عقد مجلس الأعيان، الاثنين، أولى جلساته في الدورة العادية الأولى من عمر مجلس الأمة الـ 20، برئاسة رئيس المجلس فيصل الفايز.

واختار المجلس، سمير الرفاعي نائبا أول لرئيس المجلس الأعيان، وعبدالله النسور نائباً ثانياً، وسهير العلي، وزهير أبو فارس مساعدين للرئيس.

وانتخب المجلس لجنة لوضع صيغة الرد على خطاب العرش السامي، وتتشكل من الأعيان: سمير الرفاعي ، ورجائي المعشر، ومحمد داودية، وعيسى مراد ، وعبلة عماوي.

وألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ظهر الاثنين، خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأُمة العشرين.

جلالته، أكد أن هذا المجلس يشكل بداية لتطبيق مشروع التحديث السياسي، في مسار يعزز دور الأحزاب البرامجية، ومشاركة المرأة والشباب، وهذا يتطلب أداء نيابيا وعملا جماعيا، وتعاونا وثيقا بين الحكومة والبرلمان، على أساس الدستور.

رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قال في كلمة له خلال أو جلسة، "لقد جاءت خطبة العرش السامي ، لترسم ملامح مسيرة مستقبل مملكتنا ، حيث أكد جلالته أن مسيرة التحديث الشاملة ، بأبعادها السياسية والاقتصادية والإدارية ، مسيرة لا رجعة عنها ، وتسير وفق منهجية واضحة، مرتكزة إلى برامج تنفيذ محددة ، إنها خطبة ترسم ملامح المستقبل بثقة وأمل ، وفيها وجه جلالته الجميع إلى التعاون ، بما يمكن مملكتنا من مواصلة مسيرة البناء ، ومراكمة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وهي تدخل مئويتها الثانية".

وتاليا نص كلمة الفايز:

تشرفنا اليوم ، بافتتاح مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين ، في مشهد وطني يعزز مسيرتنا الديمقراطية ، ويحرص جلالة مليكنا أن يتجدد كل عام ، مشهد يؤكد بأن هنالك إرادة سياسية من لدن جلالته ، على تعزيز المسيرة البرلمانية ، وبناء الأردن القادر على مواجهة التحديات .

لقد جاءت خطبة العرش السامي ، لترسم ملامح مسيرة مستقبل مملكتنا ، حيث أكد جلالته أن مسيرة التحديث الشاملة ، بأبعادها السياسية والاقتصادية والإدارية ، مسيرة لا رجعة عنها ، وتسير وفق منهجية واضحة، مرتكزة إلى برامج تنفيذ محددة ، إنها خطبة ترسم ملامح المستقبل بثقة وأمل ، وفيها وجه جلالته الجميع إلى التعاون ، بما يمكن مملكتنا من مواصلة مسيرة البناء ، ومراكمة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وهي تدخل مئويتها الثانية .

الزميلات والزملاء ...

ونحن اليوم نقطف أولى ثمرات عملية تحديث المنظومة السياسية ، وذلك بتمثيل غالبية الأحزاب السياسية في مجلس النواب ، فإننا نؤكد في مجلس الأعيان ، بأن خطبة العرش السامي ستكون هاديا لنا ، ونحن نقوم بواجبنا الدستوري ، من أجل تسريع الإنجاز ، والمضي قدماً في مشروع الدولة الإصلاحي ، وسنحرص على بناء علاقات إيجابية مع الحكومة ومجلس النواب ، بهدف ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية فيما بيننا وفق الدستور ، وسيكون منطلقنا السعي نحو تحقيق ، رؤى وطموحات جلالة مليكنا وتطلعات شعبنا ، ولنواجه التحديات معا ، بأقصى درجات التعاون وبروحية الفريق الواحد .

إننا في المجلس ، نعرب عن تقديرنا العميق لجلالة الملك عبدالله الثاني ، الذي استطاع بحكمته وحنكته السياسية ، تمكين الأردن من المحافظة على أمنه واستقراره ، وتجاوز حالة الفوضى التي تمر بها منطقتنا ، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية ، التي فرضتها الصراعات من حولنا ، وبفضل رؤية جلالته ، استطعنا في الأردن ، بناء نموذجنا الديمقراطي ، النابع من إرثنا الحضاري والثقافي والاجتماعي، والملتزم بمبادئ الحرية والعدالة ووحدتنا الوطنية ، فكل الشكر والعرفان لجلالته على جهوده ، ليبقى الأردن حرا سيدا عصيا على أعدائه .

الزميلات والزملاء ...

إننا في المجلس ، نثمن جهود جلالة مليكنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية ،فمواقف الأردن بقيادة جلالته ثابتة وواضحة وراسخة ، لا تقبل التشكيك أو المزاودة عليها من أي جهة كانت ، فمواقفنا تؤكد ضرورة تلبية طموحات الشعب الفلسطيني ، وحقه في إقامة دولته المستقلة ، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين .

واليوم ، وفي ظل العدوان الهمجي الذي تشنه دولة الاحتلال ، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة ، كان جلالة الملك عبدالله الثاني ولا يزال ، في طليعة من تصدى لهذا العدوان البربري ، وطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها.

