أكد السفير الصيني تشن تشوان دونغ في الأردن، الخميس، على تشجيع بلاده للشركات الصينية الكبرى على الاستثمار في الأردن.
وأضاف خلال ندوة افتراضية أقيمت للحديث عن العلاقات الأردنية الصينية، أن "الصين مستعدة لتوسعة التبادلات التجارية وتعزيز الصداقة بالمجالات كافة".
وفي صدد مكافحة وباء فيروس كورونا، أشار السفير إلى أن الجانب الصيني على استعداد لمواصلة التعاون مع الأردن للتخلص من تداعيات الوباء في أسرع وقت ممكن، موضحاً أن اللقاحات تلقى تقبلا في الشارع الأردني.
ودعا السفير إلى اغتنام فرص التنمية الجديدة، ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وفي حديثه عن العلاقات بين البلدين قال السفير تشوان دونغ:"الأردن بلد له مكانة فريدة ونفوذ مهم في الشرق الأوسط ، وتعتبر الصين الأردن شريكًا إقليميًا مهمًا وهو مستعد للعمل مع الدول العربية الأخرى بما في ذلك الأردن لاتخاذ القمة الصينية العربية الأولى في عام 2022 كفرصة لتعزيز إستراتيجيتها وأعمالها".
وطرح السفير خلال الندوة 5 اقتراحات لتطوير العلاقات بين البلدين ومنها: تعزيز الاتصال الاستراتيجي في عملية توطيد الصداقة؛ مشيراً إلى أنه على الرغم من التباعد الجغرافي بين الصين والأردن، إلا أن مصيرهما وقلوبهما مترابطتان.
وأضاف تشوان دونغ أنه يتعين على البلدين تدعيم الثقة السياسية المتبادلة، وتقوية الاتصال والتنسيق الاستراتيجيين، وتعزيز الصداقة بين الشعبين، وتوسيع التبادلات والتعاون في التعليم، والسياحة، والثقافة، والأخبار، والرياضة، والشباب، وغيرها من المجالات، وتعميق الصداقة التقليدية بين الصين والأردن.
"الصين على استعداد لتكثيف التبادلات على جميع المستويات مع الجانب الأردني، وتعزيز التبادلات بين الأحزاب السياسية والبرلمانات والمنظمات غير الحكومية، وتبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، وتقديم دعم قوي لبعضهم البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للأردن"، وفق السفير.
ودعا تشوان دونغ إلى تعميق التعاون العملي على أساس الكسب المشترك للجانبين.
وقال السفير إن الصين دخلت مرحلة جديدة من التطور، وستلتزم بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح على العالم الخارجي، وترغب في تقاسم فرص التنمية مع جميع دول العالم، وإن آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصين والأردن واعدة.
وأكد أن الصين ترحب وتدعم بنشاط مشاركة الأردن في بناء "الحزام والطريق"، وهي على استعداد لتعزيز مواءمة استراتيجيات التنمية مع الجانب الأردني، وتعزيز المزايا التكميلية، وتعميق التعاون في مجالات الطاقة والاتصالات وبناء البنية التحتية، والسعة الإنتاجية.
ووفق السفير، تشجع الصين الشركات الصينية القوية على الاستثمار في الأردن، وتأمل في أن يواصل الأردن توفير بيئة عادلة وشفافة وغير تمييزية للشركات الصينية.
ورحب تشوان دونغ بمشاركة الشركات الأردنية في المعارض المختلفة مثل معرض الصين الدولي للاستيراد لتوسيع صادرات البضائع الأردنية إلى الصين.
وأشار إلى ضرورة "دعم بعضنا البعض على طريق استكشاف التنمية الخاصة بكل منا، سواء أكان مسار التنمية لبلد ما صحيحًا أم لا، فإن الناس في هذا البلد هم الأكثر دراية.
وتابع: "على مدى المئة عام الماضية، اختارت كل من الأردن والصين مسار التنمية الخاص بها بناءً على تاريخها وظروفها الوطنية، وحققت إنجازات عظيمة، كما خلقت نموذجًا للتعايش المتناغم بين الأنظمة الاجتماعية المختلفة."
"تعارض الصين جميع أشكال التمييز والتحيز ضد مجموعات عرقية وديانات معينة، وهي على استعداد للدعوة بشكل مشترك وتعزيز الحوار والتسامح بين مختلف الحضارات والأديان، وتعارض بشكل مشترك "نظرية التفوق" للحضارة و "رهاب" المؤسسات.
ولفت إلى تعزيز عملية السلام بصوت العدل والإنصاف، وقال إن القضية الفلسطينية تتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين، والعدالة الدولية، والضمير الإنساني والمصداقية، والحل العادل والمعقول لهذه القضية شرط أساسي لتحقيق السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أن كل من الأردن والصين يتمسكان بالعدالة والسلام، ويؤيدان بقوة مطالب العدالة الفلسطينية. ويتعين على البلدين تعزيز التواصل والتنسيق في القضايا الإقليمية مثل القضية الفلسطينية، وتوحيد الجهود لتعزيز السلام، والمساهمة بالقوة والحكمة في حل مشاكل القرن.
ودعا إلى العمل الجاد في رؤية بناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك، وقال إن الصين والوطن العربي شريكان جيدان من أجل المنفعة المتبادلة وإخوان جيدان يشتركان في السراء والضراء.
بلغت الصادرات الأردنية إلى الصين عام 2018 نحو 104.8 ملايين دولار مقارنة مع نحو 137.3 مليون دولار في العام 2017، مسجلةً بذلك إنخفاضاً بما نسبته 23.7%، في مقابل مستوردات من الصين بلغت ما يقارب 2.77 مليار دولار في العام 2018، مقارنه مع نحو 2.76 مليار دولار في العام 2017،
وخلال كلمة المشاركين في الندوة اقترح وزير الداخلية السابق سمير الحباشنة على الجانب الصيني إنشاء جامعة أردنية صينية على غرار الألمانية الأردنية وغيرها؛ لتعزيز روابط الصداقة والتواصل بين البلدين.
كما أكد السفير في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين مالك الطوال خلال الندوة على عمق العلاقات بين البلدين؛ مشيرا إلى استعداده لمناقشة المقترحات كافة التي قدمها السفير خلال الندوة.
المملكة