في الوقت الذي يغادر فيه الناس الكثير من المواقع السياحية القديمة في العالم بحلول وقت الغروب، تسمح خزنة البترا في الأردن، وهي الوجهة الرئيسية والمقصد السياحي الأكثر شهرة في البلاد، للزوار بالدخول والتجول ليلا.
وتجمع مئات السائحين خارج "الخزنة" الشهيرة، وهي عبارة عن واجهة شاهقة الارتفاع باللون الأحمر الوردي منحوتة في الصخر، حيث يُضاء المكان بنحو 1500 شمعة في مشهد بديع.
وتأخذ رحلة البترا الليلية الزائر في رحلة بالمنطقة الأثرية بدءا من الممر، المعروف باسم "السيق"، وصولاً إلى الخزنة، على بعد 1.2 كيلومتر تقريبا سيرا على الأقدام.
وقال سليمان الفراجات، رئيس مفوضية البترا بالإنابة، "الفكرة إنه زي ما بنعيش البترا في النهار وبنشوفها بالجو المضيء بنشوفها بالليل، وبنتخيل كيف كانت حياة الأنباط.. وبنعيشها بجو مختلف طبعا.. بيزيد هاي الخبرة بهجة عملية إضاءة السيق والطريق المؤدية للخزنة بالشموع وإضاءة المنطقة إلي أمام الخزنة بالشموع.. ثم طبعا يكون في موسيقى عربية وبيكون في شروحات وحديث عن حياة البدو وحياة الأنباط" مشيرا إلى المملكة العربية القديمة التي كانت المنطقة جزءا منها.
وتُعزف الموسيقى التقليدية للزوار أثناء استقبال مجموعة من المجتمع البدوي للضيوف في الموقع القديم.
وقال بيدرو فوستينو، وهو سائح من البرتغال، "كانت فرصة رائعة لأن أرى البترا بطريقة مختلفة؛ لأنها (هذه الطريقة) ليست شائعة جدا في أجزاء أخرى من العالم.. هذا النوع من النشاط الليلي.. لذلك، فإن مشاهدة الآثار محاطة بالشموع، تتيح أجواء مختلفة".
ورحلة البترا الليلية هي النشاط الليلي الوحيد المسموح به للسائحين في المنطقة السياحية. ويتم تنظيم هذا النشاط ثلاث مرات في الأسبوع أيام السبت والأربعاء والخميس.
ويبلغ سعر تذكرة الدخول إلى البتراء في الليل 17 دينارا أردنيا (24 دولارا أميركيا) وتباع بالسعر نفسه لكل من السكان المحليين والسياح.
ومع انتعاش السياحة في الأردن هذا العام، تلبي هذه الرحلات الليلية احتياجات الأعداد المتزايدة من السائحين المهتمين بالبترا.
ويقول الفراجات، إن أكثر من 750 ألف سائح دخلوا إلى البترا في عام 2018، بزيادة عن عدد الزوار في العام الماضي الذي بلغت 620 ألفا.
وتشتهر البترا بآثارها المنحوتة في الصخر التي خلفها الأنباط، وهي حضارة عربية نشأت قبل ميلاد المسيح، واستمرت حتى ضمتها الجيوش الرومانية إلى إمبراطوريتها الشاسعة.
وانتعش الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد، وسيطروا على تجارة القوافل التي كانت تسير لمسافات طويلة تجلب البخور والعطور من جنوب الجزيرة العربية إلى البحر الأبيض المتوسط.
رويترز