دعا وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، الأحد، إلى البدء بالربط الكهربائي بين دول جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط ذات معدلات الإشعاع الشمسي الأعلى بالعالم، مع دول شمال المتوسط لتزويدها بالطاقة الخضراء النظيفة التي تسعى إليها وبأقل الكلف الممكنة.

وأكد في كلمة الأردن في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) المنعقدة في أبو ظبي ألقتها بالإنابة عنه الأمينة العامة للوزارة أماني العزام، ضرورة استغلال الفرص المتاحة من خلال المؤسسات الدولية المعنية للسير في تطوير البنية التحتية والتشريعات اللازمة التي تمكن من تحقيق الربط العالمي بالسرعة الممكنة.

الخرابشة، قال خلال جلسة عقدت بواسطة الاتصال المرئي، أكد أن التحول نحو الطاقة الخضراء أصبح أمرا واقعا يلامس حياتنا اليومية. وجاء مدعوماً بالتوجهات العالمية وأهمها نتائج وتوصيات قمة المناخ (COP 26) بمضاعفة الالتزامات الدولية لتخفيض الانبعاثات باستخدام كافة السبل المتاحة وعلى رأسها الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة.

وأكد أهمية تضافر الجهود والبناء على ما تم التوصل إليه في موضوع ربط دول العالم قاطبة بشبكة كهربائية واحدة لتسهيل نقل الطاقة الخضراء من الدول التي تتميز بقدرة مرتفعة على إنتاجها الى الدول التي تتطلع لهذه الطاقة مما يخفض الكلفة ويعمم الفائدة على الجميع.

وقال الخرابشة "إننا في الأردن نعتقد بأن الوقت قد حان للسير في تكنولوجيا إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر المنتج من مصادر الطاقة المتجددة، والذي يعد من التكنولوجيات الواعدة للقيام بدور أساسي في تخفيض انبعاثات الكربون عدا عن استخدامه كوسيط لنقل وتخزين الطاقة النظيفة، حيث بدأنا بإعداد خارطة طريق لتحديد الخطوات المطلوبة فنياً وتشريعياً في هذا المجال".

وأشار إلى أن الأردن يعمل على تعظيم استغلال مصادر الطاقة المتجددة سواء لتوليد الكهرباء، حيث نطمح بتجاوز الهدف المعلن في الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة للعام (2030) والوصول إلى نسبة 50% من الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة، أو للاستخدامات الأخرى مثل استخدام الطاقة الحرارية المركزة في الصناعات والمستشفيات والقطاعات الخدمية المختلفة.

وبين أن الاستطاعات المركبة من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء وصلت في المملكة إلى حوالي (2400) ميجاواط تساهم بأكثر من 25% من الطاقة الكهربائية المولدة أغلبها من خلال مشاريع تجارية ومستثمرين وممولين من القطاع الخاص، في حين كانت مساهمة الطاقة المتجددة لا تتعدى 1% في العام 2014.

وأوضح أن الأردن وفي مجال تخزين الطاقة الكهربائية، شارف على الانتهاء من دراسة جدوى تفصيلية لطرح عطاء مشروع تخزين باستخدام الطاقة المائية على أحد السدود في الأردن باستطاعة حوالي 400 ميجاواط، وكذلك استخدام التخزين بالبطاريات.

وحول اجتماع (إيرينا)، قال الخرابشة إن "الاجتماع يأتي وما زالت البشرية ترزح وللسنة الثالثة على التوالي تحت ظروف استثنائية سببتها جائحة (كورونا) أثرت على جميع دول العالم وأدت الى تباطؤ النمو في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية ومن ضمنها قطاع الطاقة".

وأضاف: "رغم كل ذلك، فإن زخم الإنجازات التي يشهدها العالم والمنطقة العربية في مجال الطاقة المتجددة وترشيد استهلاك الطاقة يعتبر مطمئناً خصوصاً مع التركيز على تنويع المصادر والتكنولوجيات الممكن استخدامها، والسير في المشاريع التجارية كبيرة الحجم باستثمارات مرتفعة بالتعاون ما بين القطاعين العام والخاص والجهات الاستثمارية والتمويلية في هذا المجال".

وأشاد الخرابشة بالتعاون القائم بين الحكومة الأردنية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وقال إن الأردن كعضو مؤسس ودائم في إيرينا يتطلع الى استمرار التعاون ما بين الدول الأعضاء من خلال الوكالة، وسيواصل الأردن جهوده في المشاركة ودعم كافة المبادرات والبرامج التي تعدها الإيرينا في سبيل تعزيز فرص التعاون المتوازن بين الدول الأعضاء.

المملكة