أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن دعم أوكرانيا خلال الشتاء المقبل يمثل أولوية قصوى للحلف، مشددًا على ضرورة تقديم مساعدات كافية لتغيير مسار الصراع بشكل جذري.
جاء ذلك خلال تصريحاته في ختام اجتماع وزراء خارجية الناتو الذي استمر يومين في بروكسل.
وأوضح روته أن الحلفاء يعملون على الوفاء بتعهداتهم المالية، بما في ذلك تقديم 40 مليار يورو كمساعدات أمنية لأوكرانيا خلال عام 2024، مشيرًا إلى أن المركز الجديد للناتو في فيسبادن، المخصص لتقديم التدريب والدعم الأمني لأوكرانيا، سيبدأ العمل قبل نهاية العام.
وأضاف: "علينا أن نفعل أكثر من مجرد إبقاء أوكرانيا في القتال، بل يجب أن نوفر لها الدعم الذي يغير مجرى هذا الصراع إلى الأبد".
إجراءات حاسمة ضد روسيا
وأعلن روته عن توافق وزراء خارجية الحلف على حزمة من الإجراءات الاستباقية للتصدي للأنشطة الهجومية السيبرانية الروسية. وتشمل هذه الإجراءات تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية، تحسين الدفاع السيبراني، حماية البنية التحتية الحيوية، وزيادة التدريبات.
وأكد أن الناتو سيعمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك ما وصفه بـ"أسطول الظل" الروسي الذي يُستخدم لتصدير النفط بشكل غير قانوني.
وأشار روته إلى أن التحالف المتزايد بين روسيا، الصين، كوريا الشمالية، وإيران يمثل تهديدًا عالميًا. وأوضح أن روسيا تقدم دعمًا لكوريا الشمالية لتطوير برامجها الصاروخية والنووية مقابل الحصول على أسلحة وقوات.
وأضاف: "هذه التطورات قد تزعزع استقرار شبه الجزيرة الكورية، وتهدد أمن الولايات المتحدة، مما يجعل الحرب الروسية غير القانونية في أوكرانيا تهديدًا للجميع".
تعزيز الشراكات مع الشرق الأوسط
وخلال الاجتماع، أشاد روته بجلالة الملك عبد الله الثاني، وبدوره القيادي ودعمه المستمر للناتو، مجددا التأكيد على قرب افتتاح مكتب اتصال للناتو في عمّان قريبًا لتعميق الشراكة مع الأردن وتعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط.
وقال روته: "في أوقات التحديات الكبرى، من المهم أن يكون لدينا شركاء موثوقون حول العالم، والأردن كان دائمًا صديقًا مخلصًا للناتو".
شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي
كما أشار الأمين العام إلى أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مشيدًا بمشاركة الممثلة العليا الجديدة للاتحاد، كاجا كالاس، في الاجتماعات. وناقش الوزراء دعم أوكرانيا، تعزيز التنقل العسكري، وزيادة إنتاج الدفاع، مؤكدا أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية في استجابة الناتو للتحديات الحالية.
التزام مشترك
واختتم روته تصريحاته بالتأكيد على التزام الناتو بالوقوف معًا – أوروبا وأميركا الشمالية – جنبًا إلى جنب مع الشركاء الدوليين، لحماية أمن مليار شخص حول العالم، ومحاسبة المسؤولين عن التهديدات العدائية.
المملكة