رأى الرئيس السوري بشار الأسد السبت، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان "قويا" ولقّنها "درسا"، وذلك في إشارة إلى إطلاق طهران نحو 200 صاروخ على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وقال الأسد خلال استقباله وزير خارجية إيران عباس عراقجي في دمشق، إنّ "الردّ الإيراني على ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررة على شعوب المنطقة وسيادة دولها، كان رداً قوياً، وأعطى درساً... بأن محور المقاومة قادر على ردع العدو" و"سيبقى قويا ثابتا".
وشّنت طهران الثلاثاء هجوما صاروخيا واسعا على إسرائيل، قالت إنه جاء "انتقاما" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت لإسرائيل، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر قتل فيها أيضا مسؤول في الحرس الثوري.
والتقى عراقجي السبت في دمشق الأسد ونظيره السوري بسام صباغ. وهو كان وصل صباحا إلى مطار دمشق غداة زيارة إلى بيروت.
وأكد بعيد وصوله إلى العاصمة السورية، أهمية التوصل إلى وقف متزامن لإطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.
وقال عراقجي للصحافيين "القضية الأكثر أهمية اليوم هي وقف إطلاق النار، خصوصا في لبنان وفي غزة"، مضيفا "هناك مبادرات في هذا الصدد، وكانت هناك مشاورات نأمل أن تكون ناجحة".
وكان الوزير الإيراني أكد من بيروت الجمعة، دعم بلاده لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة بشكل "متزامن".
وقال "تحدثت مع السلطات اللبنانية، ونحن على اتصال مع دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وهذه أول زيارة لعراقجي إلى دمشق منذ توليه منصبه، وتأتي في سياق تصعيد كبير بين إيران وإسرائيل.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، شكّلت طهران أحد أبرز داعمي دمشق، سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وأرسلت مستشارين عسكريين ومجموعات موالية لها قاتلت إلى جانب القوات الحكومية.
وقال عراقجي "تعاوننا الثنائي هو محل نقاش واسع للغاية. لدينا علاقات جيدة مع سوريا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ومن الطبيعي أن تكون هناك مراجعة لها".
وتابع "نحاول إزالة العقبات القائمة وإيجاد مجالات (تعاون) جديدة، ومواصلة العلاقات بشكل أفضل مما كانت عليه في الماضي".
في الأشهر القليلة الماضية، تحدّث محللون سوريون استضافتهم وسائل إعلام محلية عن "اختلاف في وجهات النظر" بين إيران وسوريا حول قضايا عدة، أبرزها محدودية دعم طهران لدمشق في الجانب الاقتصادي وقطاع الطاقة والمحروقات، في خضم أزمة اقتصادية مزمنة تشهدها البلاد.
ويطال التباعد في وجهات النظر كذلك، وفق محللين، وجود إيران العسكري، بعد تقارير عن تقليصها قواتها تحت وطأة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقعها وقياديين إيرانيين منذ بدء الحرب على غزة.
وكانت أبرز الضربات المنسوبة لإسرائيل، استهداف مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق في نيسان/أبريل، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ومنذ بدء النزاع في سوريا، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية ضد مواقع للقوات الحكومية وأهداف إيرانية وأخرى لحليفها حزب الله. ونادرا ما تؤكّد تنفيذها الضربات، لكنّها تكرّر أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
أ ف ب + المملكة