رعى وزير الزراعة خالد الحنيفات، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، الاثنين، افتتاح أعمال المنتدى العالمي للأرض بنسخته التاسعة، الذي تستضيفه المملكة اليوم وحتى 26 أيار/مايو الحالي في البحر الميت.
ويستقطب المنتدى أكثر من 400 مختص من 78 دولة، بهدف تبادل الخبرات والتجارب في إطار حوكمة الأرض وإدارتها، ومناقشة أهم القضايا والتحديات التي تواجه العالم من تغيرات مناخية وصراعات وأثرها على البيئة والأرض.
وأعلن الحنيفات في كلمة له، عن إطلاق استراتيجية وطنية لإشراك أصحاب المصلحة في حوكمة وإدارة الأراضي لتشكيل تحالف وطني للأرض يترجم الاستراتيجية في السنوات المقبلة على أرض الواقع.
وأشاد بجهود التحالف الدولي للأرض في سبيل إقرار اعتراف واسع بأن حقوق الأراضي محورية في أعمال التنمية، واستعداد الحكومات لوضع أهداف عالمية بشأن حوكمة الأراضي ضمن أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى الجهود التي بذلها التحالف لتحسين معايير الممارسات الجيدة في حوكمة الأراضي، وتركيز البوصلة نحو إيجاد حلول مناخية في المناطق التي تعد الأكثر تأثراً بالتغير المناخي كالشرق الأوسط، والبحث عن مزيد من الفرص لتمكين المرأة والشباب في المناطق الريفية.
وأضاف أن هذا المنتدى يعد الأول في إطار استراتيجية التحالف العالمي للأرض لعام 2030، في ظل التحديات العالمية وظواهر الاحتباس الحراري وانعكاساتها، بعنوان "المسارات إلى الحلول المناخية" لوضع حلول للأزمات المناخية والبيئية والتغلب على اللامساواة الشديدة، وبناء أنظمة غذائية مستدامة، وحماية الديمقراطية والحياة المدنية.
وقال، إن جلالة الملك أكد في خطاب العرش السامي أولويات تحقيق الأمن الغذائي الوطني ووضع خطط قابلة للنهوض بالاقتصاد الوطني، في مختلف القطاعات ومنها القطاع الزراعي.
وأشار الحنيفات إلى أن جائحة فيروس كورونا وغيرها من الأزمات والكوارث الناجمة عن التغير المناخي أظهرت الحاجة الماسة لإعداد استراتيجية شاملة لقطاع الأرض من أجل إدارة الأراضي ومواردها وحوكمتها واستدامتها والمحافظة عليها، مشيرا إلى أن اللجنة التنظيمية الوطنية للمنتدى العالمي للأرض عملت على إعداد الاستراتيجية الوطنية لقطاع الأرض في الأردن والتي تبنتها وزارة الزراعة، في سبيل حوكمة الأرض وصياغة السياسات والأطر القانونية المتعلقة بالأراضي مما يعكس اهتمام المملكة الأردنية الهاشمية على جميع المستويات بما ينبثق عن هذا المنتدى العالمي.
وأكد أن الأردن يفخر اليوم بأنه ثغر الإنسانية والاعتدال، وأنه برغم الأزمات الممتدة والصراعات إلا أنه يقوم بواجبه الإنساني نحو كل ملهوف وصاحب حق في الإقليم والعالم وماض على مسار الاعتدال في التعامل مع الجميع ويعمل ضمن إطار واضح في التعامل مع التغيرات المناخية وآثارها على العالم والإقليم والتي تبدو واضحة إثر انخفاض الهطول المطري وزيادة الرقعة الصفراء لذا أصبح توجه الدولة الأردنية نحو التكيف مع التغيرات المناخية عبر برامج الحصاد المائي وتقنيات توفير المياه العذبة واستغلالها بشكل أمثل في التوسع في الإنتاج والمياه المعالجة في توسيع الرقعة الخضراء الحرجية.
وبين الحنيفات أن الأردن يفخر أيضا في الشراكات الكبيرة والمهمة مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية ويصطف إلى جانب العالم في التعامل مع الأزمات مثل اللجوء والتغير المناخي وانقطاع الامداد إثر الصراعات من خلال التعاون والتشاركية الإيجابية في خدمة الإنسانية.
وأشار إلى الخطة الوطنية للزراعة المستدامة والتي تدعم الجهود العالمية في تحقيق الأمن الغذائي العالمي والتي جاءت من خلال إدراك جلالة الملك عبدالله الثاني مبكرا لأزمة الغذاء وحاجة العالم لتحويل الأزمة إلى فرص.
وبين الحنيفات أن المنتدى يشكل اليوم منبرا خصبا للحوار والتواصل حول الأزمات العالمية وتوحيد الرسائل وتبادل الخبرات خدمة للإنسانية.
