قال وزير الداخلية، مازن الفراية، السبت، إن الأردن بلد آمن ومستقر وسط إقليم ملتهب، وللأمن مؤشر نسبي يعتمد على حجم التهديدات والتحديات التي تحيط بنا.

وأضاف الفراية، خلال مشاركته في أمسية صالون السبت، بعنوان: "عندما يرتفع التحدي الأمني الأردني حد الحافة.. حرب مخدرات وتداعيات العدوان على غزة"، الذي تنظمه دائرة المرافق والبرامج الثقافية بأمانة عمّان الكبرى، أن طبيعة وحجم التهريب يشير إلى أن الأمر أبعد من مالي بحت للمهربين، خصوصا على الحدود الشمالية لوجود مناطق خارج سيطرة الدولة السورية مما شكل بيئة خصبة لبعض الجماعات والتنظيمات التي تحاول تمويل نفسها بأي ثمن.

وقال الفراية إننا لا نملك دليلا ماديا أو ملموسا يؤكد وقوف دولة بعينها وراء تهريب المخدرات للأردن، مشيرا إلى أن أي منطقة حدودية في العالم تشهد محاولات تسلل وتهريب ونحن في الأردن ومن خلال التعاون والتنسيق بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والرسمية قادرون على التصدي لهذه المحاولات وبالفعل نجحنا في منع الكثير من عمليات تهريب المواد المخدرة باتجاه دول الجوار، بالرغم من زيادة هذه المحاولات، خصوصا على الحدود الشمالية والشرقية.

وذكر الفراية أن المهربين الذي يضبطون لا يكونون على معرفة بتفاصيل العملية سوى أن المطلوب منهم تنفيذ شيء محدد من مرحلة "أ " إلى مرحلة "ب"، لافتا إلى أن محاولات تهريب السلاح إلى الأردن تهدف للاتجار وأمور أخرى، ويتم مواجهتها بإجراءات مشددة.

وأشار الفراية إلى وجود تعاون وتنسيق كبير بين وزارة الداخلية ونظيرتيها في العراق وسوريا، لكن لكل دولة قدراتها وإمكانياتها، إلا أن كل دولة عليها تحمل عبء منع أي محاولة لعمليات التهريب، مشيرا إلى ارتفاع كميات المواد المخدرة المضبوطة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مقارنة مع العام الماضي، بمعدل زيادة نحو 6 ملايين حبة كبتاغون معظمها تكون موجهة نحو دول الخليج العربي.

وحول الوضع الأمني داخليا، قال وزير الداخلية إن نسبة الجريمة في الأردن في حدودها الطبيعية، وتأثير الحرب على غزة في حدوده الدنيا، وموقف الحكومة ينسجم تماما مع موقف الشارع، فالأردن بذل كل ما يستطيع سياسيا وإنسانيا للوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة، وجلالة الملك عبدالله الثاني، تحرك دبلوماسيا منذ اليوم الأول للعدوان للضغط باتجاه وقف هذه الحرب، فالأردنيون جميعا متكافلون متضامنون للوقوف مع الأشقاء في غزة.

وأضاف الفراية أن الأردن القوي هو السبيل الوحيد لتقديم المزيد للأشقاء في الضفة والقطاع، ونحرص على دعم السلطة الوطنية الفلسطينية لتمكينها من مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، فالاستقرار في الضفة الغربية مهم جدا للأمن الوطني الأردني.

وحول الانتخابات النيابية 2024، أكد الفراية أن الانتخابات استحقاق دستوري وإقامتها دليل على ثقة الحكومة بنفسها ومواطنيها في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية تعمل على إعداد جداول الناخبين لتكون جاهزة قبل 26 أيار الحالي، للسير في باقي الإجراءات التي حددتها الهيئة المستقلة للانتخابات.

ووصف الفراية انتخابات 2024 بالنوعية كونها تضم للمرة الأولى قائمة وطنية حزبية، وكل الأحزاب المرخصة لديها فرص متساوية، والعبء الأكبر على المواطن لاختيار نائب يعبّر عن آراء ناخبيه.

بترا