تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، بتنفيذ عدة مشاريع في الأردن تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجيتها في القطاع الزراعي، بحسب ما ذكر ممثل المنظمة نبيل عساف الأحد.
جاء ذلك خلال كلمة عساف خلال ورشة تدريب إدارة مياه الري، برعاية وزير الزراعة خالد حنيفات وتنظمها منظمة الأغذية والزراعة والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) تحت مشروع "كفاءه وإنتاجية المياه واستدامتها في مناطق الشرق الأدنى وشمال إفريقيا" الممول من الوكالة السويدية للتعاون الدولي.
ويأتي تنفيذ المشاريع "انطلاقا من أهمية القطاع الزراعي في ضمان الأمن الغذائي ونظرا لوجود تحديات تواجه عملية الإنتاج الزراعي مثل شح المياه وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية" وفق عساف.
والأردن ضمن الدول التي تعاني من الشح المائي المتفاقم وذلك بسبب مناخها الجاف وشبه الجاف وبسبب الزيادة السكانية وخصوصا مع هجرة السكان من الدول المجاورة بحسب عساف.
وبلغت حصة الفرد السنوية من المياه ما دون 100 متر مكعب وهو دون الحد الأدنى لمستوى الفقر المائي والذي يعادل 500 متر مكعب في العام الواحد.
ولهذا، "من الضروري جدا إدارة الموارد المائية الموجودة بحذر لضمان استمرارية الإنتاج في كل القطاعات وبالأخص القطاع الزراعي" على ما أفاد عساف الذي ذكّر: "شهدنا في الآونة الأخيرة مع ظهور جائحة كورونا كيف أن القطاع الزراعي الأردني كان له الدور الكبير والأساسي في الحفاظ على الأمن الغذائي الداخلي وخصوصا بعد توقف الاستيراد من الخارج وإغلاق الحدود".
ومن ضمن المشاريع التي تنفذها (فاو) في الأردن "مشروع بناء القدرة على التكيف مع التغير المناخي من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه في قطاع الزراعة والممول من صندوق المناخ الأخضر".
ويحتوي المشروع على 3 مكونات مترابطة في تصميم المشروع للتصدي لأبرز العقبات وتحسين أثر استثمارات المشروع: المكون الأول أنظمة المياه المقاومة للمناخ لتعزيز الأمن المائي، والمكون الثاني القدرة على التصدي لآثار تغير المناخ لتحسين سبل العيش والأمن الغذائي، والمكون الثالث تعزيز تدابير التكيف مع المناخ في السياسات ولدى جميع الجهات الفاعلة – المؤسسات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ويهدف المشروع إلى دعم المزارعين لاعتماد تقنيات وممارسات مبتكرة من شأنها زيادة قدرتهم على إنتاج محاصيل أفضل وأكثر إنتاجية، وبالتالي الحد من الفقر؛ وضمان توفر المياه وإدارتها بطريقة مستدامة وذلك بالحد من سحب المياه السطحية والجوفية وضمان جودة المياه المحيطة؛ وتقديم المساعدة في تمكين المرأة وتعزيز قدرتها على المساهمة في التغيير، ومن ثمّ الحد من عدم المساواة بين الجنسين.
بحسب فاو، "يساهم تحسين أنظمة إدارة المياه وبناء قدرة المجتمعات الزراعية على الصمود في زيادة قدرة الدولة على التكيف مع آثار تغير المناخ، بما يضمن التنمية المستدامة طويلة الأجل في القطاع الزراعي".
وسيحدث هذا المشروع "نقلة نوعية في طريقة حصاد الموارد المائية الشحيحة والتخطيط لها واستخدامها في الزراعة وللأغراض المنزلية؛ فهو مصمم لاتخاذ تدابير على المستوى الوطني والمجتمعي والأسري". ويهدف المشروع أيضا إلى "تمكين المرأة للمساهمة في بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع المناخ والتحول نحو الزراعة الذكية مناخيًا".
