أعلنت إدارة الأمن العام في حمص، الاثنين، انتهاء حملة تمشيط استمرت لخمسة أيام في أحياء المدينة وسط سوريا وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باعتقال المئات.
وكانت سانا قد أفادت الخميس ببدء القوات الأمنية عملية تمشيط في ثالث كبرى مدن سوريا، تستهدف بالدرجة الأولى "مجرمي حرب وفارّين من قبضة العدالة" بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
ونقلت الوكالة الاثنين عن مدير إدارة الأمن العام في حمص انتهاء الحملة "بعد تحقيق أهدافها".
وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه "استهدفت الحملة الأمنية عدة مستودعات أسلحة، بالإضافة لتوقيف عدد من المجرمين الذين نالوا من الشعب السوري طوال ثلاثة عشر عاما ولم يسلموا أسلحتهم لمراكز التسوية".
وأقرّ المسؤول الأمني بتوقيف عدد من المشتبه بهم وتحويل "من ثبت الجرم بحقه إلى القضاء" رافضا في الوقت نفسه "حالات الثأر خارج القضاء".
ودعا سكان مدينة حمص إلى الإبلاغ عن أية "تجاوزات.. أو تعدٍّ على ممتلكاتهم" لتتم متابعة هذه القضايا.
وشاهد مصور في وكالة فرانس برس انتشار مقاتلين تابعين للسلطة للجديدة وقوات الأمن على مداخل حي الزهرة وأحياء أخرى في حمص.
كما عاين أرتالا عسكرية تجوب شوارع المدينة بأسلحة ثقيلة، ويرافقها طائرات مسيّرة تحلق في الأجواء وسط عمليات تفتيش دقيقة لكل من يدخل ويخرج من تلك الأحياء.
وفتحت الإدارة الجديدة للبلاد بعد إطاحتها بالرئيس المخلوع، مراكز تسوية في مختلف المدن السورية، ودعت الجنود السابقين إلى تسليم أسلحتهم.
وقالت السلطات إن بعض "فلول النظام وعملائه رفضوا تسليم أسلحتهم في حمص".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس الأسبوع الماضي "تم توقيف 150 شخصا في مدينة حمص ونحو 500 شخص في أريافها"، مشيرا إلى أنه "تم التركيز على الأحياء العلوية ومحيطها، وجرى التنكيل ببعض المعتقلين خلال عملية".
وأعلنت إدارة الأمن العام سحب القوات العسكرية من المناطق مع إبقاء حواجز إدارة الأمن.
وقال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة سانا الأسبوع الماضي إنه جرى القبض على أحد "مسؤولي كاميرات المراقبة بسجن صيدنايا ومن شارك بتعطيلها" قبل سيطرة إدارة العمليات العسكرية على المنطقة.
وقال المرصد إن عملية التمشيط في حمص تستهدف منطقتين تسكنهما الأقلية العلوية.
ويخشى العلويون من ردود فعل عنيفة ضدهم لارتباطهم الطويل بعائلة الأسد الذي ينتمي لهذه الأقلية الدينية، ومنذ الاستيلاء على السلطة، تبذل القيادة السورية جهودا لطمأنة الأقليات في بلد أنهكه النزاع الذي اندلع في عام 2011، وأدى إلى مقتل نحو نصف مليون شخص وتهجير الملايين.
سانا + أ ف ب