اتهم التحالف الذي تقوده السعوديّة في اليمن ليل السبت الأحد، الحوثيين بشنّ "هجمات عدائية" استهدفت منشآت لشركة أرامكو من بينها محطة للغاز ومرافق بنية تحتية أخرى في جنوب المملكة أكبر مصدّر للنفط بالعالم.
ووقع الهجوم قبل ساعات من إعلان الشركة العملاقة عن أرباحها عام 2021، وفي وقت تمر أسواق النفط العالمية بحالة من التخبط على وقع الهجوم الروسي لأوكرانيا واحتمال تأثر إمدادات الطاقة بسبب الحرب الدائرة منذ نحو شهر.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن التحالف قوله إنّ "هجوما عدائيا استهدف محطة تحلية المياه بالشقيق ومنشأة أرامكو بجازان"، ولم تشر الوكالة لحدوث أضرار أو لتأثر الإنتاج بالمنشأة من عدمه.
وأوضح التحالف أنه تم "اعتراض وتدمير 9 طائرات مسّيرة أطلقت باتجاه جازان وخميس مشيط والطائف وينبع وظهران الجنوب.
ثم أعلن لاحقا عن "هجوم عدائي استهدف محطة كهرباء ظهران الجنوب"، قرب جازان.
قبل أن يعلن عن محاولة عدائية استهدفت محطة للغاز في خميس مشيط في عسير في جنوب السعودية أيضا.
ونشرت الوكالة صورا ومقطع فيديو يظهران نيرانا مشتعلة في مبانٍ فيما تحاول قوات الإطفاء إخمادها.
كما نشرت صورا لسيارات مدمرة وحفرة بالأرض جراء الهجوم على محطة الغاز.
وأكّد التحالف وقوع "أضرار مادية لمركبات مدنية ومنازل سكنية جراء الهجمات العدائية ولا خسائر بالأرواح".
وأعلن أيضا لاحقا "اعتراض صاروخ باليستي أطلق باتجاه مدينة جازان".
واعتبر التحالف أنّ "تصعيد الحوثيين بهجمات عدائية" بمثابة "رفض لجهود ومبادرات السلام".
إذ يأتي الهجوم بعد يومين من رفض الحوثيين مبادرة قدمها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار لأطراف النزاع في اليمن سيعقد في الرياض نهاية الشهر الحالي.
هجمات متتالية
وتعلن أرامكو، درة تاج اقتصاد المملكة، الأحد، عن أرباحها للعام الماضي والذي من المتوقع أن يحقق ارتفاعا كبيرا عن عام 2020 على وقع زيادة أسعار النفط وتعافي الطلب العالمي.
ويأتي الهجوم بعد أيام من تعرض مصفاة لتكرير النفط في العاصمة السعودية الرياض في 10 آذار/ مارس الحالي لهجوم بطائرة مسيّرة تبناه الحوثيون.
لكنّ السلطات السعودية قالت إنّه لم يؤثّر على أعمال المصفاة ولا إمدادات الخام ومشتقّاته في الدولة النفطية.
وتتّهم السعودية إيران بتسليح الحوثيين اليمنيين، وبإعطائهم الضوء الأخضر لمهاجمتها. وقد وقع الهجوم فيما بلغت المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف إلى حدودها الدنيا.
وتتعرّض السعودية ودول أخرى منتجة للنفط ضمن تحالف "أوبك بلاس" بقيادة الرياض وموسكو، لضغوط من أجل زيادة الإنتاج للمساعدة على خفض الأسعار.
والأربعاء، زار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السعودية والإمارات للتباحث بشأن زيادة إنتاج النفط. لكن هذه الدول الحليفة للولايات المتحدة، تؤكد التزامها بالتحالف النفطي مع روسيا.
وكثيرا ما يستهدف الحوثيون مطارات ومنشآت نفطية في السعودية، أحد أكبر مصدّري النفط في العالم، على خلفية قيادة المملكة للتحالف العسكري المناهض لهم.
في آذار/ مارس 2021، تعرّضت مصفاة الرياض لتكرير النفط لهجوم بطائرات مسيرة أدى إلى اندلاع النيران فيها، وتبنّى الهجوم الحوثيون. وتسبّبت هجمات غير مسبوقة ضد منشآت لأرامكو في أيلول/ سبتمبر 2019 بتوقّف حوالي نصف الإنتاج السعودي لأيام.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، استهدف الحوثيون بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدّة.
أ ف ب