أكد مختصون تربويون على أهمية عودة التعليم الوجاهي في أيلول/سبتمبر المقبل بعد التوسع بإعطاء المطعوم المضاد لفيروس كورونا، لقطاع التعليم وأولياء الأمور وبعض الطلبة.
وأشاروا في حديثهم لـ "المملكة" إلى أن الاستمرار بالتعليم عن بعد ستكون له انعكاسات سلبية على الطلبة.
وأكدوا على أهمية تطوير أدوات التعليم الوجاهي عند عودته إضافة لتطوير أدوات التعليم عن بعد مثل منصة التفاعل بين الطلبة.
المختص التربوي محمد أبو عمارة قال لـ "المملكة" إن عودة التعليم الوجاهي بات ضرورة ولا بديل عنه، بعد غياب الطلبة لمدة طويلة عن التعليم الوجاهي، وذلك لعدة أسباب أهمها الجانب المعرفي بحيث يستطيع المعلم بالتعليم الوجاهي تقويم الطلبة ومعرفة قدراتهم من خلال الاختبارات والمتابعة معهم، وهذا غير متوفر بالتعليم عن بعد.
ولفت أبو عمارة أن ممارسة الغش خلال التعليم عن بعد، ترسخ في أذهان بعض الطلبة ويجب السيطرة على هذا السلوك وإيقافه.
"من المهم عودة التعليم الوجاهي لأهميته بالمجال النفسي والاجتماعي واكتساب المهارات عبر التفاعل بين الطلبة." وفق أبو عمارة
وقال أبو عمارة إنه في التعليم عن بعد أصبحت العلاقة بدلا مع المعلم مع أجهزة إلكترونية صماء وهذا يسبب أضرارا نفسية.
وقال أبو عمارة إنه بحال عاد التعليم عن بعد، فيجب تفعيل الدمج بين التعليم الوجاهي وعن بعد، والعمل على تطوير منصة التفاعل الإلكتروني.
"يجب أن تتطور المنصات التعليمية الإلكترونية والمناهج لتحقيق التفاعل بمفهومه الحقيقي وهذا يتطلب إحداث قفزة لحماية الجيل (...) أعتقد أن التعليم سيكون وجاهيا بعد إعطاء المطاعيم لمعظم المعلمين وإقبال بعض الطلبة على المطعوم (...) " وفق أبو عمارة
المختص التربوي محمود جبر قال إنه ينبغي التخوف على الحالة النفسية للطلبة نتيجة الغياب عن البيئة المدرسية، ومع استمرار الجائحة لنحو سنتين فالأولوية الآن لعودة التعليم الوجاهي، لأن بديل ذلك "فاجعة" ستصيب قطاع التعليم.
ولفت جبر إلى أن التعليم الوجاهي يحقق الأهداف التعليمية المطلوبة سواء على الصعيد النفسي أو التعليمي للطالب.
وقال جبر إن المرحلة الثانوية المرتبطة بالنضوج يحتاج بها الطالب التوجيه النفسي والمساعدة ويتعلم خلالها احترام التعليمات ويمارس النشاطات خلالها.
وحذر جبر من الاستمرار بالتعليم عن بعد، مشيرا إلى أن ذلك سيضيع على الطلبة مراحل لا يمكن تعويضها سواء في المراحل الأساسية أو الثانوية، مشيرا إلى سعي الكوادر التعليمية لتعويض الطلبة عما فاتهم ولكن لا يمكن تدارك هذا الأمر تماما لطول مدة غياب عن التعليم الوجاهي.
فيما قال المختص التربوي ذوقان عبيدات، إنه لا اختلاف على أهمية عودة التعليم الوجاهي، والكل يتفق على عودته، ولكن السؤال هل سيعود بالشكل السابق؟
وتابع عبيدات في حديثه لـ "المملكة": "اعتقد أن العودة ستكون للتعليم المدمج بين الوجاهي وعن بعد ولذلك يجب التركيز على المفاهيم الأساسية في التعليم عند عودة التعليم الوجاهي بعيدا عن الواجبات التفصيلية (...) "
وأضاف عبيدات أن مرحلة كورونا والتعليم عن بعد أوصلت الطالب لنتيجة أنه يمكنه التعلم من دون المعلم والعودة الوجاهية ولذلك يجب أن تختلف طرق التعامل مع الطلبة وتعليمهم.
ولفت إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالمؤامرة اتجاه عودة التعليم الوجاهي، مشيرا إلى أن هنالك مخاطر على الطلبة من إبقاء التعليم عن بعد ببعض الصفوف كونه لا يوجد تفاعل اجتماعي بين الطلبة، وممارسة للكتابة وغير ذلك.
وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي محمد أبو قديس، قال الاثنين، إن التحول للتعليم عن بُعد سيكون فقط في الصف أو المدرسة التي تسجل إصابات بفيروس كورونا المستجد بنسبة 10%.
"لدينا خطة استراتيجية نعمل على تنفيذها بهدف العودة للتعليم الوجاهي لأنه ضرورة"، بحسب الوزير، مشيرا إلى وجود "مناهج جديدة لبعض الصفوف في العام الدراسي المقبل".
وبين أبو قديس أن "90% من معلمي القطاع الخاص تلقوا مطعوم كورونا".
وأضاف أبو قديس خلال اجتماع للجنة التعليم والشباب لمناقشة استعداد وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لعودة الطلاب إلى التعليم الوجاهي، أن "الظروف مختلفة عما كانت عليه العام الماضي وأصبحت مهيأة لعودة التعليم الوجاهي".
كما قال وزير الصحة، فراس الهواري، الاثنين، إنّ "فتح المدارس والعودة للتعليم الوجاهي هدف استراتيجي نتجه نحوه".
الحكومة أعلنت في تموز/يوليو 2021 عن تقديم كل ما لديها من ضمانات لعودة التعليم وجاهيا، حيث إنّ الحكومة توفر اللقاحات ولديها القدرة على إعطاء أكبر عدد من اللقاحات.
وقالت الحكومة في حينه إنّ "التعليم الوجاهي ليس مرتبطا بعدد المتلقين للقاح الذي نستهدفه في 1 أيلول/سبتمبر 2021 وهو 4.5 مليون جرعة، بل هو مرتبط بالمعلمين.
المملكة