وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي نطاق توغلها في شمال قطاع غزة ووصلت الدبابات إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة حيث قال سكان إنها دكّت بعض المناطق في حي الشيخ رضوان، مما أجبر الكثير من الأسر على ترك منازلهم.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية عزلت فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة في مغادرة المدن الثلاث انصياعا لأوامر الإخلاء.
وبعد مرور 9 أيام على العملية الإسرائيلية الكبرى في شمال غزة، قال مكتب الإعلام الحكومي في القطاع الذي تديره حماس، إن الضربات الإسرائيلية قضت على نحو 300 فلسطيني هناك. وأضاف أن القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين وأماكن النازحين يهدف إلى إجبار السكان على مغادرة غزة نهائيا، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه تأكد استشهاد العشرات في الهجمات على المناطق الشمالية ويخشى من أن عشرات آخرين لقوا حتفهم على الطرق وتحت أنقاض منازلهم دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.
وقال مسعفون في وقت لاحق الأحد، إن قصفا بالدبابات أودى بحياة 22 فلسطينيا في مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات بوسط القطاع.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما لا يقل عن 15 من النساء والأطفال كانوا ضمن الشهداء في المدرسة. وأضاف أن 80 شخصا أصيبوا.
وقبلها بساعات، قضت ضربة جوية إسرائيلية على 5 أطفال في مخيم الشاطئ بمدينة غزة. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية والمكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، إن الأطفال كانوا يلعبون قرب مقهى عندما هاجمتهم مسيرة بصاروخ.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعتين بعد.
وقالت جويس مسويا، الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في منشور على إكس "ما يحدث في شمال غزة مرعب وتعجز الكلمات عن وصفه".
وأضافت "تكثف القوات الإسرائيلية هجماتها. اضطرت المستشفيات لإخراج مرضاها. الإمدادات الضرورية تنفد. الناس يُجبرون على ترك منازلهم وتقطع عنهم المساعدات ويتضورون جوعا. ينبغي لهذه الفظائع أن تنتهي".
وكتب كثيرون من سكان جباليا على مواقع التواصل الاجتماعي "لن نرحل، نموت، ولن نرحل".
وتعرض الجزء الشمالي من غزة، الذي يسكنه أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، لقصف إسرائيلي عنيف في المرحلة الأولى من الهجوم على القطاع. وبدأ الهجوم الإسرائيلي قبل عام عقب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023.
وبعد عام من الهجمات الإسرائيلية التي تقول السلطات الصحية في غزة، إنها قضت حتى الآن ما يربو على 42 ألف فلسطيني، عاد مئات الآلاف من السكان إلى المناطق الشمالية المدمرة.
ومنذ أكثر من أسبوع أعادت إسرائيل قواتها إلى شمال القطاع قائلة إن ذلك يهدف للقضاء على مقاتلين يعيدون تنظيم صفوفهم لشن المزيد من الهجمات. وتنفي حركة حماس أن مقاتليها يندسون بين المدنيين.
ويأتي التصعيد في شمال غزة بالتزامن مع هجوم جوي إسرائيلي ضخم وحملة برية على جبهة أخرى في جنوب لبنان تستهدف جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال ناصر أحد سكان بيت لاهيا في شمال قطاع غزة "في الوقت اللي العالم كله موجه أنظاره على لبنان واحتمال إنه إسرائيل تضرب إيران، إسرائيل عمالة تبيد جباليا".
وأضاف "الاحتلال بيفجر بيوت ومربعات سكنية والناس مش ملاقية شي تأكله، محاصرين جوات بيوتهم خايفين في أي لحظة القذائف تنزل عليهم".
وفي حين أن إسرائيل تركز هجماتها حاليا على الشمال، فإنها تواصل أيضا قصف مناطق أخرى في أنحاء القطاع. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 11 شخصا على الأقل استشهدوا صباح الأحد، بينهم 6 على الأقل في منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة والواقع جنوبي مدينة غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان الأحد، إن قواته المنتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة هاجمت نحو 40 هدفا وقضت على عشرات المقاتلين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال الجناحان المسلحان لحماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى أصغر إن مقاتليهم هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ومناطق مجاورة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في غزة. كما أبدوا مخاوفهم إزاء النقص الحاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية في شمال القطاع وقالوا إن خطر المجاعة يلوح هناك.
وقال سكان إن قذائف دبابات سقطت في بعض شوارع حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حيث وصلت دبابات إلى أطراف المنطقة لينتشر الذعر بين السكان في الجنوب.
وفي جنوب قطاع غزة، قال مسؤولون محليون على الحدود إن السلطات الإسرائيلية أطلقت سراح 12 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم خلال الهجوم البري. وقال معتقلون بعد الإفراج عنهم إنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في أثناء احتجازهم، وهو ما تنفيه إسرائيل.
رويترز