قال السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ، الأربعاء؛ إنّ ترأس جلالة الملك عبدالله الثاني الوفد الأردني الذي شارك في أعمال القمة العربية الصينية في الرياض دليل على اهتمام الملك بالعلاقات الصينية الأردنية والعربية.

وأضاف في رده على استفسارات "المملكة" خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر السفارة الصينية في عمّان للحديث عن القمة العربية الصينية التي عقدت في الرياض مؤخرا، أنّ الأردن دولة لها "طموح كبير ولا تهتم فقط بشعبه بل بشعوب المنطقة والعالم" وله دور في صيانة السلام بالمنطقة وتعزيز التبادل التجاري عالميا.

ويرى السفير، أن الأردن سيلعب دورا كبيرا على مستوى العلاقات الصينية العربية.

فيما يتعلق بمخرجات القمة ومرحلة ما بعد الانعقاد، أكّد السفير دونغ، أن القمة علامة فارقة في العلاقات العربية الصينية، مشيرا إلى وجود تحديات مشتركة أمام كل من الصين والعديد من الدول العربية.

ولفت، إلى وجود اتفاقيات مهمة وقعت خلال القمة وهي رسالة لتطور العلاقات العربية الصينية.

وأكّد، التزام الصين بترجمة مخرجات القمم بشكل ملموس يعود بالخير على الشعوب؛ متمنيا من الصحفيين مواصلة متابعة أعمال القمة.

وقال: "الأردن نافذة مهمة للتبادل التجاري وبعض الشركات الصينية التي استثمرت في الأردن وعززت صادراتها لأوروبا خلال وجودها في الأردن".

دونغ، قال خلال رده على استفسارات الصحفيين، إنّ هنالك تنسيقا أردنيا صينيا لتعزيز التعاون بين البلدين؛ مشيرا إلى حرص سفارة الصين في عمّان على لعب دور لتعريف الشباب الأردني بشكل أكبر على الصين.

وأضاف، أن هنالك إمكانية كبيرة لتعزيز العلاقات بين الأردن والصين؛ مشيرا إلى وجود مجالات عدة للتعاون في التنمية الخضراء والطاقة والبنية التحتية وغيرها.

وشدد على حرص الصين على تعزيز العلاقات مع الأردن وفقا لحاجته (الأردن)، مبينا أن التعاون المشترك مفيد للجانبين.

وفيما يتعلق بالقمة العربية الصينية، قال إنّها أكبر حدث دبلوماسي والأعلى في المستوى بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وبحسب السفير فقد طرح الرئيس الصيني "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية خلال السنوات الثلاثة إلى الخمسة المقبلة، الأمر الذي يدل على رغبة الصين الصادقة في التطور مع الدول العربية.

العمل المشترك لتدعيم التنمية.

ستتباحث الصين مع دول عربية في تنفيذ مشاريع المساعدات والتعاون الإنمائي بقيمة 5 مليار يوان صيني، وإدراج 30 مشروعا مستوفيا للشروط في الدول العربية في مجموعة المشاريع لمبادرة التنمية العالمية.

كما سيقدم الدعم من القروض الائتمائية وخطوط الائتمان لدول عربية بناء على احتياجاته التمويلية للمشاريع التي تشمل القدرة الإنتاجية والبنية التحتية والطاقة والتمويل الأخضر وغيرها من المجالات.

ويدعم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في زيادة استثماراته العالية الجودة والمنخفضة التكلفة والمستدامة في البنية التحتية للجانب العربي؛ وسيعطي معاملة إعفاء رسوم جمركية على 98% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة من الدول العربية الأقل نموا بموجب ما وصل إليه تبادل وثائق التعاون؛ ويقدم المساعدات للأعمال الإنسانية وإعادة الإعمار بقيمة 800 مليون يوان صيني إلى فلسطين واليمن ولبنان وسورية وغيرها من الدول؛ ويعمل على وصول حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية إلى 430 مليار دولار أميركي في 2027.

العمل المشترك في مجال الأمن الغذائي.

تحرص الصين على مساعدة دول عربية على الارتقاء بمستوى الأمن الغذائي ورفع قدرته الإنتاجية الشاملة في الزراعة.

وستشارك دول عربية في إنشاء 5 مختبرات مشتركة للزراعة الحديثة، وإجراء 50 مشروعا نموذجيا للتعاون التقني في مجال الزراعة، وسيبعث 500 خبير للتقنيات الزراعية إلى الجانب العربي لمساعدته على زيادة إنتاج الحبوب ورفع القدرة على الحصاد والتخزين والحد من الفقد للغذاء ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي؛ وإنشاء "الممرات الخضراء" لنفاذ المنتجات الزراعية والغذائية العربية المتميزة إلى الصين.

العمل المشترك في مجال الصحة.

تحرص الصين على العمل مع دول عربية على إنشاء مركز التعاون التكنولوجي للصحة العامة ورابطة التعاون في الابتكار والأبحاث والتطوير للقاح.

وسينفذ 5 مشاريع للتعاون في الطب الصيني التقليدي والأدوية الصينية في الدول العربية، مع مواصلة بعث فرق طبية صينية إلى الدول العربية للعمل فيها، وإجراء 2000 عملية جراحية خيرية لعلاج إعتام عدسات العين، وتقديم خدمات طبية وصحية عن بعد للشعوب العربية.

العمل المشترك في مجال التنمية الخضراء والابتكار.

تحرص الصين على العمل مع الجانب العربي على إنشاء المركز الصيني العربي للأبحاث الدولية للحد من الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي؛ وتنفيذ 5 مشاريع لتعاون الجنوب - الجنوب لمواجهة تغير المناخ.

