اتُّخذت تدابير وقائيّة جديدة الثلاثاء، في الصين على مسافة غير بعيدة من شنغهاي، العاصمة الاقتصاديّة للبلاد، في مؤشّر إلى قلق السلطات حيال انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي أدّى إلى وفاة أولى في هونغ كونغ.
وارتفعت حصيلة الوفيات المؤكّدة في الصين جرّاء الفيروس إلى 490 بعدما أعلنت سلطات مقاطعة هوبي أنّها أحصت الأربعاء، 65 حالة وفاة جديدة.
وأظهرت أرقام اللجنة الصحّية في تقريرها اليومي، ارتفاع عدد الإصابات المؤكّدة في الصين إلى 24324.
وللحدّ من الأخطار، أعلنت هونغ كونغ الاثنين، إغلاق كلّ نقاط العبور البرّية باستثناء جسرين، مع الصين القارّية.
وتسبّب الوباء بوفاة شخص آخر خارج الصين، هو صينيّ وصل إلى الفلبين من ووهان.
من جهتها، اعتبرت منظّمة الصحّة العالميّة الثلاثاء، أنّ فيروس كورونا المستجدّ لا يشكّل "وباءً عالميًّا"، رغم أنّ تدابير مشدّدة لا تزال تتّخذ على الصعيد الدولي.
فقد منعت اليابان أكثر من 2500 سائح يستقلّون سفينة سياحيّة، ونحو 1000 من أفراد طاقمها من الرسو في موانئها، بعدما تبيّن وجود 10 إصابات بالفيروس على متن السفينة.
وتحدّثت سنغافورة وماليزيا وتايلاند الثلاثاء، عن إصابة أشخاص بالفيروس لم يُقيموا أصلاً في الصين، فيما سجّلت إصابة في بروكسل بين ركّاب طائرة تمّ إجلاؤهم قبل يومين من ووهان.
الحد من التنقل
واصلت الصين اتّخاذ إجراءات مشدّدة، في محاولة لاحتواء تفشّي الفيروس.
فبعد فرض حجر صحّي على قسم كبير من مقاطعة هوبي، اتُخذت إجراءات جديدة للحد من التنقّل في 3 مدن في مقاطعة زيجيانغ الشرقية على بعد مئات الكيلومترات من ووهان.
وفي مقدّمة هذه المدن، هانغزو التي تبعد نحو 150 كلم من شنغهاي، إضافة إلى تايزو ووينزو.
وبلغ عدد المصابين في مقاطعة زيجيانغ 829 شخصًا، وهو ثاني أكبر عدد بعد هوبي.
وللمرّة الأولى، أقرّت الحكومة الصينيّة بداية الأسبوع بالتقصير في التعامل مع الأزمة الصحية.
وطلبت اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، تحسين سبل الردّ على الحالات الطارئة، في ضوء "ثغرات وصعوبات في طريقة التعامل مع الوباء".
كذلك، أقرّت الحكومة الصينيّة بحاجتها "الملحّة" إلى أقنعة واقية ونظارات حماية.
وأقيل نائب رئيس الصليب الأحمر الصيني في هوبي (شرق) لسوء إدارته الهبات من أموال ومعدات طبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما ذكرت السلطات الثلاثاء.
وتتعرض المنظمة منذ أيام لانتقادات رواد الإنترنت والإعلام. وتساءل كثيرون عن سبب نقص الأقنعة لدى الأطباء المحليين رغم الهبات من كل أرجاء العالم.
واستقبلت ووهان دفعات أولى من المرضى في مستشفى جديد شيّد في 10 أيّام ويضمّ 1000 سرير. ويتوقّع أن يبدأ مستشفى آخر مماثل العمل في الأيّام المقبلة.
وقرّرت ماكاو من جهتها إغلاق جميع صالات الكازينو التي تشكل رئة اقتصادية في هذه المنطقة الصينية ذات الحكم الذاتي، على أن يسري هذا الإجراء أسبوعين.
وبات الاقتصاد الصيني مهدّدًا بعدما اضطرت شركات عدّة إلى وقف أنشطتها على وقع تباطؤ الحركة السياحية، وتأثر إنتاج الشركات العالمية.
ودعت مدن عدة، بينها شنغهاي، الشركات إلى مواصلة إغلاق أبوابها لأسبوع إضافي فيما أرجأت مدارس وجامعات استئناف الدراسة.
والمفارقة أن بورصات الصين القارية سجلت ارتفاعا الثلاثاء بعد تراجع كبير الاثنين. وعزا محللون ذلك إلى ارتياح محدود حيال التدابير التي اتخذها المصرف المركزي الصيني.
من جانبها، تناقش منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحليفتها روسيا الشهر المقبل إمكان خفض الإنتاج النفطي خلال اجتماع مرتقب في فيينا على خلفية فيروس كورونا، بحسب ما قالت وزارة النفط العراقية الثلاثاء.
وتعقد أوبك وروسيا "اجتماعاً تقنياً مختلطاً" الثلاثاء والأربعاء في فيينا لبحث تراجع الأسعار.
أ ف ب