اتفق جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، خلال قمة ثلاثية عقدت في القاهرة الأحد، على المضي قدما لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاث بما يخدم مصالحهم المشتركة.
وأكدت القمة، التي بدأت باجتماع ثلاثي، تبعه آخر موسع بحضور كبار المسؤولين في الأردن ومصر والعراق، أهمية الاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصل البلدان الثلاث الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وفق الديوان الملكي الهاشمي.
وفي هذا الإطار، أكد الملك، الذي عاد إلى البلاد بعد اختتام أعمال القمة، أن اللقاء يمثل "فرصة مهمة لترجمة العلاقات المميزة التي تجمع البلدان الثلاث إلى تعاون مثمر، في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى التنسيق فيما بينها حول مختلف القضايا".
كما أكدت القمة عزم الدول الثلاث على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية.
وشددت القمة على دعم حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والتطلع لأن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
وتم الاتفاق على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة.
وحضر القمة عن الجانب الأردني، رئيس الوزراء، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك، ومدير مكتب الملك، ومدير المخابرات العامة، ومستشار الملك للشؤون الاقتصادية، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني في القاهرة.
وحضرها عن الجانب المصري وزير الخارجية، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، ووزير التجارة والصناعة، ورئيس المخابرات العامة، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، والسفير المصري في عمان، والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
كما حضرها عن الجانب العراقي نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، ووزراء الخارجية والتخطيط والإعمار والإسكان والتجارة، ورئيس جهاز المخابرات، ومدير مكتب رئيس الوزراء والسفير العراقي في القاهرة.
وأقام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مأدبة غداء رسمية تكريما للملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بحضور كبار المسؤولين من وفود البلدان الثلاث.
والتقى الملك قبل انعقاد القمة الثلاثية بالرئيس المصري حيث بحثا العلاقات بين البلدين وتطورات المنطقة.
وصدر عن القمة الثلاثية بيان ختامي مشترك فيما يلي نصه:
"البيان الختامي المشترك
للقمة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية
القاهرة، 24 مارس 2019
عقدت في القاهرة في 24 مارس/ 2019 قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية ضمت فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الرئيس عادل عبدالمهدي رئيس وزراء جمهورية العراق لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث.
ثمن القادة العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم، مؤكدين على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق في مختلف المجالات، في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومي العربي.
استعرض القادة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وأعربوا عن التطلع لأن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
كما أكد القادة على أهمية مكافحة الإرهاب بصورة كافة ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وأكد القادة على أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التي تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل في شؤونها الداخلية.
ناقش القادة عددا من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم.
اتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة.
كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاث، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.
المملكة