ويهدف المنتدى الذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط ويتم تنظيمه مرة كل 3 سنوات من قبل التحالف الدولي للأرض (أكبر تحالف يعمل على حقوق الأرض في العالم).
ويستضيف الأردن النسخة التاسعة منه، ممثلا بوزارة الزراعة ومؤسسة "بذور"، وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، إلى فتح باب النقاش العالمي حول قضايا الأرض وحوكمتها والسيادة عليها وقضايا البيئة والمناخ، وإطلاق "استراتيجية إشراك أصحاب المصلحة في حوكمة وإدارة الأراضي في الأردن" التي جاءت ضمن تحضيرات المنتدى وعملت اللجنة التحضيرية الوطنية للمنتدى عليها تحت مظلة وزارة الزراعة وبالشراكة مع الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لبناء أول استراتيجية لحوكمة الأرض في الأردن.
وسيناقش المنتدى في يومه الأول 7 مواضيع ذات صلة بالأردن والمنطقة، حيث حدّدت اللجنة الوطنية التي تشكلت من 22 جهة حكومية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات دولية، وهي: اللامركزية، التغير المناخي، الشباب في المناطق الريفية، بناء الشراكات، حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، بناء السلام، وأراضي المراعي.
وسيشكل المنتدى فرصة للحوار بين أطراف مختلفة وبلدان المنطقة حول قضايا رئيسية في الأيام العالمية من يوم غد الثلاثاء وحتى الخميس المقبل، مثل: التغير المناخي، الغذاء، الدفاع عن الأرض والبيئة، وحقوق الإنسان بما يخص قضايا المياه والأرض والبيئة والهواء والحيوان والنبات.
ويعد المنتدى فرصة للالتقاء حيث يعقد وزراء الزراعة من 7 دول اجتماعات مع نظرائهم للنظر في دور حوكمة الأرض في معالجة الأزمة المناخية والتحضير لمؤتمر COP27 وذلك بعقد جلسة مغلقة يشترك في تنظيمها وزارة الزراعة في الأردن والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
وشدّدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن، ماريا هادجيثيودوسيو، على أهمّية المواضيع التي سيتناولها المنتدى كونها تطرح في التوقيت المناسب وتعد ذات أهمّية على الصعيد العالمي، بما في ذلك اللامركزية لحماية الأراضي الريفية، ومعالجة التحدّيات المتعلّقة بتغيّر المناخ من خلال العلاقة بين الطاقة والمياه والغذاء، ودعم الشباب في المناطق الريفية، وتطوير الشراكات الإقليمية والوطنية حيث قالت "هذه المسائل تخصنا جميعًا، وهي أيضًا تخص الأردن باعتباره بلدًا يواجه نقصًا حادًّا في الموارد الطبيعية، وخصوصاً نقص المياه".
وأضافت "يعمل الأردن جاهداً للتغلّب على هذه التحديات من خلال بناء الشراكات لتحويل هذه التحديات إلى فرص استثماريةً، مشركاً جميع شرائح المجتمع على قدم المساواة، وكذلك فإن الأردن استضاف ورحب بآلاف اللاجئين على مدار تاريخه، مما لا يزال يدرج ضغوطًا إضافية على هذه الموارد المحدودة".
وقال مدير التحالف الدولي للأرض مايك تايلور "نحن في حالة طوارئ مناخية، وبينما ينصب الاهتمام العالمي بمجمله على أزمة المناخ، فإن تأمين حقوق أولئك الذين يعيشون على الأرض ويعتاشون منها لا يزال لا يحظى بالاهتمام اللازم الذي يستحقه كحل قابل للتطبيق، وعلى الرغم من أننا نثني على الاعتراف الإيجابي في مؤتمر COP26 بالدور الذي لعبته الشعوب الأصلية والسكان المحليون، فقد فشل قادة العالم حتى الآن في معالجة معضلة حيازة الأراضي ككل بشكل مناسب، ولم يذكروا دور المزارعين أصحاب حيازات الأراضي الصغيرة".
وسيكون صوت الشباب حاضرا في المنتدى العالمي للأرض، حيث عقد قبله، ولأول مرة، "منتدى الشباب العالمي للأرض" في محمية عجلون، حيث جمع 100 شاب وشابة من الأردن ومن 32 دولة (18-35 سنة).
وناقش المنتدى قضايا مختلفة على مدرا يومين وخرج بـ "إعلان الشباب" الذي يعكس رؤيتهم ومطالبهم، وسيتم تقديمه في اليوم الأول من المنتدى العالمي.
وسبق أعمال المنتدى العالمي للأرض زراعة غابة بـ200 شجرة من أشجار الأكاسيا والكينا والخروب والسدر، على أرض حرجية في منطقة السلط، حيث تعد هذه الفعالية مرحلة أولى من تشجير مساحة تمتد إلى 100 دونم.
المملكة + بترا