قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إن الوقت قد حان لدعم "السيادة الإسرائيلية" على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!".
رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه "أبلغ الرئيس الأميركي ترامب أنه صنع تاريخا بعد إعلان ترامب أن الوقت حان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان"، وذلك وفقا لبيان لرئيس الوزراء.
وفي الأمم المتحدة، احجم المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو جوتيريش عن التعليق على قرار ترامب.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن ترامب بحث خطوة الجولان خلال الأيام القليلة الماضية مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ومستشاره وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، والسفير الأميركي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان.
وقال المسؤول الذي طلب دعم نشر اسمه "الجميع أيدوا الفكرة".
ولم يوضح البيت الأبيض متى ستصدر وثائق رسمية تؤكد ما أعلنه ترامب على تويتر.
في الوقت نفسه ندد مسؤولون فلسطينيون بإعلان ترامب. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على تويتر "أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة اسرائيل. ما الذى سيأتى به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم فى منطقتنا".
وقال عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف لرويترز "الولايات المتحدة تستهتر بقرارات الشرعية الدولية. الجولان أرض سورية محتلة مثلها مثل الأراضي الفلسطينية والقرار الأميركي لن يغير شيئا من الواقع ولن تنجح الإدارة الأميركية في تغيير واقع أن الجولان أرض سورية محتلة مهما أخذت من قرارات".
وقال ريتشارد هاس المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأميركية الذي يرأس حاليا مجلس العلاقات الخارجية، وهو منظمة بحثية لا تهدف للربح، إنه يختلف تماما مع قرار ترامب بشأن الجولان.
وقال في تغريدة على تويتر إن الإجراء انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 "الذي يرفض السيطرة على الأرض بالحرب، ويخدم إسرائيل بالقول إن لكل الدول الحق في العيش بسلام".
ودعا القرار، الذي أقره المجلس عقب حرب 1967، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وضمان حق دول المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها.
وانتقدت جماعة الضغط "جيه ستريت" الليبرالية اليهودية-الأميركية تحرك ترامب، وقالت إن هذا الاعتراف الأميركي السابق لأوانه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان خطوة استفزازية لا حاجة لها وتنتهك القانون الدولي.
وقال جيريمي بن-آمي رئيس الجماعة "من الواضح أن هذه الخطوة التي اتخذها ترامب لا ترتبط بالمصالح طويلة الأمد للولايات المتحدة أو إسرائيل لكنها ترتبط أكثر بتقديم هدية سياسية أخرى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أمل دعم فرصه في إعادة انتخابه الشهر المقبل".
وقد يُعقد إعلان ترامب خطط إدارته لطرح خطته للسلام في الشرق الأوسط.
ولا يعترف دولياً بسيادة إسرائيل على الجولان، إذ صوتت 151 دولة في نوفمبر الماضي على قرار سنوي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين احتلال إسرائيل لهضبة الجولان.
لكن صوّتت الولايات المتحدة للمرة الأولى في نوفمبر 2018 ضد قرار سنوي غير ملزم تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، في موقف يناقض ما درجت عليه الإدارات الأميركية السابقة من الامتناع عن التصويت.
المملكة+ رويترز+ ا ف ب