كما أن الأردن بقيادة جلالته ، كان أول من كسر الحصار المفروض على قطاع غزه ، فمنذ بدء العدوان فإن قوافل الخير الهاشمية ، والمساعدات الإنسانية والطبية لم تتوقف ، وتتواصل عبر مختلف الوسائل المتاحة ، كما أن الأردن الدولة الوحيدة التي لها مستشفيات ميدانية ، في قطاع غزة والعديد من المدن الفلسطينية ، فجلالة مليكنا يعتبر مواقفنا هذه ، واجبا وليس منة .

الزميلات والزملاء ...

تمر منطقتنا في حالة فوضي ودمار ، ونتيجتها يواجه الأردن تحديات سياسية واقتصادية وأمنية ، والأردن بسبب موقعه الجيوسياسي ، قدره منذ التأسيس مواجه تحديات مختلفة ، كان يتغلب عليها بعزم قيادته الهاشمية ووعي شعبه ، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة .

كما أن هناك سياسات عدوانية إسرائيلية متواصلة تجاه بلدنا ، ومحاولات تهجير قسري وبمختلف الوسائل ، لفلسطينيي الضفة الغربية المحتلة باتجاه الأردن ، والأطماع التوسعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف ، ولمواجهة هذه السياسات فإن المطلوب اليوم ، ومن مختلف مكوناتنا الاجتماعية والسياسية ، دعم الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني ، في الدفاع عن ثوابتنا الوطنية وتصديه للسياسات الإسرائيلية العدوانية ، وفي رفض جلالته المس بأمننا وثوابتنا الوطنية ، واعتباره التهجير القسري للشعب الفلسطيني، بمثابة إعلان حرب سنتصدى له بكل قوة وعزم .

الزميلات والزملاء ...

إننا في مجلس الأعيان ، ندرك بأن هناك ملفات مطروحة على الساحة الوطنية ، تدور حولها نقاشات تحمل وجهات نظر مختلفة ، لكن الحوار حولها لا يكون في الشارع ، أو من خلال إصدار البيانات ، علينا دائما أن نحتكم إلى المنطق والحكمة والعقلانية في حواراتنا ، وأن نأخذ بالاعتبار عند نقاشها ، مصالح الأردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي ، بعيدا عن أي حسابات جانبية أو مصلحية ، قال تعالى ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).

إنني أدعو الجميع الوقوف إلى جانب الوطن ومصالحه ، والتصدى لأي محاولات تسهدف أمننا واستقرارنا ، ففي هذه الظروف ، والأردن يخوض معركة الدفاع عن الثوابت الأردنية والفلسطينية ، علينا أن نكون صفا واحدا خلف جلالة مليكنا ، وأن يكون إيماننا راسخا ومطلقا ، بأن أمن الأردن واستقرارة ، أولوية الأولويات ، فلا مصلحة تعلو فوق مصلحة الأردن .

الزميلات والزملاء ...

إننا في المجلس ، نؤكد ضرورة وجود موقف عربي وإسلامي موحد ، يعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي البشع على شعبنا الفلسطيني ، فجلالة الملك عبدالله الثاني وفي القمة العربية الإسلامية حول غزه ، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض ، أكد ضرورة وقف الحرب والتهجير أولا وفورا ، والبدء بعملية جادة للسلام في الشرق الأوسط ، وعدم السماح بإعاقتها تحت أي ظرف.

كما نؤكد ضرورة وجود مواقف تترجم على أرض الواقع ، تدعم صمود الأردن وجهود جلالة الملك ، في وقف العدوان ، والتصدي لأطماع دولة الاحتلال التوسعية ، فمن مصلحة الجميع الحفاظ على أمن الأردن واستقراره ، فأي محاولات تمس أمن الأردن ستحرق نارها الجميع .

إننا في مجلس الأعيان ، نعبر عن اعتزازنا وفخرنا ، بقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية ، سياج الوطن وحصنه المنيع ، على ما تبذله من جهود كبيرة ومتواصلة ، في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره .

الزميلات والزملاء ...

إنني أبارك لكم ثقة جلالة مليكنا المفدي ، باختياركم أعضاء في مجلس الأعيان ، كما أتقدم باسمي واسمكم ، بالتهنئة والتبريك لدولة الأخ الدكتور جعفر حسان رئيس الوزراء وفريقه الوزاري ، على ثقة مولاي جلالة الملك المعظم ، متمنيا للحكومة التوفيق والنجاح ، كما يتقدم مجلس الأعيان ، من كافة السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب ، بالتهنئة والتبريك على ثقة شعبنا بهم ، باختيارهم كممثلين له في مجلس النواب .

إننا ندعو المولى عز وجل ، أن يحفظ جلالة مليكنا المفدى الملك عبدالله الثاني ، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية ، وأن يحفظ سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وقرة عين جلالته ، ويديم على مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار ، في ظل الراية الهاشمية الخفاقة دائما وأبدا بإذن الله .

المملكة