"كان ابني الصغير يرتجف من البرد طوال الليل"، هكذا وصف النازح الفلسطيني محمود الدقس حالة ابنه الذي كان يجلس إلى جواره داخل خيمة صنعت من مواد بسيطة وبللتها مياه الأمطار في مخيم مؤقت غرب النصيرات وسط قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل من الاحتلال الإسرائيلي
الخيمة التي يعيش فيها محمود وعائلته تتاخم شاطئ البحر وسط رياح عاتية تكاد تنزع الخيام، وأمطار تتساقط مع دخول فصل الشتاء، وأكوام من القمامة تحيط بهم من كل مكان.
وقال محمود لمراسل أخبار الأمم المتحدة من غزة: "هطلت أمطار غزيرة الليلة الماضية. صدقوني، بقيت أنا وأولادي مستيقظين طوال الليل ونحن نحمل أوعية لجمع المياه المتسربة إلى الخيمة. لقد ارتجف أصغر أطفالي من البرد، ولم نكن نعرف ماذا نفعل".
وبينما كان يساعد محمود زوجته هنادي في إعداد وجبة طعام بسيطة لأسرته، وصفت زوجته الحال وخصوصا بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيمتهم.
وقالت هنادي: "نعاني من صوت الكلاب الذي يرعبنا ليلا. وكما ترون خيمتنا مفتوحة من كل مكان وممزقة. ولا يسعني إلا أن أقول إنني أتمنى من أصحاب القلوب الرحيمة أن تنظر إلينا بعين الرحمة وأن يمدوا لنا يد المساعدة".
"لا أحد يهتم بنا"
وفي خيمة مجاورة لا تقل حالها سوءا عن خيمة محمود الدقس، يتقاسم حسن أبو عمرة الخيمة مع أسرته التي تتكون من 15 فردا إضافة إلى اثنين من أقاربه، "والتي لا تزيد مساحتها عن ثلاثة أمتار مربعة".
وقال حسن: "لا أحد يهتم بنا. أبنائي الصغار يموتون من البرد. نحن نغرق في مياه الأمطار. غطاء الخيمة ممزق. نحاول إصلاحه، لكن دون جدوى".
لكن النازحين في تلك الخيام المجاورة لشاطئ البحر في غزة، لا بديل لديهم سوى الاستمرار في إصلاح تلك الخيام المهترئة والممزقة بفعل الرياح ومياه الأمطار والبحر، بما تيسر لهم من مواد.
وفي الوقت ذاته، لا يجدون حلا لأكوام القمامة التي تعلو في كل يوم وسط تلك الخيام في ظل استمرار الحرب والأزمة الإنسانية المتفاقمة.
المملكة + الأمم المتحدة