فر المئات من سكان بيروت من منازلهم في وقت متأخر الأحد، بعدما قالت إسرائيل إنها تستعد لشن هجمات على مواقع تابعة لجمعية القرض الحسن الذراع المالية لجماعة حزب الله في غضون ساعات، وأمرت الناس بمغادرة هذه المناطق على الفور.

وفور صدور التحذير الإسرائيلي، سُمع دوي عدة انفجارات وشوهد حريق كبير في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولم ترد معلومات بعد عن سبب الانفجارات أو تفاصيل عن سقوط شهداء أو جرحى.

وقال شهود إن حشودا من السكان المذعورين تدفقوا إلى الشوارع وتسببوا في تعطل المرور في بعض أجزاء بيروت في ظل محاولتهم الوصول إلى أحياء يُعتقد أنها أكثر أمنا.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان على منصة إكس "سكان لبنان، سيبدأ الجيش الإسرائيلي مهاجمة بنى تحتية تابعة لجمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله - ابتعدوا عنها فورا".

تمتلك المؤسسة المالية المرتبطة بحزب الله أكثر من 30 فرعا في أنحاء لبنان منها 15 فرعا في وسط بيروت وضواحيها. وتقول الولايات المتحدة إن حزب الله المدعوم من إيران يستخدم جمعية القرض الحسن في إدارة شؤونه المالية.

ولم يصدر بيان بعد عن جمعية القرض الحسن أو حزب الله أو الحكومة اللبنانية.

وعند سؤال صحفيين لمسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية عما إذا كانت الفروع تعد أهدافا عسكرية، قال "غرض هذا الهجوم هو إحباط قدرة الأداة الاقتصادية لحزب الله خلال الحرب، بل وبعدها أيضا، على إعادة بناء المنظمة وإعادة تسليحها... في اليوم التالي".

واندلع القتال عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله قبل عام عندما بدأت الجماعة المدعومة من إيران في إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية دعما لحركة حماس.

ونفذت إسرائيل في بداية تشرين الأول توغلا بريا داخل لبنان في محاولة لتأمين المنطقة الحدودية من أجل عودة مواطنيها إلى البلدات الشمالية بعد فرارهم منها بسبب الهجمات الصاروخية.

تصاعد الهجمات

تكثف إسرائيل حملاتها العسكرية في قطاع غزة ولبنان، وذلك بعد أيام من إحياء اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الآمال في فتح مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام.

ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، يقول مسؤولون ودبلوماسيون ومصادر أخرى في المنطقة إن إسرائيل تسعى من خلال العمليات العسكرية إلى حماية حدودها وضمان عدم تمكن أعدائها من إعادة تنظيم صفوفهم.

وتستعد إسرائيل أيضا للرد على إطلاق إيران هذا الشهر وابلا من الصواريخ على إسرائيل، وذلك على الرغم من ضغط واشنطن عليها لعدم ضرب منشآت طاقة أو مواقع نووية إيرانية.

وقالت إسرائيل في وقت سابق، إنها قصفت مقر مخابرات وورشة أسلحة تحت الأرض تابعين لحزب الله في بيروت.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قضت على 3 قادة من حزب الله.

ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على هذه الهجمات، لكنه أطلق صواريخ على قوات إسرائيلية في لبنان وعلى قاعدة في شمال إسرائيل.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل كولونيل إسرائيلي يبلغ من العمر 41 عاما وإصابة ضابط آخر في قتال في شمال قطاع غزة. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية وهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن عبوة ناسفة انفجرت تحت دبابة.

وفي شمال قطاع غزة، قال مسؤولون إن عمال الإنقاذ ما زالوا ينتشلون أشخاصا من تحت الأنقاض بعد هجوم إسرائيلي على بيت لاهيا أسفر عن استشهاد أو فقدان 87 شخصا السبت، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، في أحد أكثر الهجمات دموية منذ شهور.

ويأتي الهجوم بعد أسبوعين من هجوم كبير في جباليا، إلى الجنوب من بيت لاهيا، حيث تقول إسرائيل إن قواتها تحاول بدعم من الدبابات القضاء على من تبقى من مقاتلي حماس.

وذكرت إسرائيل أن الهجوم ضرب هدفا لحماس وشككت في حصيلة سابقة للشهداء بلغت 73 شخصا أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 42500 شخص.

وتشير تقديرات مسؤولين لبنانيين إلى استشهاد أكثر من 2400 شخص ونزوح أكثر من 1.2 مليون خلال العام الماضي. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 59 شخصا استشهدوا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة خلال الفترة ذاتها.

رويترز + المملكة