وُقعت، في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، الأحد، اتفاقية قرض من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة 30 مليون يورو، لإنشاء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة الغباوي، شرقي عمّان.
ووقع الاتفاقية وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة، ووزير المياه والري محمد النجار، ومدير مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في عمّان، المسؤول عن عمليات منطقة شرق المتوسط فيليب تير وورت.
وتبلغ قيمة التمويل الإجمالية للمشروع 60 مليون يورو، منها قرض البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية بقيمة 30 مليون يورو، ومنحة سيجري التوقيع عليها لاحقاً بقيمة 30 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي، بحسب وزارة التخطيط.
المشروع، يموّل إنشاء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي تبلغ مساحتها 22500 متر مكعّب/يوميا، لاستبدال ونقل مرفق قائم حاليا في محطة معالجة عين غزال، حيث يقع المقر الجديد في منطقة الغباوي، ليخدم أكثر من مليون شخص، بما فيهم اللاجئون السوريون المقيمون في عمّان وجوارها.
واستثمر البنك الأوروبي في الأردن خلال العشرة أعوام الماضية أكثر من 1.5 مليار يورو في مجالات اقتصادية مختلفة في أكثر من 60 مشروعا.
أكد الشريدة أن المشروع "يأتي في إطار جهود الحكومة لإيجاد الحلول الفاعلة والسريعة لمواجهة مختلف الظروف الاستثنائية التي يشهدها الأردن، وأن المشروع سيساهم في تطوير منظومة المياه والصرف الصحي في المناطق المستهدفة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وبما يتوافق مع البرنامج التنفيذي التأشيري للحكومة للأعوام 2021-2024 وتمويل تنفيذ مشاريع في قطاع المياه والصرف الصحي".
"سيتم استبدال ونقل محطة معالجة مياه صهاريج النضح التي تقع حالياً في منطقة عين غزال إلى محطة معالجة جديدة، سيتم العمل على إنشائها لاستقبال ومعالجة مياه صهاريج النضح في منطقة الغباوي، والذي من شأنه أن يساهم في رفع كفاءة مستوى نظام معالجة المياه العادمة في الأردن وكذلك معالجة المخاطر البيئية"، وفق الشريدة.
وسيسهم المشروع في توفير فرص التشغيل والتدريب المعتمد لحوالي 200 شاب في مهارات البناء وإدارة المرافق على ما ذكرت الوزارة.
وعبر الشريدة عن تقدير الحكومة للاتحاد الاوروبي وللبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على استمرار دعمه للأردن، إضافة إلى الدعم الذي يوفره البنك في إطار التخفيف من التحديات التي يستمر الأردن في مواجهتها من جراء استضافته اللاجئين السوريين.
وأكد أهمية أن يواصل نشاطه من حيث حجم الاستثمار والاستجابة للتحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، متطلعاً لمزيد من التعاون في المستقبل القريب.
وزير المياه والري محمد النجار قال إن الوزارة "تهدف إلى رسم خطة شاملة لقطاع الصرف الصحي من خلال رفع مستوى الحياة البيئة وحمايتها في كافة مناطق المملكة من خلال إنجاز محطات متطورة للصرف الصحي في عدد من المناطق وخدمة مناطق جديدة بشبكات صرف صحي بما يلبي كل المتطلبات العالمية والبيئية والصحية للصرف الصحي في المملكة وفق أرقى المستويات الدولية".
النجار أوضح أن "محطة معالجة مياه صهاريج النضح في الغباوي ستُقام في منطقة بعيدة عن السكان ويمكن الوصول إليها بسهولة من جميع المناطق، وأن الوزارة تسعى للاستفادة من كل قطرة ماء بأفضل السبل والمحافظة على البيئة وتوفير مياه معالجة بمستويات عالية الجودة للزراعة، رغم تراجع كميات المياه المتاحة وتوفير نفس كميات المياه لغايات الشرب من خلال توفير مصادر للري لغايات زراعة الأعلاف وتربية المواشي وبعض الزراعات المقيدة خاصة".
"المياه المعالجة تعد موردا مائيا مهما لأغراض الزراعات المقيدة وكذلك للاستخدامات المختلفة في الصناعات المختلفة والتي تحتاج كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى دورها المهم في إعادة تغذية المياه الجوفية بمياه معالجة صالحة في ظل التقلبات المناخية التي يشهدها العالم، وكذلك لتحسين الواقع البيئي للمجتمع المحلي وإيجاد بيئة آمنة مريحة للمجاورين، لمحطة محطة عين غزال الواقعة على أحد مداخل العاصمة الرئيسية كونها مكب للصهاريج حاليا ونقلها بعد ذلك إلى محطة الخربة السمرا، حيث ستحقق الراحة للمجاورين وفق أحدث المواصفات" على ما ذكر النجار.
وأوضح أن أعمال تنفيذ المشروع وتشغيل المحطة "ستسهم في تشغيل اليد العاملة المحلية من المجتمع المحلي".
مدير البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قال: "نحن فخورون جداً بدعم الحكومة الأردنية لبناء محطة حديثة لمعالجة مياه الصرف الصحي ولتوفير الخدمات للأسر المستفيدة في عمان والزرقاء، والأهم من ذلك خدمة من شأنها تخفيف الأثر البيئي المرتبط بمرفق الاستقبال الحالي في عين غزال وكذلك زيادة منعة الأردن في المناطق المستضيفة للاجئين المتأثرين بأزمة المياه".
وذكر أنه "سبق وأن قدم البنك تمويلاً لخمسة مشاريع في مجالات إدارة النفايات الصلبة في عمان لأمانة عمان الكبرى؛ ودعم الصرف الصحي في شرق محافظة الزرقاء؛ وناقل صرف صحي عين غزال؛ وشبكات صرف صحي غرب إربد".
وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في عمان على "الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي"، مشددة على حرص الاتحاد على تقديم الدعم لتنفيذ مزيد من مشاريع التعاون في مختلف المجالات خاصة استدامة وإدارة مصادر المياه والطاقة مع الأردن ومواكبة التطورات في هذا المجال وبتنسيق مع المؤسسات المالية الأوروبية والدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي لدعم الأولويات الأردنية مثل مشروع الناقل الوطني للمياه".
ولفتت النظر إلى "الدور المهم الذي يقوم به الأردن في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين".
المملكة