- وزير الصحة لـ "المملكة": 60% من موارد الوزارة من الأدوية من صناعات محلية
أعلن وزير الصحة الدكتور فراس الهواري عن البدء بمشروع جديد لإدارة المخزون الطبي وسلاسل التوريد، واصفا المشروع بأنه "ضخم وطموح جدا"، والذي يعنى بإدارة وتنظيم عملية انتقال أدوية ومستهلكات الوزارة من مخازنها إلى مستشفياتها ومراكزها الصحية.
وأضاف خلال مقابلة موسعة مع الموقع الإلكتروني لقناة "المملكة"، أن المشروع يجري العمل به بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبمنحة من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى طرح العطاء قبل أسابيع للبدء ببناء مخازن جديدة وحديثة في منطقة ياجوز تستبدل بالمخازن القائمة حاليا.
وأكد أن العملية التي تلي البنى التحتية، ستكون "الأصعب" وهي الربط الإلكتروني بين المخازن ومستشفيات ومراكز وزارة الصحة، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بتحقيق الأتمتة في جميع المستشفيات والمراكز الصحية لرصد وتتبع وإدارة وخزن ما هو متوفر من أدوية ومستهلكات.
وعن الصناعات الدوائية، قال الهواري إن الأردن "يحتل موقعا متقدما جدا" في الصناعات الدوائية، ولديه صناعات دوائية متميزة، ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى العالمي.
وبين أن 60% من موارد وزارة الصحة من الأدوية من صناعات محلية، موضحا أن هذا الإنجاز أسهم في إبقاء الأدوية متوفرة في وقت اختفى فيه من عدد كبير من دول العالم خلال أزمة كورونا.
وأضاف أن صناعات الأدوية الأردنية اقتحمت أسواق العالم وباتت موجودة على البورصات العالمية، إضافة إلى أنها حازت على ثقة الأردنيين والدول الأخرى.
- توصيل أدوية -
وقال الهواري إن الوزارة أطلقت تطبيقا لتوصيل أدوية الأمراض المزمنة شهريا إلى منازل المرضى، ضمن خطة للتخفيف على المرضى والمراجعين ولتوفير الوقت والجهد وتمنع الاكتظاظ عند زيارة المراكز الصحية لاستلام الأدوية.
وأضاف أن خدمة توصيل الأدوية أطلقت بالتعاون مع شركة الحوسبة الصحية (حكيم) والبريد الأردني، وبمبلغ رمزي يصل إلى دينارين، داعيا المرضى الراغبين بالاستفادة من هذه الخدمة إلى تثبيت تطبيق (حكيمي) على هواتفهم النقالة.
وخدمة توصيل الأدوية الشهرية هذه مطبقة في مستشفيات؛ البشير، الحسين السلط الجديد، الزرقاء الجديد، جميل التوتنجي، الأمير فيصل بن الحسين، الإيمان، الكرك، النديم، معان، الطفيلة، المفرق، الأميرة بسمة التعليمي، الأميرة رحمة التعليمي، جرش الحكومي، الشونة الجنوبية، الملكة رانيا العبدالله، الرمثا، واليرموك.
الخدمة مطبقة أيضا في مراكز صحية شاملة؛ مثل عمّان، اللويبدة، أبو نصير، الجبيهة، الهاشمي الشمالي، طبربور، وادي السير، الجوفة، القويسمة، أم قصير المقابلين، خريبة السوق، سحاب، صويلح، ناعور، الأمير حمزة، إسكان الهاشمية، بيرين، وادي الحجر، العامرية، المشيرفة، بدر، مرج الحمام، الفحيص، الأميرة بسمة، النصر، ماركا، أُحد، أبو علندا، عين الباشا، حي الرشيد، الزرقاء الشامل، الطفيلة، العقبة، الربة، القطرانة، بلعما، منشية بني حسن، الرمثا، اليرموك، الرازي، جرش، عجلون، اللب، شرقي مأدبا، البترا، معان، كفر يوبا، بصيرا، العيص، القادسية/ الطفيلة، عين البيضاء، الكرك، المزار الجنوبي، طلال (مغير)، عي، فقوع، المفرق، المنصورة، رحاب، الخالدية/ المفرق، شمالي مأدبا، وذيبان.
