تشير تقديرات إلى إصابة 422 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي في عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980، وفق ما أكدت الأمم المتحدة، التي أشارت إلى أن معدل الانتشار العالمي للسكري (الموحد حسب السن) يتضاعف منذ عام 1980، إذ ارتفع من 4.7% إلى 8.5% لدى البالغين.

وتبرز هذه الزيادة في عوامل الخطر المرتبطة بقضايا مثل زيادة الوزن والسمنة، فيما اتسعت على مدى العقد الماضي، رقعة انتشار مرض السكري اتساعات كبيرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عنها في البلدان مرتفعة الدخل، وفق الأمم المتحدة.

وبحسب الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة وصلت نسبة المصابين بالسكري الكامن والسكري في الأردن إلى 45%، ونسبة المصابين بزيادة الوزن والسمنة بلغت 78%.

وفي يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 2007، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 61/225 الذي أعلنت فيه يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية.

ويشجع القرار كذلك الدول الأعضاء على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحية.

(الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة. المملكة)

الجمعية الأردنية للعناية بالسكري

وبمناسبة اليوم العالمي للسكري واستكمالاً لحملتي "تفادى ال100" في عام 2021 و"ما تضيّع الفرصة" في عام 2020، أطلقت الجمعية الأردنية للعناية بالسكري بالشراكة مع شركة ميرك "Merck" المختصة بتطبيقات العلوم والتكنولوجيا في مجالات الرعاية الصحية وعلوم الحياة والأدا،. حملة بعنوان "عالسكري مو بكّير، اعمل الفحص بدون تأخير" تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر للسكري ومرحلة ما قبل السكري، من خلال اختبار بسيط يعرف بفحص السكّري الصائم(Fasting blood sugar) ابتداءً من عمر 35 سنة وما فوق وذلك بحسب أحدث التوصيات للجمعية الأميركية للسكري (ADA) في يناير 2022 لاكتشاف السكري باكراً، في مراحله الأولى وتجنّب مضاعفاته.

ركّزت الحملة من خلال فيديو توعوي ورسائل تثقيفية على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرحلة ما قبل السكري والسكري والتي تستوجب من الفئات الأكثر عرضة للإصابة والمتمثلة بمن يبلغون من العمر 35 عاماً ومافوق بحسب أحدث التوصيات للجمعية الأميركية للسكري في يناير 2022 (ADA)ولديهم تاريخ عائلي طبي في السكري، من يعانون من السمنة المفرطة ويفوق مؤشر كتلة الجسمBMI لديهم25kg/m2 ، كذلك من لديهم ضغط دمّ مرتفع ونسب كوليسترول عالية واللواتي لديهن سكري الحمل إجراء فحص السكّري الصائم بأقرب فرصة لاكتشاف السكري في بداياته.

يعتبر السكري السبب الرئيسي للإصابة بالعمى كما ويساهم في 30% من السكتات الدماغية، 40% من النوبات القلبية، 50% من حالات الفشل الكلوي التي تتطلب غسيل كلى، بالإضافة إلى 70% من حالات بتر الساق والقدم. من هنا تأتي أهمية نشر الوعي حول مفهوم مرحلة ما قبل السكري وضرورة اكتشاف عوامل الخطر باكراً للحدّ من تطوّرها للسكري من النوع الثاني. كما ويساعد الالتزام بالاجراءات الوقائية كممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن، كذلك المتابعة الدورية مع الطبيب الذي قد يوصي ببدء العلاج إذا دعت الحاجة في تأخير أو تفادي تطور الحالة.

وتحدثت رئيسة الجمعية الأردنية للعناية بالسكري، نديمة شقم قائلة: " تزداد أعداد المصابين بالسكري في الأردن بشكل ملحوظ، من هنا ضرورة توحيد الجهود وبذل الطاقات لنشر الوعي حول هذا المرض المزمن ومضاعفاته الخطيرة بهدف السيطرة عليه والحدّ من تطوّره. بلغت نسبة المصابين بالسكري ومرحلة ما قبل السكري في الأردن 45% (السكري 19.6% ومرحلة ما قبل السكري 25.4%( بحسب أحدث دراسة صادرة عن المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة كما بلغت نسبة المصابين بزيادة الوزن والسمنة 78%. يعتبر كل من التشخيص المبكر من عمر 35 وما فوق بحسب أحدث التوصيات للجمعية الأميركية للسكري في يناير 2022 (ADA)، التعديلات البسيطة في نمط الحياة إضافة إلى استشارة الطبيب والتقيّد بالإرشادات لإبقاء الجلوكوز في الدم تحت السيطرة خطوات تساعد بشكل كبير في السيطرة على المرض".

وتعتبر الجمعية الأردنية للعناية بالسكري جمعية خيرية تطوعية تأسست عام 1991 لمكافحة مرض السكري ونشر الوعي حوله للسيطرة عليه وتجنب مضاعفاته. هي عضو في الاتحاد الدولي للسكري ( IDF )، في مجلس إدارة المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة، في اللجنة الاستراتيجية الوطنية للسكري والتوتر الشرياني. من أبرز أهدافها، توعية المواطنين وخاصة المرضى بالحقائق والاحصائيات المتعلقة بمرض السكري من حيث الاسباب وعوامل الخطر والمضاعفات وطرق الوقاية والمعالجة. كذلك التنسيق والتعاون مع الجمعيات والمؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية داخل أو خارج الأردن والتي يمكنها أن تساعد على تحقيق غاياتها، إضافة إلى القيام يالأبحاث والدراسات العلمية ودعمها والمشاركة بمؤتمرات محلية ودولية. تستند الجمعية الى العمل الجماعي وتعمل على توحيد التعاون في الحملات مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات التطوعية، لتنفيذ أهدافها وبرامجها بشكل صحيح، لمواجهة هذا المرض.

ويعد مرض السكري سببا رئيسا من أسباب الإصابة بالعمى وبالفشل الكلوي وبالنوبات القلبية وبالسكتات الدماغية وببتر الأطراف السفلية. ويمكن باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد مع الامتناع عن التدخين منع مرض السكري من النوع الـ 2 أو تأخير الإصابة به. وفضلا عن ذلك، فإنه من الممكن علاج مرض السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أي مضاعفات.

ويعد موضوع اليوم العالمي للسكري للمدة 2021 - 2023 هو الوصول إلى رعاية مرضى السكري.

بعد 100 عام من اكتشاف الأنسولين، لم يزل ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم عاجزين عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها. يحتاج مرضى السكري إلى رعاية ودعم مستمرين لإدارة الحالة الصحية وتجنب المضاعفات. وتتيح الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين فرصة فريدة لإحداث تغيير ذي مغزى لأكثر من 460 مليون شخص يعانون من مرض السكري والملايين غيرهم المعرضين لخطره.

ويستطيع المجتمع العالمي المعني بمرض السكري إذا وحد الجهود بما لديه من الأعداد والتأثير والتصميم إحداث تغيير ذي مغزى. ونحن في أشد الحاجة لمواجهة التحدي.

السكري "مرض مزمن"

داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم (5). ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولا سيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وفي عام 2014 كان 9% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر مصابين بداء السكري. وفي عام 2012 كان داء السكري سبباً مباشراً في 1.5 مليون حالة وفاة. ويحدث ما يزيد على 80% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

داء السكري من النمط 1

يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي تعاطي الأنسولين يومياً. ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

داء السكري من النمط 2

يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً بداء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين. وتمثل حالات داء السكري من النمط 2 90% من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم (5)، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.


المملكة