قال الاتحاد الأوروبي إن السياسة الإسرائيلية لبناء المستوطنات "غير قانونية إطلاقا" بموجب القانون الدولي، وتقوّض بالفعل أي حل سياسي قائم على حل الدولتين في القضية الفلسطينية.
وفي مقابلة مع "المملكة"، أكد الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، أن الموقف الأوروبي تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية "لم يتغير إطلاقا"، موضحا أن الاتحاد "يدين بشكل يومي تقريبا" سياسة بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعن معايير الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان في مسألتي أوكرانيا وفلسطين، قال "نتفهم هذا الشعور، وتصلنا رسائل كثيرة من أشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن الاتحاد الأوروبي لديه معايير مختلفة"، مؤكدا عدم وجود "ازدواجية في المعايير، والاتحاد يقدم أقصى ما لديه لصالح الشعب الفلسطيني أو السوري وما إلى ذلك من شعوب دول المنطقة".
وتابع بوينو "لا بد من الإشارة هنا إلى نقطة مهمة؛ أن الحرب في أوكرانيا أصبحت حربا أوروبية لوجود 4 دول أوروبية مجاورة لأوكرانيا، إضافة إلى وجود أكثر من مليون أوكراني يعيشون في بولندا منذ سنوات وقبل الحرب تربطهم علاقات متينة وعميقة جدا مع البولنديين".
"منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، فإن الحرب الروسية على أوكرانيا أصبحت على حدود الاتحاد الأوروبي مع وجود 8 ملايين لاجئ أوكراني في أوروبا"، وفق بوينو، الذي أشار إلى أنه "لا يوجد في الاتحاد الأوروبي إطلاقا أي فرق قانوني بين لاجئ فلسطيني أو لاجئ سوري أو لاجئ أوكراني".
للاتحاد الأوروبي جهود لدعم القضية الفلسطينية بتقديمه أكثر من نصف مليار يورو سنويا لصالح الفلسطينيين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)لويس ميغيل بوينو
الاتحاد الأوروبي، أدان في بيان له السبت الماضي، موافقة السلطات الإسرائيلية على خطط تطوير أكثر من 7000 وحدة سكنية في المستوطنات غير القانونية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مجددا دعوته للسلطات الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات وإلغاء هذه القرارات الأخيرة على وجه السرعة.
- دور الأردن في إحياء السلام -
وعن اجتماع العقبة الذي جمع مسؤولين أمنيين فلسطينيين وإسرائيليين، قال إن الاتحاد الأوروبي يرحب بجهود الأردن من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، ويعتبر أن دور جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن "ضروري وجوهري في إحياء عملية السلام".
وأضاف أن اجتماع العقبة، الذي عُقد بحضور أردني وأميركي ومصري، كجهد أردني بالتنسيق مع أطراف أخرى هي "محاولة مهمة جدا نرحب بها"، مشيدا بدور الأردن في هذا الشأن، ومؤكدا أن الاتحاد الأوروبي "سيستمر" في دعم الأردن ودعم المبادرات والوساطة من أجل السلام وإنهاء العنف وخفض التصعيد في المنطقة.
وأشار إلى أن "المزيد من التصعيد" في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل يشكل "خطورة" على السلام في المنطقة، موضحا أنه من "المهم أن يتمكن المجتمع الدولي من إحياء عملية السلام من ناحية، وخفض التصعيد من ناحية أخرى".
الاتحاد الأوروبي يعارض أي تدابير أحادية تعيق السلام بما في ذلك قيام إسرائيل ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة لويس ميغيل بوينو
وأبدى الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في الاجتماع الاستعداد المشترك، والالتزام بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر.
وشمل التوافق الالتزام الإسرائيلي وقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر، بحسب بيان صدر عن الاجتماع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي عقد الأحد في العقبة جنوبي الأردن.
ورحب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، ببيان العقبة، فيما قدم الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني على عقد "الاجتماع التاريخي" في العقبة.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن اجتماع العقبة، هو أول انخراط سياسي من نوعه منذ سنوات، وأكد التزاماً فلسطينياً- إسرائيلياً باحترام جميع الاتفاقيات السابقة، والعمل على خفض التصعيد، والعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل.
المملكة