استيقظ العالم على "طوفان" عسكري بري وجوي وصاروخي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محيط غلاف قطاع غزة المحاصر، أسفر عن مقتل 100 إسرائيلي على الأقل، وأسر 40 إسرائيليا على الأقل والسيطرة على مستوطنات محاذية للقطاع.
أعلنت حركة (حماس) تنفيذ عملية مباغتة تحاوزت حدود القطاع نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وأطلقت عليها عملية "طوفان الأقصى" ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية.
وأطلقت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، عددا كبيرا من الصواريخ باتجاه مستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، وتسلل عدد من عناصر الكتائب جوا وبرا وبحرا إلى أراض تحتلها إسرائيل.
وأطلقت كتائب القسام قرابة 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة بحسب ما ذكر القائد العام للكتائب محمد الضيف الذي ظهر في فيديو بثته الكتائب، معلنا خلاله بدء العملية.
وتمكنت عناصر في الكتائب باستخدام الطيران الشراعي من الدخول إلى مستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وإثر ذلك، وقعت اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين وعناصر في قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق حدودية في محيط قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين.
ونشر الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام صورا وفيديوهات تظهر مقتل جنود إسرائيليين وأسر آخرين بينهم مستوطنون. وتمكنت عناصر من كتائب القسام من السيطرة على مواقع إسرائيلية.
وأكدت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها مازالوا يخوضون معارك في 25 موقعا حتى اللحظة.
وأوضحت "القسام" في بيان أسمته بلاغ عسكري رقم (1)، أن مقاتليها اجتازوا الخط الدفاعي للاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا هجوما منسقا متزامن على أكثر من 50 موقعا في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى إسقاط دفاع الفرقة.
وأشارت إلى أن القتال يدور حاليا في قاعدة "رعيم" مقر قيادة فرقة غزة.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقوع قتلى بين جنوده واحتجاز إسرائيليين في قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن حماس تسيطر على 3 مستوطنات على الأقل في غلاف غزة من بين 7 مستوطنات دخلها مقاتلوها.
في حين، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، مقتل أكثر من 40 إسرائيلي في عملية "طوفان الأقصى". و700 إصابة على الأقل خلال العملية.
وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس في غزة. وأوضح أن حماس "ستدفع ثمنًا باهظًا"، إثر العملية.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على القطاع المحاصر منذ 17 عاما.
واستشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات بجروح متفاوتة، السبت، بشظايا وصواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، باستشهاد 198 فلسطينيا و1610جرحى.
المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قال إن العمليات على الأرض تجري كما هو مخطط لها. وأشار إلى أن "العدو سيصاب بالذهول عندما يستفيق من صدمته ويدرك حجم خيبته وخسارته".
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، خلال اجتماع قيادي طارئ ضم عددا من المسؤولين المدنيين والأمنيين الفلسطينيين.
ووجه عباس بـ "توفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن حركة حماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا ضد إسرائيل، موضحا أن الوضع يمثل حالة حرب.
وأضاف عبر تسجيل مصور: "أمرت بالتعامل مع المتسللين داخل المستوطنات أولا وتعبئة واسعة لجنود الاحتياط".
ودعا نتنياهو إلى ضرورة الاستماع لأوامر الجيش والجبهة الداخلية.
وقال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إن حركة حماس تشنّ "حربا" على إسرائيل بعد إطلاقها وابلا من الصواريخ وتنفيذها سلسلة عمليات تسلل السبت.
وقال غالانت في بيان "حماس ارتكبت خطأ فادحا هذا الصباح وشنت حربا ضد دولة إسرائيل"، مؤكدا أن قوات الجيش الإسرائيلي "تقاتل في كل مكان".
ردود فعل دولية
وفي عمّان، نظمت وقفة تضامنية مع قطاع غزة قرب السفارة الإسرائيلية.
وأكّد مستشار محافظ القدس معروف الرفاعي، لـ "المملكة" أن حراس المسجد الأقصى التابعين للأوقاف الأردنية يقومون حاليا بحماية باحات المسجد.
وحض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل والفلسطينيين على "التصرف بعقلانية" وتفادي المزيد من التصعيد.
في حين، دعت روسيا، الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، السبت، إلى "ضبط النفس".
وأبدت إيران دعمها لعملية حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلن حزب الله اللبناني، أن "قيادة المقاومة في لبنان على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية".
وندد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأوكرانيا بما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المملكة