وستدعم الصين جهود دول عربية في مكافحة الكوارث والحد من تداعياتها بالاستفادة من أقمار فنغيون الاصطناعية للأرصاد الجوية ومركز بيجينغ العالمي للأرصاد الجوية.

كما تحرص على العمل مع دول عربية على إنشاء المركز الصيني العربي لتدعيم القطاعات التطبيقية لنظام بيدو للملاحة الفضائية، لتقديم خدمات مميزة للجانب العربي في مجالات النقل والمواصلات والزراعة الدقيقة والبحث والإنقاذ وغيرها.

وسيعمل الصين على إنشاء دفعة من المختبرات المشتركة أو مراكز التعاون للبحث والتطوير في الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمعلومات والاتصالات والمعلومات الفضائية وغيرها من المجالات، وتقديم 300 نوع من التكنولوجيا الحديثة القابلة للتطبيق إلى الجانب العربي.

العمل المشترك لأمن الطاقة.

تحرص الصين على العمل مع دول عربية على إنشاء المركز الصيني العربي للتعاون في الطاقة النظيفة ودعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية، والتي تتجاوز قدرتها المركبة الإجمالية 5 ملايين كيلوواط، وإجراء التعاون مع الجانب العربي في البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة، وتعزيز التنسيق حول سياسة الطاقة، والدفع بإنشاء منظومة حوكمة عالمية للطاقة تتميز بالإنصاف والعدالة والتوازن والنفع للجميع.

العمل المشترك للحوار بين الحضارات.

ستدعو الصين 1000 شخصية حزبية وبرلمانية وإعلامية وفكرية من دول عربية لزيارة الصين لإجراء التواصل؛ سيدفع التعاون بين 500 شركة ثقافية وسياحية من الجانبين الصيني والعربي، مع تأهيل 1000 كفء للدول العربية في مجالي الثقافة والسياحة؛ سيعمل مع الجانب العربي على تنفيذ مشروع تبادل ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي صيني وعربي ومشروع التعاون بشأن 50 برنامجا سمعيا وبصريا؛ سيواصل تعظيم دور مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، بغية تعزيز الحوار بين الحضارات وتدعيم تبادل الخبرات في مجال الحوكمة والإدارة.

العمل المشترك لتأهيل الشباب.

ستدعو الصين إلى استضافة المنتدى الصيني العربي لتنمية الشباب، وإطلاق "خطة التعاون 10+10 للجامعات الصينية والعربية"؛ سيتم دعوة 100 عالم شاب عربي لزيارة الصين للتواصل حول البحث العلمي، ودعوة 3000 شاب ومراهق للمشاركة في فعاليات التواصل الثقافي الصيني العربي ،ودعوة 10 آلاف كفء عربي للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة بمساعدة الفقراء والحد من الفقر والصحة والتنمية الخضراء وغيرها؛ سيدفع بإنشاء مزيد من ورشات لوبان في الدول العربية.

العمل المشترك للأمن والاستقرار.

ستعمل الصين مع دول عربية على تعزيز الحوار الاستراتيجي بين الجهات الدفاعية والقوات المسلحة للجانبين وتعزيز التبادل بين الأسلحة المختلفة والتواصل بين الأكاديميات المعنية، وتعميق التعاون في مجالات الأمن البحري وعمليات حفظ السلام الدولي والتقنيات المتخصصة وغيرها، وتوسيع نطاق المناورات والتدريبات المشتركة وتدريب الأفراد.

كما ستدرب 1500 شخص عربي في مجالي بناء الشؤون الشرطية الذكية وإنفاذ القانون للأمن السيبراني وغيرهما.

كما سيعمل الجانبان سويا على تنفيذ مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات، وإقامة آلية التواصل الصيني العربي في مجال المعلومات الإلكترونية لتعزيز التواصل والحوار في مجالي حوكمة البيانات والأمن السيبراني.

الأهمية العالمية للقمة

ووفق السفير دونغ يشكل عدد سكان الصين والدول العربية قرابة ربع إجمالي سكان العالم، حيث إن تعزيز التعاون بين الجانبين يتحلى بأهمية كبيرة بالنسبة للمنظومة الدولية.

وتابع: أكّد المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني على المهمة المحورية للصين المتمثلة في دفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل وبالتحديث الصيني النمط، كما تواجه الدول العربية المهمة التاريخية لتحقيق نهضة الأمة وتسريع التنمية الوطنية. حيث إنّ تماثل التجارب التاريخية وتقاسم الحلم بالتنمية وتبادل الثقة والدعم بين الجانبين الصيني والعربي يجعلهما يقفان في صف واحد.

وأكّد دونغ، أن الصين والدول العربية يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك ،بما يخلق مستقبلا أكثر إشراقا للعلاقات الصينية العربية ويعود بالفوائد على الشعبين ويضخ طاقة إيجابية كبيرة إلى القضية السامية للبشرية في السعي وراء السلام والعدل والتنمية والتقدم.

القضية الفلسطينية

وقال السفير دونغ، إنّ الرئيس الصيني شي جينبينغ أكّد خلال كلمته بالقمة، أنه لا يمكن أن يستمر الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلعات لإقامة دولة مستقلة لا تقبل رفضا. ويجب على المجتمع الدولي أن يرسخ الإيمان بـ"حل الدولتين "والتمسك بمبدأ" الأرض مقابل السلام "بحزم، ويعمل بكل ثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام، ويدفع الحل العادل والعاجل للقضية الفلسطينية.

كما أكّد، إعلان الرياض أن القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الشرق الأوسط مهما تغير الوضع الدولي والإقليمي، فإن الصين تدعم دائما بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومصالحه المشروعة وتقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وبين، أن الصين ستواصل بذل جهود دؤوبة لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ

المملكة