يصادف اليوم الذكرى 13 على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت 3 فنادق في العاصمة عمان، وراح ضحيتها 60 شهيداً وأكثر من 200 جريح، في وقت يستمر الأردن في حربه على الإرهاب.
في 9 نوفمبر 2005، عند الساعة 09:30 مساء بتوقيت عمّان، وقع التفجير الأول عند مدخل فندق راديسون ساس (آنذاك)، وبعدها بدقائق ضرب تفجير ثان فندق حياة عمان، فيما استهدف تفجير ثالث فندق ديز إن، نُفّذت جميعها باستخدام أحزمة ناسفة.
جلالة الملك عبد الله الثاني قال في أكثر من مناسبة إن الإرهاب الذي يعصف في المنطقة "يسعى لتشويه صورة الإسلام ورسالته السمحة"، مؤكداً على أن الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن الأردن "تزيد إصرار الأردنيين في القضاء على الإرهاب وكسر شوكته".
قانون منع الإرهاب
في نوفمبر 2006، صادقت إرادة ملكية على قانون منع الإرهاب رقم (55) ونشر في الجريدة الرسمية.
وعرّف القانون العمل الإرهابي أنه "كل عمل مقصود يرتكب بأي وسيلة كانت يؤدي إلى قتل أي شخص أو التسبب بإيذائه جسدياً أو إيقاع أضرار في الممتلكات العامة أو الخاصة أو في وسائط النقل أو البيئة أو في البنية التحتية أو في مرافق الهيئات الدولية أو البعثات الدبلوماسية إذا كانت الغاية منه الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر أو تعطيل تطبيق أحكام الدستور أو القوانين أو التأثير على سياسة الدولة أو الحكومة أو إجبارها على عمل ما أو الامتناع عنه أو الإخلال بالأمن الوطني".
في يونيو 2014، صودق على تعديل قانون منع الإرهاب، لتغليظ العقوبات على الأعمال الإرهابية وإعادة تعريف الإرهاب ليتوسع شمل أعمال إجرامية أخرى.
وتتراوح العقوبات على المدانين بارتكاب أعمال إرهابية بين الحكم بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن 10 سنوات، والأشغال الشاقة المؤبدة، وصولا إلى عقوبة الإعدام.
كما يعاقب بالحبس بما لا يزيد عن 3 سنوات كل من يخالف أحكام المادة (5) من القانون، وتضاعف العقوبة إذا كان المخالف موظفا عاماً.
وتختص محكمة أمن الدولة بالنظر في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون، حيث أصدرت عام 2017 أحكاماً في 320 قضية متعلقة بالإرهاب.
حرب الأردن على الإرهاب
يهدف الأردن لحماية مواطنيه وأراضيه وحدوده وأمنه من أي محاولات لاستهدافها، والتي كان آخرها في أغسطس 2018 عبر تفجير عبوة ناسفة في دورية أمنية في الفحيص، أدّت إلى استشهاد دركيين، وإصابة 6 أفراد أمن.
الأردن حليف قوي في التحالف الدولي ضد الإرهاب، حيث شارك في 22 سبتمبر 2014 في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "تنظيم الدولة" الإرهابي المعروف بـ "داعش"، وبدأ عمله في 10 أغسطس للعام نفسه باستهداف مناطق كان يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.
في 24 ديسمبر 2014، وقع الطيار الأردني معاذ الكساسبة في الأسر بعد تحطم طائرته في منطقة الرقة السورية خلال مهمة ضد التنظيم الإرهابي.
وسعى الأردن وقتها لإطلاق سراح الكساسبة في صفقة تبادل سجناء، إلا أن التنظيم بثّ في فبراير 2015 فيديو يظهر إحراق الطيار حياً. الأردن رد بتكثيف ضرباته ضد التنظيم في سوريا، وبإعدام ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، عضوي تنظيم القاعدة الإرهابي والمدانين في تفجير فنادق عمّان عام 2005.
في نوفمبر 2015، أطلق الملك "اجتماعات العقبة"، بهدف تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والعسكري وتبادل الخبرات بين مختلف الأطراف الدولية لمحاربة الإرهاب، وكان آخرها في 5 نوفمبر الحالي، في مدينة لاهاي الهولندية.
وشهد العام 2016، عمليات إرهابية كان آخرها في 18 ديسمبر، حين هاجمت قوات الأمن مسلحين مختبئن في أحد المنازل في القطرانة، ثم هرب المسلحون واختبأوا في قلعة الكرك الأثرية، وتبادلوا هناك إطلاق النار مع قوات أمن. استشهد 7 رجال أمن ومواطنين اثنين وسائحة كندية، إضافة إلى قتل منفذي العملية.
عمليات إرهابية شهدها الأردن منذ 2002
- 28 أكتوبر 2002: اغتيال الدبلوماسي لورنس فولي، مسؤول في الوكالة الأميركية للإنماء في عمّان. تبنّت العملية خلية تابعة لأبو مصعب الزرقاوي المنتمي لتنظيم القاعدة.
- 19 أغسطس 2004: استشهاد شخص وإصابة 4 آخرين باستهداف صواريخ (كاتيوشا) لمستشفى عسكري في العقبة، في عملية تبنتهاً خلية الزرقاوي.
- 9 نوفمبر 2005: استشهاد 60 شخصاً وجرح المئات في تفجيرات استهدفت 3 فنادق في عمّان وتبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
- 2 مارس 2016: استشهاد ضابط أمن من القوات الخاصة في إربد بعد اقتحام مقر خلية تتبع لـ "داعش".
- 6 يونيو 2016: استشهاد 5 من مرتبات دائرة المخابرات العامة في هجوم مسلّح على مقر تابع لدائرة المخابرات في البقعة.
- 21 يونيو 2016: استشهاد 6 من رجال قوات حرس الحدود والأمن العام في عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين في منطقة الركبان من الجانب السوري.
- 18 ديسمبر 2016: استشهاد 4 من مرتبات الأمن العام و3 من قوات الدرك ومواطنان أردنيان وسائحة كندية في اقتحام قلعة الكرك التي اختبأت فيها خلية إرهابية تابعة لـ "داعش".
- 10 أغسطس 2018: انفجار عبوّة ناسفة في دورية مشتركة من الأمن العام وقوات الدرك بالقرب من مقّر مهرجان الفحيص، أدّت إلى استشهاد دركيين، وإصابة 6 من أفراد الدورية.
- 11 أغسطس 2018: استشهاد 4 من أفراد الأمن كانوا ضمن قوة أمنية مشتركة نفّذت عملية في منطقة نقب الدبور في مدينة السلط، لإلقاء القبض على مشتبه بهم في تفجير الفحيص، وتم اعتقال 5 من المشتبه بهم وقتل 3 آخرين.
المملكة
