باشرت محكمة أمن الدولة، الأربعاء، عقد جلستها العلنية الأولى لمحاكمة قاتل مدير إدارة مكافحة الإرهاب السابق اللواء المتقاعد حابس الحناينه.

ونفى المتهم الخمسيني، الذي أطلق النار على الحناينه في محافظة مأدبا، التهم المسندة له وهي القيام بأعمال إرهابية باستخدام أسلحة وذخائر أدت إلى وفاة إنسان، والقتل العمد، وجنحة حمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص، مؤكدا أنه "غير مذنب".

وعقدت الجلسة برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري العقيد محمد العفيف وبعضوية القاضي المدني أحمد القطارنة والقاضي العسكري الرائد صفوان الزعبي وبحضور مدعي عام أمن الدولة القاضي العسكري النقيب سمير البرماوي.

وقررت المحكمة تأجيل النظر بالقضيه للتدقيق فيما أثاره وكيل الدفاع عن المتهم حول اختصاص محكمة أمن الدولة، كما قررت المحكمة النظر بالقضية يوم الأحد 6 يناير 2019.

ووفق لائحة الاتهام، فإن المتهم "ممن يحملون الحقد اللئيم في داخله على الدولة الأردنية ومؤسساتها".

في عام 2015 غادر المتهم الأردن إلى روسيا لإتمام دراسته الجامعية في تخصص الهندسة الزراعية وخلال وجوده هناك، تعرض لعدة مضايقات، "فاعتقد واهما بأن المخابرات الأردنية والقنصل الأردني في روسيا هم وراء ذلك".

"وبعد أن أكمل دراسته عاد إلى الأردن، وباشر عمله السابق في بلدية مأدبا، إلا أن الفشل كان حليفه في عمله، فاعتقد واهما أيضا بأن المخابرات وراء ذلك الفشل. عندها صب جام غضبه على أجهزة الدولة الأردنية وخاصة الأمنية، وعلى وجه التحديد دائرة المخابرات العامة"، وفق لائحة الاتهام.

ووفق اللائحة، فإن اللائحة المتهم "استخدم صفحته الخاصة عبر الفيسبوك لتوجيه الشتائم والإساءات إلى المخابرات الأردنية والأجهزة الأمنية والدبلوماسية، وقام بكتابة عدة منشورات عبر تلك الصفحة تشير بوضوح إلى ذلك".

ومن تلك المنشورات "عشان يشرفوا على تعذيبنا في دوائر المخابرات بالخارج ويجهزوا تقرير سبب الوفاة إما مشروب، مخدرات، سهران، وممكن من برودة الطقس ... لن أدفع الضريبه عنكم أيها الأقزام ... اعتذر للأصدقاء إلى جميع الأصدقاء والمتابعين كون الأمور تطورت (...)".

وبتفتيش منزل المتهم، تم ضبط دفتر خاص بالمتهم ومدون عليه عبارات أخرى بخط المتهم تدل على حقده ورغبته بالانتقام من الأجهزة الأمنية والدولة بشكل عام.

"قد وسوس له شيطانه بعقد العزم على الانتقام من المغدور اللواء المتقاعد حابس الحناينه كونه أحد ضباط دائرة المخابرات العامة، ولهذه الغاية فقد قام بتجهيز مسدس للنيل من المغدور ولمعرفته بوجود المغدور مساء كل يوم عند منزله قيد الإنشاء في منطقة الفيصلية في مأدبا لمتابعة العمل في المنزل"، حسبما أشارت لائحة الاتهام.

وبحوالي الساعه السادسة والنصف من يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 2018، ولرغبة المتهم بما عقد العزم عليه بتنفيذ مشروعه الإجرامي الإرهابي فقد "توجه إلى منزل المغدور قيد الإنشاء بمركبته، ولدى وصوله في المرة الأولى لم يشاهد أحدا في المكان فقام بمغادرة المنطقه، وبعد نصف ساعة وإصرار المتهم على تنفيذ جريمته عاد مرة أخرى لمعاينة المكان.

"هناك شاهد المغدور حابس برفقة زوجته أمام المنزل عندها نزل المتهم من مركبته بعد أن قام بتجهيز مسدسه بالذخيره، واتجه نحو المغدور حابس ... عندها وجد المتهم ضالته وبطريقه وحشيه أقدم على تنفيذ عمله الإرهابي، وقام بإطلاق النار على المغدور اللواء المتقاعد حابس الحناينه"، وفق اللائحة.

"استمر المتهم في إطلاق الأعيره النارية على المغدور حتى سقط أرضا، وتمكن المتهم من إصابة المغدور حابس الحناينه بـ 4 طلقات مباشره الأولى أصابته في منطقة الرأس، وطلقتين بالصدر والرابعة في القدم أدت تلك الإصابات إلى وفاته على الفور"، بحسب لائحة الاتهام.

وبعد أن تاكد المتهم من تنفيذ فعله الإرهابي، غادر المكان متوجها إلى منزله, وهناك ترك مركبته أمام المنزل ومن ثم توجه إلى مزرعة عائدة لوالده، والكائنه في منطقة الفيحاء في محافظة مأدبا بواسطة تاكسي أجرة لإخفاء أداة الجريمة هناك، حيث "قام بدفن المسدس وذخيرته بين كومة أحجار داخل المزرعة وبعد ذلك بحوالي ساعة عاد المتهم إلى منزله".

وفي حوالي الساعه التاسعه من مساء ذلك اليوم جرى مداهمة المنزل من قبل رجال الأمن وتم إلقاء القبض على المتهم.

"وبدلالته تم ضبط المسدس المستخدم في الحادثة وبفحصه مخبريا ثبت بأن المقذوف والأظرف الفارغه الملتقطة من مسرح الجريمة جميعها مطلقه من المسدس المضبوط الذي كان بحوزة المتهم والذي نفذ به جريمته"، بحسب لائحة الاتهام.

المملكة