- الدخل السياحي لنهاية الربع الثالث من العام 2024 بلغ 3.950 مليارات دينار أردني
- عدد المواقع السياحية الأردنية المسجلة على لائحة التراث العالمي يصل إلى 7 مواقع
ودّع القطاع السياحي العام 2024 على وقع صدمات إقليمية أدت لتراجع أعداد السياح والدخل السياحي مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي امتدت آثارها على القطاع السياحي في الأردن.
وتعكس الأرقام الرسمية وطأة الحرب على عموم القطاع السياحي، وعلى إيقاعها تواصل الجهات الرسمية بالتعاون مع القطاع الخاص محاولة تخفيف آثار الحرب على السياحة عبر برامج عمل متعددة مثل برنامج أردننا جنة، إضافة لمواصلة الترويج للأردن في المعارض السياحية الدولية، وإعادة العمل على تنشيط السياحة العلاجية وغيرها من إجراءات تقوم بها الوزارة وهيئة تنشيط السياحة والجهات المتصلة بهما.
وعلى الرغم من أن 2023 يعتبر عاما قياسيا للسياحة في الأردن، إلا أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أثر سلبا على أداء السياحة مع نهاية 2024، كما أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى اللحظة أدى لاستمرار التأثير على أداء القطاع السياحي لغاية الربع الثالث من العام 2024، بسبب تراجع أعداد الزوار الدوليين.
- لائحة التراث العالمي -
ومع العام 2024 وصل عدد المواقع السياحية الأردنية المسجلة على لائحة التراث العالمي إلى 7 مواقع.
وأدرجت لجنة اليونسكو للتراث العالمي عام 2024 موقع أم الجمال الأثري في قائمة التراث العالمي ليضاف إلى 6 مواقع أردنية مسجلة في قائمة التراث العالمي، وهي البترا، قصير عمرة، موقع أم الرصاص، وادي رم، والمغطس والسلط.
- الدخل السياحي والزوار -
وبلغ الدخل السياحي لنهاية الربع الثالث من العام 2024 بلغ 3.950 مليارات دينار أردني متجاوزا المستهدفات لتلك الفترة 2.5% وعلى الرغم من ذلك فهو أقل بنسبة 4.2% عن الدخل السياحي لنفس الفترة من العام 2023 وأعلى منه للعام 2019 بنسبة 25.6%.
أما ما يتعلق بعدد الزوار لنهاية الربع الثالث من العام 2024 فبلغ 4.702 ملايين زائر.
وفي العام 2023 حققت السياحة أعلى مستويات نجاحها وأدائها، حيث وصل عدد الزوار 6.353 ملايين زائر وبلغ الدخل السياحي 5.25 مليارات دينار، حيث لم يستمر هذا النمو في العام 2024 بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
- منتجات سياحية -
وبالرغم مما تشهده المنطقة تعمل الوزارة على استهداف أسواق جديدة منها الصين وروسيا وإفريقيا وإندونيسيا وماليزيا والهند والباكستان والأسواق العربية بما فيها الأجانب المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبحسب بيانات رسمية اطلعت عليها "المملكة" ستركز الوزارة على مختلف المنتجات السياحية مثل السياحة الاستشفائية والعلاجية.
وفيما يخص السياحة الدينية فسيجري التركيز على أوروبا وروسيا وإفريقيا (أثيوبيا،كينيا،رواندا) فضلا عن المنتجات السياحية الأخرى مثل المغامرات والمؤتمرات والمعارض.
وقالت الوزارة إنها ستقدم حوافز لجذب المؤتمرات الدولية لعقدها في الأردن، ولم تحدد البيانات الرسمية طبيعة الحوافز.
- الربط الجوي -
ووفق البيانات فإنه في عام 2023 نفذت شركات الطيران منخفض التكاليف 2,925 رحلة جوية إلى الأردن حملت على متنها 445,856 سائحًا، %82 منهم سياح دوليون.
وأدى العدوان على غزة إلى تقليص مستوى الطيران بين الأردن وأسواق السياحة نتيجة إلغاء تقليص الوجهات التشغيلية لشركات الطيران منخفض التكاليف، مثل شركة Ryanair التي قلصت الوجهات إلى الأردن من 25 وجهة إلى 3 وجهات، وكذا شركة easylet التي ألغت جميع رحلاتها.
وتعمل وزارة السياحة والآثار على خطة لتعويض هذه الإلغاءات والتخفيض في عدد الوجهات عن طريق بحث تقديم حوافز مالية لشركات الطيران منخفض التكاليف والطيران العارض وشركات الطيران المنتظم بما في ذلك الخطوط الملكية الأردنية لتوسيع وجهاتها من الأسواق السياحية الحالية والجديدة.
وتدرس وزارة السياحة والآثار ربط المواقع السياحية الرئيسية ببعضها من خلال شبكة نقل برية بتردد منتظم، مما يسمح للزائر من توسيع برنامج رحلته ليغطي مساحة جغرافية أكبر وبالتالي ستعم الفائدة على مختلف المواقع والمجتمعات المحلية.
وعلى الصعيد التشريعي شهد العام 2024 صدور القانون رقم (9) لسنة 2024 المعدل "قانون معدل لقانون السياحة"، في الجريدة الرسمية.
- أردننا جنة -
وتخطى عدد المشاركين في برنامج أردننا جنة للسياحة الداخلية، منذ بداية العام الحالي وحتى 22 تشرين الثاني 2024، حاجز 300 ألف مشارك، وفقا لبيانات وزارة السياحة والآثار التي اطلعت عليها "المملكة".
