قال وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، الخميس، إن العمل جار على إنشاء محطة لتخزين الطاقة الكهربائية باستخدام مياه السدود قرب سد وادي الموجب باستطاعة 450 ميغاواط ولمدة 7 ساعات تخزين وبما يعادل 3150 ميغا واط ساعة في الدورة الواحدة.
وأكّد خلال افتتاح ورشة العمل الخاصة بدراسة الجدوى لمشروع تخزين الطاقة الكهربائية باستخدام مياه السدود في الأردن، أهمية المشروع الذي ينفذ بالتعاون بين قطاعي الطاقة والمياه- لجنة المياه والطاقة، في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة من خلال تحسين استغلال الطاقة المتجددة والتخفيف من تحدياتها التشغيلية بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الوقود المستورد لتوليد الكهرباء وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية بما يسهم في استدامة النظام البيئي.
وأوضح الخرابشة أن مصادر الطاقة المتجددة ساهمت بقرابة 29% من إجمالي الطاقة المولدة في الأردن مع نهاية شهر تموز 2022، وذلك من خلال ما يزيد على 2.5 غيغاواط من الاستطاعات المركبة تتمثل في معظمها من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل من خلال تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة للوصول إلى 50% من الطاقة المتجددة في عام 2030.
وعن الشراكة مع قطاع المياه قال، إيمانا بأهمية التكامل بين قطاعي المياه والطاقة، تم إنشاء لجنة المياه والطاقة في عام 2019 على مستوى الأمناء العامين من الجانبين بهدف البحث في الفرص المتاحة في القطاعين (تخزين الطاقة، وتحلية المياه، وإمكانيات إدارة الأحمال).
ووصف الخرابشة التعاون بين قطاعي الطاقة والمياه بأنه كان مثمراً في مشاريع مهمة (مشروع الناقل الوطني) الذي يعد من المشاريع الاستراتيجية الوطنية الكبرى لتزويد الأردنيين بقرابة 300 مليون متر مكعب من المياه على مدى العشرين عاما المقبلة.
وأكّد أهمية تعزيز هذا التعاون في إطار مشروع تخزين الطاقة الكهرومائية التي يتم ضخها في منطقة الموجب، والمتوقع أن يقدم فوائد مختلفة لقطاع الطاقة بما في ذلك تعزيز الاستقرار للشبكة والحد من التكاليف التشغيلية وزيادة فرص الطاقة المتجددة.
وأعرب الخرابشة عن شكره لحكومة ألمانيا والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) على دعمهم لمشروع الدراسة وأثنى على جهود الفريق الفني الذي أعد الدراسة.
سيخفض الكلف التشغيلية
وقال المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة، إن مشروع تخزين الطاقة بواسطة المياه سيكون الأول في المملكة ومن شأنه تعزيز أمن التزود بالطاقة والاعتماد على الذات وتحسين استغلال مصادر الطاقة المتجددة والمصادر المحلية من الطاقة وتقليل واردات الطاقة ودعم التحول الطاقي نحو النمو الأخضر المستدام في قطاع الكهرباء وتخفيض انبعاثات الكربون.
وعرض الرواشدة الأثر الفني للمشروع، وأوضح أن من شأن المشروع رفع مستوى استقرارية المنظومة الكهربائية ورفع المرونة التشغيلية للنظام الكهربائي، لافتاً إلى أن للمشروع فوائده الاقتصادية وأبرزها تخفيض كلف التشغيلية للنظام الكهربائي.
ووصف تكنولوجيا تخزين الطاقة بواسطة المياه بأنها تتمتع بموثوقية عالية وهي من أقدم التكنولوجيات المستخدمة في توليد وتخزين الطاقة، مشيراً إلى أن الخطط تستهدف تشغيل المشروع بحدود عام 2028.
بدوره قال مساعد الأمين العام للتخطيط الاستراتيجي في وزارة المياه والري محمد الدويري، إن مشروع تخزين الطاقة من المشاريع المهمة التي تجسد التعاون بين قطاعي الطاقة والمياه ومن شأنه دعم شبكة الكهرباء الوطنية ويحقق لها المزيد من الاستقرارية ويفسح المجال للتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة ويخدم قطاع المياه أيضاً.
من جانبه قال سفير ألمانيا لدى الأردن بيرنهارد كامبمان: بحلول عام 2030، يهدف الأردن إلى توليد 31% من طاقته من المصادر المتجددة، ولدعم هذا الهدف فإن لتخزين الطاقة دور أساسي ومحوري للحفاظ على تنوع مزيج الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفوري.
من أجل ذلك فإن مشروع تخزين الطاقة بالضخ الذي يربط قطاعي الطاقة والمياه يعد أحد الحلول - والذي بتعاون قطاعي المياه والطاقة – سيؤدي إلى نتائج ملموسة تسهم في الحد من ارتفاع استهلاك الطاقة والتكاليف المرتبطة بها.
وقال السفير كامبمان، إن المشروع هو أحد نتاج التعاون الإنمائي الألماني- الأردني المشترك، ويهدف إلى مواجهة تحديات المياه والطاقة بطريقة شاملة تضمن مشاريع مشتركة مستدامة ومستقبلية في كلا القطاعين.
ووفق الدراسة، فإن مشروع تخزين الطاقة الكهربائية باستخدام مياه السدود في الأردن سيعمل على تخفيض الكلف الاقتصادية التشغيلية للشبكة الكهربائية بقرابة 25 مليون دينار سنوياً، كما سيحقق المشروع عدداً من الفوائد الفنية للنظام الكهربائي مثل تقديم خدمات دعم تردد وفولتية الشبكة والتي تسهم في تحسين استقرارية الشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تحسين تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية التقليدية وزيادة استغلال الطاقة المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وناقش المشاركون في الورشة نتائج الدراسة والأثر الاقتصادي والفني للمشروع الذي ينفذ بالتعاون مع الجانب الألماني الذي دعم وأشرف على إعداد الدراسة.
المملكة