كما طبقت في مراكز صحية أولية؛ هي مركز تلاع العلي، الأمير طلال، التطوير الحضري/ الزرقاء، الرصيفة الشمالي، ابن سينا، بشرى، حوارة، والرمثا الغربي.
وبدأت الحكومة بإجراءات ربط وتفعيل تطبيق (حكيمي) مع تطبيق (سند) للاستفادة من خدمة توصيل الأدوية، حيث فعّل 3430 مريضا تطبيق حكيمي لاستخدامه لتوصيل الأدوية وجرى توصيل 7294 طردا منذ إطلاق الخدمة.
- حملة وطنية للتطعيم -
قال وزير الصحة فراس الهواري إن الحملة الوطنية للتطعيم، هي الخامسة التي تنفذها وزارة الصحة منذ قرابة ثلاثين عاما، موضحا أنّ جائحة كورونا أثرت على نسب التغطية بالمطاعيم عالميا مما أدى إلى ازدياد أعداد الأطفال غير المطعمين وغير مكتملي التطعيم في أنحاء العالم كافة.
وأضاف أن هذا الأمر حذا بوزارة الصحة إلى إطلاق حملة وطنية لتكثيف التطعيم الروتيني حسب البرنامج الوطني للتطعيم لضمان حماية أكبر عدد من الأطفال من الأمراض التي يطعم لها وتمكين المجتمع من عيش حياة صحية.
وأوضح أن الوزارة بدأت الأسابيع الماضية بتنفيذ المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتطعيم بالتعاون مع الشركاء كافة مثل يونيسف ونقابة الأطباء، حيث تهدف هذه الحملة إلى الوصول للأشخاص غير المطعمين نهائياً والمتخلفين عن أخذ المطاعيم.
وأكد الهواري على أهمية تلقي المطاعيم باعتبارها أحد أكثر التدخلات الصحية فعالية، وانّ اللقاحات ضرورية للوقاية من تفشي الأمراض المعدية ومكافحتها، مشيرا إلى أنها تدعم الأمن الصحي العالمي ولها دور مهم وحيوي في المعركة ضد مقاومة مضادات الميكروبات.
وأوضح أن الحملة تهدف أيضا إلى الوصول لتغطية تفوق الـ 97% لجميع المطاعيم المدرجة في برنامج التطعيم الوطني، والوصول إلى الأطفال الذين تخلفوا عن برنامج التطعيم الروتيني، وتعزيز النظام الصحي وبرنامج التطعيم، بما في ذلك الرصد النشط عن أي حالة اشتباه شلل رخوي حاد، وتعزيز نظام التيقظ الدوائي لرصد الآثار الجانبية بعد التطعيم، والإسراع في الجهود الرامية إلى القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، والحفاظ على وضع الأردن كدولة خالية من شلل الأطفال وكزاز الأمهات والمواليد الجدد، ومكافحة الأمراض التي يطعم لها الأخرى.
وتتكون الحملة من مراحل عديدة بحيث تستهدف المرحلة الأولى الفئات غير المطعمة أو المتخلفين عن التطعيم من عمر شهرين حتى عمر 18 سنة، أما المرحلة المقبلة تحتاج إلى جهد كبير وستبدأ في بداية العام الدراسي، وهي تطعيم جميع طلاب المدارس ورياض الأطفال والحضانات ودور الإيواء والمبرات والأحداث والذين سيتم إعطاؤهم مطعوم MR (مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية).
