تعد محافظة جرش "جوهرة أثرية وسياحية" في الأردن، تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة، ومعالمها الأثرية الفريدة؛ مما يجعلها وجهة سياحية وثقافية محليا وإقليميا.

ولعبت جرش؛ دورا مهما في جذب الآلاف من السياح للمملكة على مرّ السنوات الماضية، وتوفير فرص العمل لختلف الفئات العمرية من سكانها.

وتعتبر جرش من أهم الوجهات السياحية في الأردن، حيث يقام فيها سنويًا مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يجذب العديد من الفنانين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم. ويعد هذا المهرجان واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة والمنطقة.

التاريخ والأهمية الأثرية

تُعد محافظة جرش واحدة من أبرز محافظات الأردن، والتي تشتهر بلقب "مدينة الألف عمود"، نظرًا لما تحتويه من عمق حضاري وتراثي. تضم جرش مزيجًا فريدًا من التاريخ العريق والطبيعة الخلابة، حيث تعكس آثارها الرومانية العظيمة وبيئتها الزراعية الخصبة سحر الماضي وأصالة الحاضر.

وكانت تعرف جرش في العصور القديمة باسم "جراسا"، وكانت جزءًا من المدن العشر الرومانية (الديكابوليس)، حيث شهدت المحافظة ازدهارًا كبيرًا خلال العصر الروماني، و بُنيت فيها المسارح والشوارع المرصوفة بالأعمدة والتي لا تزال صامدة حتى اليوم.

ومن أشهر معالم جرش الأثرية؛ قوس النصر، الذي بُني تكريمًا لزيارة الإمبراطور هادريان عام 129 ميلادي، والمسرح الجنوبي: الذي يتسع لآلاف الأشخاص، ويستخدم حتى الآن لإقامة المهرجانات والفعاليات.

كما تضم جرش؛ ما يسميى بـ"الهيبودروم"؛ وهو مضمار السباق الروماني الذي كان مخصصًا للعروض الرياضية وسباقات العربات.

مهرجان جرش: نافذة على العالم

إضافة إلى إرثها التاريخي؛ تحتل جرش مكانة ثقافية بارزة على المستوى المحلي والدولي بفضل مهرجان جرش للثقافة والفنون.

في كل صيف، تتحول المدينة الأثرية إلى منصة تحتضن فعاليات ثقافية وفنية متنوعة بمشاركة فنانين ومثقفين من مختلف أنحاء العالم.

هذا المهرجان العريق يعزز من سمعة جرش كواحدة من الوجهات الثقافية الأهم في المنطقة، ليجمع بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، ويجعلها محطة ثقافية بارزة على مستوى الإقليم والعالم.

التنمية والخدمات: إنجازات المبادرات الملكية

في إطار التوجيهات الملكية السامية، شهدت محافظة جرش تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والخدمية في مختلف القطاعات الحيوية.

هذه المشاريع جاءت استجابة لاحتياجات المحافظة وتهدف إلى تعزيز مستوى الخدمات وتحسين حياة السكان.

وتعتبر هذه المبادرات الملكية جزءًا من رؤية أوسع لتطوير المحافظة والارتقاء بها على كافة الأصعدة.

مشاريع زراعية وحرف يدوية

تزخر جرش بالمشاريع الزراعية والإنتاجية التي تعكس اهتمام أهلها بالأرض والعمل اليدوي.

يُتقن سكان المحافظة الحرف اليدوية التقليدية إلى جانب زراعة المحاصيل المتنوعة مثل الزيتون والفواكه، وهي التي جعلت منتوجات جرش الزراعية والغذائية بنكهتها المميزة تنتشر في مختلف أنحاء المملكة.

وتعتبر جرش بمثابة سلة غذائية للأردن، حيث توفر مزارعها ومنتجاتها اللذيذة من الألبان والفواكه والزيتون.

المحميات الطبيعية والمقام الديني

تتميز جرش بتنوع بيئي غني، حيث تضم المحافظة العديد من المحميات والمساحات الخضراء التي تعد موطناً للعديد من الأشجار المعمرة والحيوانات البرية المهددة بالانقراض.
وفي جرش؛ تقع محمية المأوى للحياةِ البرّيّة على مِساحة 1,100 دونم, وهي موطن دائمٌ للحيواناتِ البرّيّة المُصابةِ التي تمَّ إنقاذُها والتي تعرّضت لتهديداتٍ مثل: الصَّيدِ المكثف، تدميرِ مساكنِ الحيوانات، التّجارة غيرِ المشروعة وسُوء المُعاملة. وعند المِنطقة الجبليّة شمالَ مُنتزه جَرش الأثريّ يقعُ المَلجأ، بالقرب من بلدة سَوف.

في الوقت الحالي تضُمُّ المحميّة 34 حيواناً من مناطقَ مثلَ سوريا والعراق وقِطاعِ غزَّة إلى جانبِ حيواناتٍ أخرى تمَّتّ مُصادرتها في الأردن، حيث يمكن للزائر أن يرى الأسُودَ والنّمورَ والدّببةَ والضّباعَ والذّئابَ والقُرود.

وتضمن المحافظة أيضا؛ محمية دبين، إحدى المحميات الطبيعية في الأردن، تمتد على مساحة 8.5 كيلومتر مربع من المناطق الجبلية. تأسست عام 2004 تم إنشاء المحمية بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة، وتوفير موطن آمن للكائنات الحية النادرة والمهددة بالانقراض.

كما تحتضن جرش مقام النبي هود، عليه السلام، الذي تم ترميمه ضمن مبادرات الإعمار الهاشمي للمقامات الدينية، مما يضيف بُعدًا روحانيًا للمحافظة إلى جانب تراثها الثقافي والتاريخي.

المملكة