أما عن مشروع الزراعة المائية والزراعة الأحيومائية لدعم الاستخدام الفعال للمياه والممول من منظمة الأغذية والزراعة، فيهدف إلى "خلق بيئة مناسبة لإدخال أنظمة الاستزراع المائي الزراعي المتكامل إلى الأردن، وإنشاء قاعدة معرفية وإلى بناء القدرات لتعزيز ممارسات الاستزراع المائي الزراعي المتكامل في الأردن، لا سيما في الزراعة المائية والزراعة الأحيومائية".
ومن المشاريع التي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجيتها في القطاع الزراعي، "مشروع تطوير تطبيق هاتف محمول متخصص بالري والممول من الفاو ويهدف إلى تحسين إنتاجية الأراضي والمياه، ورفع كفاءة المزارع من خلال التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إدارة المياه والأراضي لتعزيز المعلومات المقدمة للمزارعين في الأردن" على ما أوضحت فاو.
ومشروع مراقبة إنتاجية المياه باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، فيهدف إلى مساعدة البلدان المشاركة لتطوير قدرتها على مراقبة وتحسين إنتاجية المياه والأراضي الزراعية، سواء البعلية أو المروية، وذلك استجابة للتحديات الناتجة عن قلة المياه والحاجة إلى استدامة الإنتاج الزراعي للمحافظة على الأمن الغذائي، في ظل التغير المناخي، وذلك من خلال بناء التطبيقيات التي تعتمد على معلومات الاستشعار عن بعد للمساعدة في عملية إدارة المياه وصنع القرارات المناسبة.
وكذلك يهدف مشروع كفاءة وإنتاجية المياه واستدامتها في مناطق الشرق الأدنى وشمال إفريقيا والممول من الوكالة السويدية للتعاون الدولي وتحت مبادرة الندرة المائية والذي ينفذ هذا التدريب بالتعاون مع اكساد، إلى "دعم التغيير الجذري ووضع الإطار المناسب لتنفيذ أجندة 2030 لتحسين كفاءة وإنتاجية المياه وتحديد الحدود الآمنة لتحقيق استدامة فعالة للمياه".
وينفذ هذا المشروع حاليًا في 8 بلدان في المنطقة بما في ذلك الأردن. ويعتزم المشروع وضع الإطار المناسب من خلال تنفيذ ثلاث مجموعات عمل رئيسية: (1) إنشاء نظام قوي للمحاسبة المائية؛ (2) تنفيذ سلسلة من التدخلات لزيادة كفاءة المياه وإنتاجيتها في نظم زراعية مختارة؛ (3) اعتماد إطار تحليلي للعلاقة بين الماء والغذاء والطاقة والمناخ والنظام الإيكولوجي.
ومن ضمن أهداف المشروع رفع إنتاجية المياه للأراضي الزراعية وتطوير الممارسات الزراعية. وللوصول إلى هذا الهدف تقوم فاو بالتعاون مع اكساد ووزارة الزراعة برفع قدرات الكوادر الإرشادية في مجال إدارة مياه الري باستخدام الطرق الحديثة وفي ظل قلة المياه والتي بدورها ستقوم بإرشاد المزارعين عن كيفية الاستفادة من مياه الري المتاحة بشكل فعال.
إضافة إلى ذلك، تقوم فاو بتنفيذ عدد من المدارس الحقلية لرفع مهارات المزارعين ونقل بعض الممارسات الزراعية الجيدة التي من شأنها تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية والتقليل من استخدام المدخلات الزراعية والتي تعود أيضا بالنفع المادي على المزارعين.
ومن خلال هذا التدريب والذي سيستمر 3 أيام إضافة إلى زيارة حقلية لتقييم كفاءة إدارة المياه على أرض الواقع، سيتم تدريب المرشدين الزراعيين على كيفية حساب وجدولة مياه الري باستخدام البرامج الحاسوبية AquaCrop وعن كيفية تقييم ورفع كفاءة شبكات وإدارة الري وأيضا عن مفهوم إنتاجية المياه وكيفية حسابها وطرق تحسينها باستخدام أمثلة تطبيقية من الأردن.
المملكة