افتتح وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة الأحد، المؤتمر العربي السادس عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، والذي تنظمه الهيئة العربية للطاقة الذرية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، على مدى 5 أيام في البحر الميت.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية خالد طوقان في كلمة له خلال الافتتاح، إن المؤتمر العربي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية يشكل حدثا بارزا يجتمع فيه الباحثون والعلماء والخبراء من مختلف الدول العربية، لعرض إنجازاتهم العلمية ونتاجاتها البحثية ومناقشة الفرص والتحديات وتبادل الخبرات وصولاً إلى تعزيز الابتكار.
وقدم طوقان، عرضا موجزا عن أهم الإنجازات في تقدم سير العمل في برنامج الطاقة النووية الأردني، مشيرا إلى أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب يأتي في طليعة هذه الإنجازات، والذي يلعب دورا محوريا في جهود توطين التكنولوجيا النووية في الأردن؛ وبتسليط الضوء على مساهمة المفاعل في إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في المجالات الطبية والصناعية فقد استمر المفاعل بإنتاج وتزويد كافة مراكز الطب النووي الوطنية بنظير اليود– 131 المشع المستخدم في تشخيص سرطان الغدة الدرقية وعلاجه، ضمن المواصفات المعتمدة دوليا مما جعله مركزا أساسيا للطلب من قبل تلك المراكز.
وعن مشروع مفاعلات الطاقة النووية، قال طوقان، إنه يجري حالياً تنفيذ التقييم الفني ودراسة الجدوى الاقتصادية لعدد من تصاميم المفاعلات الصغيرة المدمجة(SMRs) ، ويتم عمل دراسة جدوى تفصيلية لاستخدام الطاقة النووية في تحلية وضخ المياه في الأردن بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية وخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما بالنسبة لمشروع استخلاص اليورانيوم في منطقة وسط الأردن والذي تقدر كمياته بقرابة 41 ألف طن من الكعكة الصفراء، فتجري حالياً دراسة تفصيلية للجدوى الاقتصادية والتصميم الهندسي التفصيلي لمصنع اليورانيوم التجاري.
وأشار إلى استمرار المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (SESAME) في تشغيل خطوط الأشعة الخمسة، وتمكن مستخدمو SESAME من إجراء 367 مشروعا بحثيا مخبريا نتج عنها 127 منشورا علميا دوليا في مجلات علمية عالمية مرموقة، ويجري حاليا تركيب الخط السادس وهو خط الأشعة السينية الناعمة (TXPES) ومن المتوقع دخوله في الخدمة في منتصف العام المقبل 2025.
جامعة الدول العربية: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج إلى زيادة القدرة الكهربائية بنسبة 70% بحلول 2025
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن التقديرات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج إلى زيادة القدرة الكهربائية بنسبة 70% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد.
وأكد أن الطاقة النووية تمثل خيارا وحلا سحريا لتلبية مثل هذه الاحتياجات، إذ يمكن لمحطة نووية واحدة أن توفر الطاقة لأعداد لا حصر لها من المنازل، وبكلفة اقتصادية وأثر بيئي منخفض.
وجدد أبو الغيط، التأكيد على أن الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية حق أصيل غير قابل للتصرف لكل الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفقاً للمادة الرابعة منها.
وشدد على رفض أي محاولات للتضييق على هذا الحق أو فرض أي قيود أو شروط عليه تحت أي ذريعة أو مبرر.
من جانبه، أشاد مدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية، سالم حامدي، بالبرنامج النووي الأردني،
وأضاف حامدي أن الأردن وفي إطار الحرص على تعزيز ودفع العمل العربي المشترك في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية قدمت مبادرة تستحق الذكر والاهتمام لما لها من أهمية استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد، هذه المبادرة تدعو الهيئة العربية للطاقة الذرية إلى إنشاء برنامج عربي بحثي وتطبيقي لطاقة الاندماج النووي، وحرصا من الإدارة العامة للهيئة فإنها ستعرض الموضوع على المجلس التنفيذي الذي سيعقد عقب انتهاء مؤتمرنا هذا لإقرار تشكيل لجنة من خبراء الدول العربية المختصين في طاقة الاندماج النووي تجتمع مفتتح السنة القادمة لصياغة مشروع البرنامج وتحديد أهدافه ومراحله وأساليبه وآليات تنفيذه والميزانيات المطلوبة تمهيداً لعرضه على القمة العربية المقبلة لإقراره.
ويشارك في المؤتمر في دورته السادسة عشر قرابة 150 عالمًا وباحثاً من الدول العربية لعرض نتائج أبحاثهم العلمية التي تغطي موضوعات: موارد المياه، الأمن الغذائي، الصحة، البيئة، الصناعة والتعدين، العلوم النووية الأساسية، الأمان والأمن والضمانات النووية، المفاعلات النووية، المسارعات، وعلوم المواد.
كما يشارك متحدثون رئيسيون –وهم علماء متميزون من مؤسسات دولية ومراكز علمية وبحثية مرموقة– في المؤتمر، حيث سيتناولون مواضيع محورية من تقنيات المفاعلات المتقدمة إلى التطبيقات النووية المتطورة في إدارة الصحة والبيئة، ومساهمة الابتكارات النووية في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة ومن ضمنها الاندماج النووي. وستتيح هذه الجلسات الفرصة لاكتساب المعرفة من هؤلاء الخبراء المتميزين، وتمهيد الطريق لمناقشات فعّالة طوال الأيام القليلة المقبلة.
المملكة