توصلت المعارضة السورية في جنوب البلاد إلى اتفاق جزئي اليوم الجمعة مع الجانب الروسي الحليف للقوات الحكومية بوساطة أردنية، بهدف وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم لجنة التفاوض لفصائل الجبهة الجنوبية المعارضة في سوريا ابراهيم الجباوي لموقع المملكة الالكتروني إنه " بدأ تنفيذ الاتفاق الجزئي الذي يشمل تسليم جزء من الأسلحة الثقيلة إلى روسيا، مقابل انسحاب قوات الحكومة السورية والقوات التابعة لها من أربع بلدات (الجيزة، السروة، كحيل، المسيفرة)".

وسلمت المعارضة الطريق الحربي الممتدة بمحاذاة الريف الحدودي مع الأردن للشرطة العسكرية الروسية، كما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وفق الجباوي.

وشرحت وكالة رويترز أن الاتفاق يعيد سيادة الحكومة السورية على المعبر الحدودي مع الأردن، كما قالت "يمنح الاتفاق المنشقين عن الجيش والمتهربين من التجنيد إعفاء لمدة ستة شهور".

يقول الجباوي "إنه رغم الاتفاق، لكن القوات الحكومية ما زالت غير ملتزمة تماماً بوقف إطلاق النار".

وتتضمن البنود التي تم الاتفاق عليها حتى الآن وفق مدير المكتب الاعلامي في "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" التابعة للفصائل المعارضة حسين أبازيد "تم الاتفاق على وقف اطلاق النار في محافظة درعا". "تسليم السلاح الثقيل تدريجياً على مراحل، مقابل انسحاب النظام من بلدات المسيفرة والجيزة وكحيل والسهوة".

كما ينص على أن تنتشر قوات النظام على طريق محاذية للحدود الأردنية، وصولاً الى معبر نصيب الذي "سيكون بإدارة مدنية سورية بإشراف روسي" وفق أبازيد.

وبحسب أبازيد، يتضمن الاتفاق المبدئي تأمين اجلاء ستة آلاف شخص على الأقل من مقاتلين ومدنيين الى شمال البلاد.

وقالت رويترز إن "مقاتلي المعارضة في محافظة درعا غير المستعدين للمصالحة مع دمشق، سيغادرون إلى الشمال بموجب الاتفاق"، كما نقلت عن شهود عيان قولهم إن "مئات من القوات في قافلة عسكرية كبيرة ترفع العلمين الروسي والسوري تتجه إلى معبر نصيب الحدودي".

وكانت اليوم الجمعة قد بدأت جولة جديدة من المفاوضات بين فصائل المعارضة في الجنوب السوري وروسيا حليفة حكومة دمشق، لبحث مسألة وقف إطلاق النار في المنطقة بوساطة أردنية لجمع الطرفين على طاولة المفاوضات، وفق ما أفاد الناطق باسم الفصائل المعارضة إبراهيم الجباوي.

وقال الجباوي حينها "إن المفاوضات ستكون حاسمة بين الطرفين وتشمل بحث تسليم الأسلحة الثقيلة من قوى المعارضة إلى الجانب الروسي، مقابل انسحاب القوات الحكومية والجماعات الإيرانية التابعة لها".

كما "تم التباحث في أمن النازحين وآلية عودتهم إلى ديارهم، وآلية إدارة المناطق في الجنوب"، وفق الجباوي.

وذكرت وكالة رويترز أن القوات السورية تقترب من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، كما نقلت عن شهود عيان "أنهم رأوا مدرعات ودبابة ترفع العلم الروسي متجهة صوب المعبر اليوم الجمعة".

لكن الجباوي قال "ليس هناك قوات روسية على الأرض إنما طيران روسي، باستثناء شرطة عسكرية لا يعتقد أنها ستقترب من الحدود حفاظاً على سلامتها"، لافتاً إلى أن القوات الحكومية لم تصل بعد إلى المعبر الحدودي.

وقال الجباوي إن "دور الأردن تمثل في إقناع الطرفين إلى العودة للمفاوضات".

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الفصائل السورية المعارضة عادت للمفاوضات مع روسيا بعد "قصف كثيف على مواقعها ما دفعها الى الموافقة على استئناف المحادثات"

وبحسب الوكالة "تجري موسكو مفاوضات مع هذه الفصائل المسلحة لضمان استسلامها في جنوب سوريا، المنطقة التي تعتبر استراتيجية نظرا لمحاذاتها لكل من الاردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل".

وتوقف القصف على محافظة درعا بالتزامن مع انطلاق جولة المفاوضات، وفق ما أفاد المرصد السوري.

أف ب + رويترز