قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي، إن جهود الهيئة ومساعداتها تضاعفت بشكل كبير جدا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023.

وأضاف الشبلي، لـ"المملكة"، أن الهيئة ما قبل الحرب على غزة، كانت ترسل بمعدل قافلة واحدة من المساعدات كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن الأمر اختلف والاحتياج أصبح كبيرا ما بعد الحرب.

كشف الشبلي عن أن الهيئة ترسل ما يزيد عن 150 شاحنة أسبوعيا.

“قبل الحرب كنا نرسل قافلة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حيث كان معبر رفح متاحا لإدخال المساعدات عبر جمهورية مصر العربية" وفق الشبلي.

وبين أن الأردن عمل على إقرار ممر إغاثي أردني لغزة، يخرج من الأراضي الأردنية عبر جسر الملك حسين مرورا بالأراضي المحتلة ووصولا إلى قطاع غزة.

وصلت إلى غزة عبر الممر البري أكثر من 4600 شاحنة بواقع 70 ألف طن منذ شباط 2024، إذ أصبح الممر الإغاثي الأردني هو الممر الوحيد المعني بإرسال المساعدات لغزة شمالا ووسطا وجنوبا، حيث يتم استخدام الممرات التي تربط القطاع بالشرق لإيصال المساعدات، وفق ما أوضح الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

“200 مليون دولار لغزة"

واجهت الهيئة الخيرية بالفترة الأخيرة صعوبات بالوصول إلى بعض المناطق في القطاع، نتيجة للبنية التحتية المدمرة، والمعيقات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن بالإصرار الأردني لمساعدة أهل غزة وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بعمليات الإنزال الجوي بمساعدة سلاح الجو الملكي الأردني، وتم تنفيذ ما يزيد عن 390 عملية إنزال جوي تمكنت من استهداف المناطق التي لا تصلها المساعدات في قطاع غزة.

ولفت الشبلي إلى أن الأردن في بداية الحرب أرسل 53 طائرة شحن جوي حملت المساعدات ووصلت لمطار العريش في الجمهورية المصرية لتصل حينها المساعدات إلى معبر رفح وتدخل القطاع.

وذكر دور الأردن في الدعم الصحي للقطاع، من إرسال مستشفيين ميدانيين إلى شمال وجنوب غزة، وبعدها إطلاق مبادرات أهمها مبادرة تركيب الأطراف الصناعية لما يزيد عن 250 شخصا من قطاع غزة.

"احتياج كبير"

وأفاد الشبلي بأن أغلب التبرعات التي تعتمد عليها الهيئة لإيصال المساعدات لقطاع غزة تأتي من منظمات عربية وإقليمية ودولية.

داخليا، تستمر تبرعات الشركات والأفراد من داخل الأردن ومنذ أن أطلقت الهيئة رقم هاتف للتبرع منذ بداية الحرب على غزة.

ولكن نظرا لحجم الاحتياج الكبير في غزة كان لا بد من الاعتماد على المنظمات الإقليمية والعالمية المعنية بالشأن الإنساني ولديها خبرة، وتمويل عال.

وتشارك الهيئة ما يزيد عن 228 منظمة، قدمت أو تعهدت بتقديم المساعدات مستقبلا، إذا تعمل المنظمات بشراكاتها مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على تقييم الاحتياج داخل القطاع وتعكس التقييم على الواقع بشراء المواد الغذائية أو الإغاثية أو الصحية من السوق الأردني عن طريق هذه المنظمات.

المنظمات من شركاء الهيئة التي تستقبل هذه المواد أغلبها لها ممثليها داخل غزة يستلمون المساعدات ويعملون على توزيعها في القطاع.

"أولويات"

تتنوع المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة ما بين مواد غذائية وإغاثية وصحية، وتعمل الهيئة الخيرية الهاشمية على تحديد أولويات الاحتياجات من خلال شراكاتها مع القطاع الصحي في غزة بقيادة منظمة الصحة العالمية، والقطاع الإغاثي الغذائي بقيادة منظمة الغذاء العالمية.

بعد أن تحدد الهيئة أولويات القطاع ترسل قوافل الاستجابة في كل مرة حسب الأولويات.

"ممكن أن نرسل مثلا 40 شاحنة مواد غذائية، و5 شاحنات مواد إغاثية، و5 شاحنات مواد صحية، حسب الاحتياج" وفق الشبلي.

وتركز الهيئة بعملها على الطرود الغذائية التي تحوي عددا كبيرا من المواد التي تغطي احتياج أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة أسبوعين كاملين، كنظام غذائي متكامل، لأنها تؤمن العائلات الغزية من الجوع الذي تفرضه قوات الاحتلال الإٍسرائيلية.

"شمال غزة"

يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارا على شمال قطاع غزة منذ أكثر من 70 يوما على التوالي، تزامنا مع الحرب الدائرة على القطاع ككل، إلا أن الحصار شديد على الشمال بعدم إيصال أي مساعدات غذائية أو صحية منذ أكتوبر الماضي.

تمكنت الهيئة الخيرية الهاشمية بحكم الحضور الدولي للأردن والعلاقات الدبلوماسية لجلالة الملك، حيث يدخل الأردن المساعدات عن طريق معبر بيت حانون "إيريز" إلى شمال القطاع، على ما بين الشبلي.

وأوضح أنه على الرغم من الضغط الذي يمارسه الاحتلال على الشمال من تهجير للسكان أو فرض حالة من التجويع والعقاب الجماعي، إلا أن الأردن تمكن من إدخال المساعدات عبر المعبر الشمالي.

"ندخل مساعدات إلى شمال القطاع وباقي المناطق بشكل مستمر بواقع 150 شاحنة أسبوعيا، وسيزيد عدد القوافل وكمياتها في الفترة المقبلة ليصار إلى إرسالها لشمال القطاع تحديدا وباقي القطاع عامة" بحسب الشبلي.

"إنزالات مخاطرة وتحد"

أكد الأمين العام للهيئة الخيرية الهاشمية على الشراكة الأساسية للقوات المسلحة بكل ما ذكر من جهود، سواء من مساعدات برية يتم الاستعانة بآليات الجيش، أو المساعدات الجوية من خلال طائرات سلاح الجو الملكي الأردني.

"الدولة الأردنية بجهاتها كافة قدمت كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات لغزة بكل الطرق الممكنة" وفق الشبلي.

وتحدث الشبلي لـ"المملكة" عن خطورة الإنزالات الجوية، وكلفها المرتفعة، لكن تحقيق الإنزالات الجوية حمل رسائل كثيرة أهمها الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بالطرق البرية.

وجدد تأكيده على التصميم الأردني والتوجيه الملكي لإيصال المساعدات لأهالي غزة بكل الطرق الممكنة، بريا وجويا.

المملكة