يخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة البرلمان الفرنسي فيما يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة مهمة تتناول الديمقراطية غداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي الذي قاد إلى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وجه بايدن والعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس تحية لتضحيات عشرات الآلاف من جنود الحلفاء الذين قاموا بإنزال على شواطئ النورماندي في شمال فرنسا في السادس من حزيران/يونيو 1944.
وشارك زيلينسكي في إحياء الذكرى التي تأتي على وقع الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
وسيعود بايدن في ساعة متأخرة الجمعة إلى النورماندي لإلقاء كلمة في موقع بوان دو هوك، حيث شنّت القوات الأميركية هجوما مباغتا على التحصينات الألمانية خلال عملية الإنزال. وستركز كلمته على الحرية والديمقراطية.
وقد يُنظر إلى خطابه بمثابة تحذير بشأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خصمه ومنافسه في الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق هذا العام.
بدوره سيلقي ماكرون كلمة مهمة في بايو، أول بلدة فرنسية تحررت من الاحتلال الألماني بعد إنزال الحلفاء.
- غير وارد -
تعهد بايدن الخميس بعدم التخلي عن التحالفات الدولية أو أوكرانيا في حربها أمام روسيا، في تصريح موجه ضد ترامب الذي شكك علنا بأهمية منظمات مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال "نعيش في حقبة أصبحت فيها الديمقراطية معرضة للخطر في كل أنحاء العالم أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب".
وأضاف أن "الانعزالية لم تكن الحلّ قبل 80 عاما، وهي ليست الحلّ اليوم".
وأكد أن "التحالفات الحقيقية تجعلنا أقوى وهو درس أتمنى ألا ننساه نحن الأميركيين أبدا".
وتعهّد بايدن أن الولايات المتحدة في عهده "لن تتخلى" عن أوكرانيا "لأننا إن فعلنا، فسيتم إخضاع أوكرانيا ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد".
ولفت إلى أن "جيران أوكرانيا سيكونون مهددين، وأوروبا بأكملها ستكون مهددة"، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "طاغية عازم على الهيمنة".
وأضاف أن الاستسلام للمتنمّرين أو "الانحناء أمام الدكتاتوريين" هو أمر "غير وارد بكل بساطة".
وكرر ماكرون رسالته بأن إنزال النورماندي هو درس للوقت الراهن، متحدثا خلال حفل حضره زيلينسكي عند شاطئ أوماها حيث وصل الجنود الأميركيون عام 1944.
وقال ماكرون بينما وقف الحاضرون وصفقوا لزيلينسكي فيما حلقت الطائرات الفرنسية فوق المكان "شكرا للشعب الأوكراني على شجاعته.. نحن هنا ولن نضعف".
- طائرات مقاتلة لأوكرانيا -
وتضغط كييف على أوروبا لزيادة دعمها العسكري، مع تحقيق روسيا مكاسب في ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة، فيما تزايدت المخاوف إزاء ما يمكن أن تمثله رئاسة ترامب للنزاع.
وقال الرئيس ماكرون في حديث للتلفزيون الفرنسي إن فرنسا ستنقل طائرات مقاتلة من طراز ميراج-2000 إلى أوكرانيا في إطار تعاون عسكري جديد مع كييف التي تحارب روسيا.
وأضاف "غدا سنطلق تعاونا جديدا ونعلن عن نقل طائرات مقاتلة من طراز +ميراج 2000-5+" إلى أوكرانيا من صنع شركة داسو الفرنسية.
وأشار إلى أنه سيعرض على نظيره الأوكراني عندما يلتقيان لإجراء محادثات في قصر الإليزيه في باريس الجمعة أن يبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين اعتباراً من هذا الصيف.
وتابع "تحتاج عادة إلى ما بين خمسة وستة أشهر. لذا بحلول نهاية العام سيكون هناك طيارون. وسيتم تدريب الطيارين في فرنسا".
وقال ماكرون إن أوكرانيا طلبت من حلفائها الغربيين إرسال مدربين عسكريين لتدريب قواتها على أراضيها من أجل مواجهة التحدي المتزايد المتمثل في زيادة عديد القوات المسلحة.
المملكة+أ ف ب