وأوضح أن الوزارة أدرجت مطاعيم المكورات في البرنامج الوطني للتطعيم، ووضعت على الخطة المستقبلية إدراج مطعوم جدري الماء.
وعن مصير لقاحات كورونا، قال إن مصيرها كأي لقاحات أخرى، موضحا أن هناك بعض اللقاحات التي لا تعد صالحة للاستخدام بسبب تغير الفيروس، ومنها ما تنتهي مدتها وتتلف.
وأشار إلى أن جميع لقاحات وزارة الصحة "مجانية"، ولا يتم إضافة لقاحات كورونا ضمن البرنامج الوطني للتطعيم كمطعوم دوري، لأن الفيروس يطور من نفسه أسرع بكثير من تطور اللقاح والعالم ما زال ينتظر أن يهدأ الفيروس ليستطيع تطوير اللقاح ويصبح هناك إمكانية لإعطائه كمطعوم موسمي.
وأشاد الهواري بخطة فتح القطاعات تدريجيا بعد الإغلاق جراء جائحة كورونا، موضحا أن الخطة عملت على تخفيف أعداد المصابين خلال موجات كورونا ما أسهم في التصدي للجائحة وإنجاز مستشفيات ومراكز صحية في وقت "شهدت دول عظمى انهيارا في منظومتها الصحية".
- أكثر من 65% نسبة التعرض السلبي للتدخين -
انتقد وزير الصحة فراس الهواري ارتفاع نسب التدخين في الأردن وتصنيف المملكة كأعلى 3 بلدان في العالم في نسبة التدخين، في وقت تسعى فيه دول العالم لتقليل نسب التدخين فيها إلى أقل من 5%.
وأشار، خلال مقابلته مع قناة "المملكة" إلى أن نسبة التدخين في الأردن وصلت إلى أكثر من 60%، فيما وصلت نسبة التعرض السلبي للتدخين لأكثر من 65%، موضحا أن الأطفال يتعرضون للتدخين السلبي من تبغ و"أراجيل" وسجائر إلكترونية في منازلهم.
وحذر الهواري من السيجارة الإلكترونية، موضحا أن نسبة النيكوتين فيها تزيد أضعافا مضاعفة مقارنة بالسيجارة العادية.
وقال، إن لدى الوزارة حملات رقابية بشكل دوري على جميع المؤسسات من رصد ومتابعة وتسجيل إحصائيات، مشيرا إلى أن خفض نسب التدخين يتطلب التزام الجميع في تطبيق حظر التدخين في الأماكن العامة في المؤسسات والدوائر الرسمية من مستشفيات ومدارس وغيرها لتغيير المفهوم العام لدى المواطن بأن يصبح وجود الدخان في أي غرفة غير مقبول.
وبين أن نسب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب نتيجة التعرض للتدخين السلبي في الأردن تتراوح بين 25 إلى 30%.
وأشار إلى أن الطفل الذي يتعرض للتدخين السلبي يأخذ 20 ضعفا من المادة السامة في التبغ، ومن بين كل 4 سجائر يدخنها الأب والأم يدخن الطفل واحدة نتيجة تعرضه للتدخين، وقد يصبح مشبعا بالنيكوتين ومدمنا عليه مستقبلا؛ وبذلك ينتقل إلى صفوف المدخنين.
وأضاف أن في وزارة الصحة 27 عيادة للإقلاع عن التدخين، إضافة إلى مركز الحسين للسرطان، وعيادة في الجامعة الأردنية، مشيرا إلى أن عدد مراجعي عيادات الإقلاع عن التدخين بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي قرابة 4500 شخص مدخن، أقلع قرابة 9% منهم عن التدخين.
ووفق القانون المعدل لقانون الصحة العامة رقم (11) لسنة 2017، فإن المادة 63 تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 3 أشهر أو بغرامة لا تقل عن مئة دينار ولا تزيد على 200 دينار كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في الأماكن العامة المحظور التدخين فيها.
كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار لسماح المسؤول عن المكان العام المحظور التدخين فيه لأي شخص بتدخين أي من منتجات التبغ في المكان وعدم الإعلان عن منع التدخين في المكان العام وبيع السجائر بالمفرد، ولمن هم دون الثامنة عشرة وتوزيع مقلدات منتجات التبغ أو بيعها.
ويعاقب أيضا بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار لكل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس في القطاعين العام والخاص أو السماح بذلك.
وشدد الهواري على ضرورة أن يتغير الحال، وتنخفض نسب التدخين "العالية جدا" في الأردن، موضحا أنها "أزمة حقيقة"؛ لأن عوامل الاختطار في الأردن حاليا "مرتفعة" كما ربط انتشار مرض السكري في الأردن بالتدخين، موضحا أن أكثر من 40% من المصابين بمرض السكري لا يدركون أن الدخان عامل أساسي في التسبب بمرض السكري.
ودعا للتحرك سريعا لخفض نسب التدخين في الأردن؛ خوفا من"زيادة كبيرة" في الأمراض غير السارية على رأسها أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي في السنوات المقبلة.
- دعم السياحة العلاجية -
بلغ عدد المرضى الوافدين للأردن بقصد العلاج منذ بداية العام 2023 ولغاية نهاية شهر تموز الماضي، قرابة 110 آلاف شخص، وفق ما أكد الهواري.
وقال إن إعلان منظمة السياحة العالمية الأردن مركزا ومقصدا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية "إنجاز كبير" للأردن، خاصة مع انتهاء جائحة كورونا.
وأكد أن الأردن استطاع أن يعود إلى مساره الصحيح "بسرعة كبيرة" وأن يحقق إنجازات كبيرة عجزت عنها دول كثيرة في العالم خرجت "تتخبط" من جائحة كورونا.
وأشاد الهواري بدور وزارات الاقتصاد الرقمي والريادة، السياحة والآثار، والداخلية، التي عملت على تحسين وتسهيل إجراءات انتقال المسافرين من دول عدة إلى الأردن بقصد العلاج.
وأضاف أن الأردن استضاف العام الماضي 3 مؤتمرات للسياحة العلاجية أعادت تسليط الضوء مرة أخرى على الأردن وعلى الخدمات التي يتميز بها والتي ينشدها مواطنو الدول الأخرى تتعلق بعلاج أمراض القلب وجراحة القلب وجراحات العمود الفقري المتطورة، وأمراض السرطان.
وأشار الهواري إلى أن الوزارة أعادت من خلال مديرية السياحة العلاجية اللجنة العليا للسياحة العلاجية، وعملت بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة على تفعيل منصة (سلامتك) للعلاج في الأردن، مضيفا أن في مطار الملكة علياء الدولي فريقا لاستقبال القادمين للعلاج ويزورهم في مستشفيات يقيمون فيها لمتابعة حالتهم.
وأضاف أن الأردن عزز ثقة الوافدين القادمين للعلاج بالأردن، بعد أن فعل "قانون المسؤولية الطبية" الذي يضمن حق المريض في حال حدوث أي خطأ طبي، إضافة إلى أن الوزارة توفر خدمة مراجعة وتدقيق فواتير العلاج للمرضى الوافدين.
وأوضح الوزير أن الإحصائيات تشير إلى أن الأردن تحسن في السياحة العلاجية بنسبة 90% مقارنة بما كان عليه مع جائحة كورونا، متوقعا مع نهاية العام الحالي تحقيق العودة الكاملة لما كانت عليه السياحة العلاجية قبل الجائحة، داعيا للاستثمار في مزيد من المستشفيات التي تقدم خدمات رعاية صحية متميزة ومتطورة.
* المقابلة أعلاه هي الجزء الثالث من مقابلة صحفية موسّعة أجرتها قناة المملكة مع وزير الصحة.
المملكة