفة حزب الله على الموافقة على جميع الوزراء الشيعة، مما أدى إلى جمود في العملية.
وقالت للصحفيين بعد لقاء الرئيس عون إنها "ليست خائفة" من حزب الله المدعوم من إيران لأنه "هُزم عسكريا"، في إشارة إلى حرب العام الماضي بين الجماعة وإسرائيل.
وأضافت "وضعنا خطوطا حمراء واضحة من الولايات المتحدة بأنهم لن يتمكنوا من إرهاب الشعب اللبناني، وهذا يشمل الانضمام إلى الحكومة".
وتعرض حزب الله، الذي تحول إلى قوة سياسية وعسكرية قوية منذ تأسيسه في عام 1982، لضربات شديدة بغارات جوية على مدى أشهر إضافة إلى توغل بري في جنوب لبنان العام الماضي.
ووصف حزب الله نتيجة الحرب بأنها انتصار، قائلا؛ إنه تمكن من منع القوات البرية الإسرائيلية من التوغل في عمق لبنان.
وانتهت الأعمال القتالية في أواخر تشرين الثاني، بوقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا وحدد مهلة 60 يوما لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وسحب حزب الله لمقاتليه وأسلحته ونشر القوات اللبنانية في المنطقة.
وجرى تمديد هذا الموعد النهائي إلى 18 شباط. وأشارت أورتاغوس إلى الموعد الجديد الجمعة، لكنها لم تقل صراحة إن الجيش الإسرائيلي سينسحب من الأراضي اللبنانية.
وأوضحت أورتاغوس "سيكون 18 شباط هو موعد إعادة الانتشار عندما تنهي القوات الإسرائيلية إعادة انتشارها، وبالطبع ستنتشر القوات (اللبنانية) بعد ذلك، لذلك نحن ملتزمون تماما بهذا الموعد المحدد".
"خروج عن كل اللياقات الدبلوماسية"
قالت أورتاغوس "نحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة حزب الله"، ووجهت الشكر لعون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام على ما وصفته بأنه التزام "بالتأكد من أن حزب الله ليس جزءا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزوما عسكريا".
ولم يصرح عون وسلام علنا بالالتزام بإبقاء حزب الله خارج الحكومة. ويشغل حزب الله وحركة أمل عددا كبيرا من المقاعد في البرلمان اللبناني المكون من 128 عضوا، والذي يجب أن يوافق على أي حكومة جديدة.
ووصف رئيس الكتلة النيابية لجماعة حزب الله محمد رعد تصريح أورتاغوس "بالتدخل السافر بالسيادة اللبنانية وخروج عن كل اللياقات الديبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية".
وقال مكتب عون "يوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط السيدة مورغان أورتاغوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به".
ووفقا لمراسل رويترز، خرجت مجموعات من أنصار حزب الله الغاضبين من تعليقاتها إلى الشوارع بالقرب من مطار بيروت الجمعة، وأحرقوا الإطارات ولوحوا بأعلام صفراء تحمل شعار حزب الله. وشوهد بعضهم وهم يدوسون على العلم الأميركي.
ومن المتوقع أن تجتمع أورتاغوس مع رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يرأس أيضا حركة أمل، وستتوجه إلى جنوب لبنان برفقة الجيش اللبناني.
رويترز