تعد زخات شهب البرشاويات واحدة من أكثر زخات الشهب لمعانا في السماء، والتي سوف تحدث ما بين 17 تموز و24 آب، وتكون ذروة الزخات الشهابية في 13 آب، وفق رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي.

وهذه الشهب هي بقايا مذنب سويفت-تتل والذي يدور حول الشمس مرة كل 135 سنة، وسميت بشهب البرشاويات نسبة إلى كوكبة برشاوس لأنها تظهر وكأنه مركز الإشعاع الشهابي.

وتظهر الشهب في هذه الحالة الفلكية الممتعة عندما تقترب بعض مخلفات المذنبات من مدار الأرض والتي هي بأحجام حبيبات الرمل (بحجم حبة العدس) وتدخل في الغلاف الجوي بسرعة قد تصل إلى 60 كيلومترا في الثانية وتتفاعل مع مكوناته، وتؤين الهواء، وتحترق على ارتفاعات من 70 إلى 100 كم لينتج عنها الشهاب، أما إذا كانت أكبر قليلا مثل حبة الفاصوليا فتحدث كرة نارية ممتدة وبألوان زاهية.

ويعتبر الأردن، بحسب السكجي، من المناطق التي ينصح بها قي مشاهدة هذه الزخات الشهابية بسبب بعض المعايير الفلكية مثل صفاء الجو وقلة الغيوم في هذه الفترة من السنة، حيث تشاهد هذه الشهب من معظم مناطق الأردن وخاصة في مناطق الجنوب والشرق مثل وادي رم وصحراء الأزرق ومناطق البادية الشمالية بالإضافة إلى المناطق الريفية، حيث يمكن مشاهدة زخات الشهب والكرات النارية بالعين المجردة من سماء الأردن ويكون مركز الإشعاع الشهابي على يمين كوكبة ذات الكرسي (كاسيوبيا) وفوق كوكبة الزرافة الخافتة وعلى يسار القمر.

في نوفمبر 1999، أعلنت منظمة الشهب العالمية أن الأردن هو الأفضل عالميا في رصد شهب مشابهة تسمى شهب الأسديات، حيث نظمت الجمعية الفلكية الأردنية بالتعاون مع منظمة الشهب العالمية مخيما ومؤتمرا حضره العديد من الفلكيين والخبراء من دول العالم ونشرت أبحاث علمية حول ظاهرة شهب الأسديات ونشرت هذه الأبحاث في مجلات علمية محكمة بالإضافة إلى نشر بعض الصور التي التقطت في مخيم الجمعية في الأزرق في مواقع عالمية منها موقع وكالة الفضاء الأميركية ناسا، وللجمعية الفلكية الأردنية تاريخ طويل في رصد عواصف وزخات الشهب، وتقوم برصدها وتوثيقها من خلال مخيم الجمعية الدائم في منطقة الأزرق، الذي هو مِن أقدم المخيمات الفلكية في المنطقة العربية.

ويبدأ موسم شهب البرشاويات في 17 تموز بمعدلات قليلة، ويزداد معدل عدد الشهب في الساعة بحيث تكون ذروة زخات شهب البرشاويات يوم 13 آب ثم يبدأ هذا المعدل بالانخفاض حتى 24 آب.

وبحسب منظمة الشهب العالمية يقدر معدل زخات الشهب نحو 50-60 شهابا في الساعة، وفي هذه السنة يكون احتمال رؤية هذه الزخات عالية بسبب إضاءة القمر المنخفض، وخاصة في المناطق التي تقل فيها نسب التلوث الضوئي في الأرياف والصحاري والمناطق البعيدة عن المدن الرئيسية، وأفضل الأوقات لمشاهدة هذه الشهب في الفترات ما بين منتصف الليل والساعات الأولى من الصباح، ولعشاق مشاهدة هذه الشهب في الأردن يمكن النظر إلى السماء في اتجاه الشمال الشرقي بزاوية سمتية 20 درجة تقريبا وعلى زاوية ارتفاع من 50 إلى 60 درجة.

المملكة