وبحسب بيانات رسمية وصل عدد المشاركين بالبرنامج إلى 304,713 مشاركا، موزعين على وجهات عدة منها أم قيس وعجلون ومحمية الأزرق ووادي رم والعقبة والبترا وغيرها من الوجهات السياحة المتاحة بالبرنامج.
وأطلقت وزارة السياحة برنامج "أردننا جنة" في أيار 2019 بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، حيث جرى الاستمرار به وتطوير الوجهات السياحية التي يشملها باستثناء فترة انتشار جائحة كورونا.
برنامج "أردننا جنة" تدعم رحلاته وزارة السياحة والآثار والهيئة بنسبة تتجاوز 50% من تكلفة الرحلة، وتنفذه المكاتب السياحية ومختلف القطاع السياحي، ويهدف إلى تحفيز وتنشيط السياحة الداخلية، وتشجيع المواطنين على زيارة العشرات من الوجهات السياحية.
يشار إلى أن مجلس الوزراء قرر في آب 2024 تجديد العمل بقراره السابق الصادر بتاريخ 6/6/2021، والمتضمن تغطية تكلفة الرحلات التي يتم تنظيمها للمشاركين في برنامج (أردننا جنَّة)،وبموجب القرار يتم بيع برامج الرحلات للمواطنين بأسعار تفضيلية، وإعفاء الأردنيين المشاركين في البرنامج من رسوم دخول المواقع الأثرية والسياحية لغاية تاريخ 31/12/2024.
- السياحة العلاجية -
بلغ عدد المرضى الوافدين إلى الأردن للعلاج في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة منذ بداية العام 2024 وحتى نهاية شهر تشرين الأول، 190200 مريض، مقارنة بـ 195600 خلال الفترة نفسها من العام 2023، وبنسبة انخفاض 2%، وفقا لتصريح سابق لـ"المملكة" لرئيس جمعية المستشفيات الخاصة نائل المصالحة.
- السياحة التعليمية -
وصل عدد الطلبة الوافدين من العرب والأجانب الدراسين في مختلف البرامج والتخصصات والدرجات مع بداية العام الجامعي الحالي إلى 51.647 طالبا وطالبة حضروا للدراسة في الأردن من 113 دولة حول العالم.
وتوزع الطلبة الوافدون ما بين 19.706 طلاب ما بين كليات المجتمع، والكليات الجامعية، والجامعات الرسمية، ويدرس 32.941 طالبا وطالبة في كليات المجتمع، والكليات الجامعية، والجامعات الخاصة.
وكان عدد الطلبة للعام الدراسي الماضي 2023-2024 قرابة 46.362 طالبا وطالبة، ما يعني ارتفاع العدد الإجمالي لهذا العام عن العام الماضي بواقع 5258 طالبا وطالبة.
- مواقع أثرية -
ويعتبر الأردن "مملكة الزمن" التي مرت عليها حضارات من 14 ألف سنة حيث اكتشف أول رغيف خبز، وتماثيل عين غزال قبل تسعة آلاف سنة، مرورا بالعمونيين والآدومين والإغريق والأنباط والرومان والبيزنطين وحضارة الدولة الإسلامية حتى يومنا هذا، وتشكل أيقونة للسياحة العالمية، وفق ما أوردته وزيرة السياحة في تصريحات سابقة.
وأكدت عناب "أن الأردن لديه مئة ألف موقع أثري، ستة عشر ألفا منها مسجلة على السجل الوطني وسبعة مواقع مسجلة على لائحة التراث العالمي لليونسكو ومنها البترا إحدى عجائب الدنيا السبعة، ولدينا خمسة مواقع معترف بها من قبل الفاتيكان للحج المسيحي وهو ما يجعل الأردن من أهم البلدان السياحية في المنطقة إن لم يكن بالعالم بأسره. بالإضافة إلى سمعة الأمن والأمان والضيافة الاستثنائية التي يتمتع بها الأردن وأهله".
عناب أوضحت أن التنوع الكبير الذي يشهده قطاع السياحة الأردني يجعل منه أيضا مقصدا رئيسيا ليس فقط للسياحة الثقافية والتاريخية، بل والعلاجية وسياحة المغامرات، فدرب الأردن هو أحد أهم عشرة مواقع لسياحة المغامرات حسب تصنيف الناشونال جيوغرافيك العالمية، بالإضافة إلى السياحة الاستشفائية وخصوصا في البحر الميت الذي يعد أكبر موقع طبيعي للسياحة العلاجية والاستشفائية في العالم، إضافة إلى سياحة الشاطئ والغوص في العقبة بالإضافة إلى 850 تجربة سياحية محلية في جميع أنحاء المملكة.
وتأتي أهمية القطاع السياحي في الأردن كأحد الركائز الرئيسية للنمو الاقتصادي، حيث يجمع بين جمال الطبيعة الغنية، والتاريخ العريق، والضيافة الاستثنائية. إن تعزيز هذا القطاع ليس مجرد استثمار في الاقتصاد، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، مما يفتح الأبواب أمام فرص جديدة ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي. لذا، فإن الوقت مناسب أكثر من أي وقت مضى لاستكشاف إمكانيات السياحة الأردنية ودعمها بكل الإمكانيات في ظل التحديات العالمية، كما وتُعتبر السياحة أداة فعالة لبناء المرونة الاقتصادية لتكون قوة دافعة لتحقيق التنمية والازدهار.
المملكة