أظهر الفلسطينيون والأميركيون الخميس مواقف متناقضة حيال خطة السلام المستقبلية التي يُرتقب أن تكشفها واشنطن في يونيو، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت للبحث في الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بحضور مستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام.
وأضاف "كل شيء يُشير حتى الآن إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بخطّة سلام، ولكن بشروط علينا أن نقبلها. ولا يمكن لأيّ أموال أن تجعل هذه الشروط مقبولة".
واعتبر المالكي أن خطة السلام الأميركية المستقبلية ليست ثمرة "جهود سلام"، مضيفاً "الفلسطينيون لا يملكون رفاهية عدم الانخراط في أي جهود للسلام، لكن جهود الإدارة الأميركية لا يمكن وصفها بجهود للسلام ولا ترقى إلى ذلك مع الأسف".
ويُعَد حضور المسؤولَيْن في غرفة واحدة أمراً نادراً، وذلك في وقت جمّدت السُلطة الفلسطينية منذ ديسمبر 2017 علاقتها مع الإدارة الأميركية عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وردّ غرينبلات بالقول إن الرؤية التي سيتم اقتراحها "ستكون واقعية وقابلة للتحقيق، لكنها ستتطلب تنازلات من كلا الطرفين"، مُشيراً إلى أن الفريق الذي أعدها أراد أن تكون له "نظرة جديدة" على أسباب النزاع، ومطالباً بمساعدة طرفَي النزاع على بحثها عندما يتمّ كشف النقاب عنها.
"نأمل حقا أن يلقي الإسرائيليون والفلسطينيون نظرة صادقة على رؤيتنا للسلام عندما نصدرها قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب".
ويعمل غرينبلات على خطة السلام مع كل من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، وديفيد فريدمان السفير الأميركي في إسرائيل.
وللاقتراح الأميركي بخصوص الشرق الأوسط شقان رئيسيان أولهما سياسي يتناول قضايا رئيسية مثل وضع القدس، والآخر اقتصادي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. ولم يشر كوشنر وغرينبلات إن كان الاقتراح يدعو إلى حل الدولتين الذي كان هدفاً لجهود السلام السابقة.
وهذا الاجتماع غير الرسمي في مجلس الأمن نظمته إندونيسيا والكويت العضوان غير الدائمين، وقد تخلله عرض مقاطع فيديو ومداخلات لخبراء ينتقدون إسرائيل والدعم الأميركي لها.
وإذ ندّد غرينبلات بعدم دعوة إسرائيل إلى التعبير عن رأيها، خَصص معظم خطابه للتنديد بما تشهده الأمم المتحدة من "انحياز" ضد إسرائيل.
وقال "فلنكف عن الادعاء بأن المستوطنات هي التي تعوق التوصل إلى حل سياسي"، معتبراً أن "حركتَي حماس والجهاد الإسلامي" هما "المشكلة".
غير أنّ المالكي ردّ عليه بالقول إنّه عند توقيع اتفاقات أوسلو للسلام "كان هناك 100 ألف مستوطن إسرائيلي"، واليوم بعد 25 عاماً "هناك أكثر من 600 ألف مستوطن في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقيّة".
وأضاف الوزير الفلسطيني إنّ إسرائيل "لم تعُد تسعى حتى إلى إخفاء الطبيعة الاستيطانية لأنشطة الاحتلال ولا نيتها في ضم الأراضي الفلسطينية".
ويرفض الفلسطينيون الجهود الأميركية منذ القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب عام 2017 بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال المالكي إن هناك من يرى أن الأميركيين ربما يقدمون ما يفاجئ الجانب الفلسطيني لكنه رد بالقول إن الفلسطينيين كانوا سيشعرون بتفاؤل أكبر ما لم يتجاهل الأميركيون المطالب الفلسطينية، وما لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية وما لم يعملوا على إسكات أي حديث عن أساسيات السلام.
المملكة + رويترز + أ ف ب