قال عاملون في قطاع الألبسة إن الحركة الشرائية تراجعت خلال عيد الأضحى، بالرغم من تخفيضات مستمرة في الأسعار.
وأضافوا لـ "المملكة" أنهم توقعوا عكس ذلك، خاصة السبت، أو "يوم الوقفة"، الذي سبق أول أيام العيد، لكن الإقبال كان محدودا.
معظم مستوردات الأردن من الألبسة تأتي من تركيا والصين، إضافة إلى دول عربية وأوروبية وآسيوية، بينما يضم قطاع الألبسة والأحذية، الذي يشغّل 53 ألف عامل أردني، 11 ألفا و 800 تاجر، وفق نقابة تجارة الألبسة والأقمشة.
"المبيعات خلال العيد محدودة. في السنوات الماضية لم أكن أجد وقتا للوقوف أمام محلي، أما الآن فأمضي وقتا طويلا في الوقوف امام محلي، انتظارا لزبائن،" يقول إسلام الذي يملك محلا لبيع الألبسة في ضاحية الياسمين، في العاصمة عمّان.
"يدخل زبائن للمحل، يشاهدون البضاعة ويخرج معظمهم دون شراء شيء ... كما تشاهد، وأنا أقف معك الآن" يضيف إسلام لـ "المملكة".
وحول أسعار بضاعته، يقول التاجر إنها ثابتة؛ لأن الملابس مستوردة من تركيا. مبينا أنه خفض من هامش ربحه؛ ليتمكن من الاستمرار والعمل في السوق.
"خفضت من هامش ربحي لأتمكن من الاستمرار في العمل، لكن يبدو ان شراء الملابس ليس من أولويات الناس، خاصة أن عيد الأضحى يتزامن مع موسمي المدارس والحج " بحسب إسلام.
ويتفق محمد عواد، الذي يعمل في محل ألبسة، مع إسلام.
"المحل الذي أعمل فيه أعلن عن تخفيضات قبل العيد وخلاله، لكن حركة الشراء محدودة،" يقول عواد لـ "المملكة".
"إقبال الزبائن شبه معدوم ... أحاول قتل الوقت في انتظار أي زبون" يضيف عواد.
حركة تجارية "خجولة"
ممثل قطاع الألبسة والأقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن، أسعد القواسمي، قال لـ "المملكة" إن أسعار الألبسة انخفضت بنسبة 10%-15% في عيد الأضحى الحالي مقارنة بأضحى العام الماضي.
وأرجع القواسمي تراجع الأسعار للمنافسة بين التجار، وضعف القدرة الشرائية للمستهلكين.
وأشار إلى أن تراجع الشراء سببه استعداد الأهالي للموسم الدراسي الجديد، وما يتبعه من مصاريف، إضافة لمرور نحو 15 يوما على استلام الرواتب.
وقال القواسمي، إن الحركة التجارية "خجولة".
يقول مهند محمد الذي يعمل في بنك محلي ولديه طفلان: " قمت بإعادة ترتيب أولويات الإنفاق هذا العيد، ولم اشترِ ملابس للعيد ... يهمني أن اشتري لأطفالي، بالنسبة لي لم اشترِ؛ لأن الالتزامات عديدة والمدارس الشهر المقبل".
محمد علي شاب يعمل في شركة خاصة في عمّان، يؤكد أنه لم يعتد على شراء الملابس في عيد الأضحى مشيرا إلى أن الحركة التجارية في منطقته تقتصر على سير المركبات وليس الشراء.
فيما يرى محمود الذي يملك محل حلاقة في عمّان : "عيد الأضحى لشراء اللحوم وليس الملابس ... الأوضاع كما تعرف صعبة، والناس تختصر المصاريف قدر الإمكان ... أمامنا موسم مدارس وجامعات".
أما باسم، الذي يعمل موظفا في إحدى غرف الصناعة، فيقول : "قمت بشراء ملابس (بنطلونات) فقط لأولادي من دون شراء (بلوزات) ... لم اشتر ملابس لي أو لزوجتي، واكتفينا بالأولاد حتى يفرحوا بالعيد".
ويضيف باسم: "الالتزامات كثيرة، وموسم المدارس منعنا من شراء شيء آخر".
تحديات
وبحسب نقابة الألبسة والأقمشة والأحذية تراجع نشاط قطاع الألبسة والأحذية خلال الربع الأول من عام 2019 بنسبة 27% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، فيما تراجع حجم مبيعات القطاع في السوق المحلية خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 35%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي 2018.
وبينت النقابة أن "هذا التراجع يعطي مؤشرات صعبة وخطيرة ومقلقة للكثير من تجار قطاع الألبسة والأحذية والعاملين والمستثمرين، في ظل عدم حل العديد من التحديات والمعوقات القائمة آخرها بدء العمل بتطبيق نظام الفوترة".
وأكدت "قطاع الألبسة والأحذية ما زال يواجه الكثير من التحديات بمقدمتها ارتفاع نسبة الضرائب والرسوم الجمركية التي يدفعها التي تصل لما يقارب 50%، وهي الأعلى في المنطقة، وسط انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة للبيع بواسطة الطرود البريدية والتنزيلات، وغياب السياحة التسويقية".
وأشارت النقابة إلى أن مستوردات الأردن من الألبسة والأحذية خلال النصف الأول من العام الحالي انخفضت إلى 63 مليون دينار مقارنة مع 81 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الماضي، بنسبة تراجع وصلت لما يقارب 23%".
المملكة