ارتفعت أسهم شركات منتجة للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بعد ما بدأت عمليات توزيع وحقن اللقاح حول العالم بعد 10 أشهر من بداية وانتشار فيروس كورونا المستجد، مما يشكل مصدرا جيدا لأرباح الشركات التي انتجت لقاحات فعالة وتم اعتمادها حول العالم.
ولكن التساؤلات الان تدور حول حجم الأرباح التي ستحققها شركات اللقاح ومدى استمرارية الأرباح خلال السنوات المقبلة.
تلقى العديد من شركات اللقاح دعما حكوميا ومن جهات مانحة مليارات الدولارات إضافة إلى الاستثمار الخاص من قبل الشركات لتطوير لقاحات ضد كوفيد19 .
قدرت شركة تحليل البيانات العلمية "ايرفينيتي" ومقرها لندن حجم الدعم الحكومي لـ 9 شركات تطور لقاحات بحوالي 6.5 مليار جنيه استرليني إضافة إلى دعم المنظمات الغير الهادفة للربح نحو 1.5 مليار جنية استرليني.
كانت أكثر الشركات التي تلقت دعما حكوميا من بين الشركات التسعة هي شركات موديرنا بحجم دعم حكومي بمقدار 1.9 مليار جنيه استرليني، وشركة استرازينيكا بحوالي 1.5 مليار جنيه استرليني، وشركة نوفافاكس بحوالي 1.2 مليار جنيه استرليني، كما قدرته شركة ايرفينيتي.
قدرت شركة ايرفينيتي الاستثمار الخاص من قبل شركتي فايزر وبيونتك لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا نحو 1.9 مليار جنية استرليني بينما كان الدعم الحكومي للشركتين بمقدار 300 مليون جنية استرليني تقريبا.
الاستثمار الخاص لشركة استرازينيكا بلغ حوالي 6.6 مليار جنيه استرليني لتطوير اللقاح بينما بلغ الاستثمار الخاص لشركة سينوفاك الصينية بحوالي 1.6 مليار جنية استرليني.
تشير التوقعات إلى أن تحقق الشركات التي اعتمدت لتوزيع لقاحها أولا مثل شركة فايزر وبيونتك، وموديرنا ارباحا كبيرة في العام القادم بفعل ارتفاع أسعار اللقاحات وزيادة الطلب، نظرا لأن الدول الغنية مستعدة وحريصة على شراء اللقاح للتغلب على الوباء وانتشار الفيروس.
ولكن بالمقابل قد يؤدي ظهور المزيد من اللقاحات إلى زيادة التنافسية مما يقود إلى انخفاض أسعار اللقاحات.
وقد بدأت الحكومات والمنظمات بالفعل بالتعاقد لشراء مليارات الجرعات بالأسعار المحددة، لذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة ستكون الشركات مشغولة في تلبية هذه الطلبات في أسرع وقت ممكن، وستبدأ الشركات التي تبيع إلى البلدان الغنية في تحقيق أرباح وعوائد أعلى.
لكن بعض الشركات مثل جونسون آند جونسون وأسترا زينيكا أصدروا بيانات تقول إنهم لا يتطلعون إلى الربح من بيع لقاحاتهم المطورة من قبلهم.
وبالمقابل تعتمد استمرارية الإيرادات وتحقيق الأرباح لشركات اللقاح على عوامل كثيرة منها المناعة المكتسبة من التطعيم وتراجع أعداد الإصابات، إضافة إلى سلاسة إنتاج وتوزيع اللقاحات حول العالم، إضافة إلى اعتماد لقاحات جديدة وبالتالي زيادة التنافسية والتي تقود إلى تراجع أسعار اللقاحات.
من الصعب تحديد حجم الإيرادات والأرباح التي ستحققها شركات اللقاحات ولكن استنادا إلى بيانات سعر لقاح شركتي فايزر وبيونتك والمقدر بحوالي 19.5 دولار وأن هناك حاجة لجرعتين، وستكون قادرة على توزيع 1.3 مليار جرعة بحلول العام 2021 فان الايرادات المتوقعة للشركتين ستكون بمقدار 24 مليار دولار.
مورجان ستانلي في تقرير حديث صدر عنه توقع بأن تحقق شركة فايزر وشريكتها بيونتك ايرادات في العام المقبل بمقدار 19 مليار دولار، فيما توقع بنك مورغان ستانلي ان تحقق شركة موديرنا إيرادات بقيمة 13 مليار دولار.
ارتفعت اسعار أسهم شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية مثل شركة موديرنا والتي ارتفع سعر سهمها بكثر من 700% منذ بداية العام الحالي، فيما ارتفع سعر سهم شركة بيونتك باكثر من 280%.
المملكة