رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين مساء الجمعة، بتنفيذ الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي بنود اتفاق الرياض، والإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات سياسية وإنهاء الترتيبات العسكرية.

وأعرب الناطق باسم الوزارة ضيف الله الفايز، عن تثمين المملكة لجهود كافة الأطراف وتغليبها المصلحة الوطنية، وكذلك جهود المملكة العربية السعودية في رعاية تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

كما أعرب الفايز، عن التمنيات بأن تسهم هذه الخطوة، "في التوصل لتسوية شاملة تنهي الأزمة اليمنية وتحقق الأمن والاستقرار والسلام وتلبي تطلعات الشعب اليمني في النمو والاستقرار".

وأبصرت حكومة يمنية جديدة بدعم من السعودية، النور مساء الجمعة، بعد مخاض عسير، على أمل إنهاء الخلافات في معسكر السلطة الساعية لمنع الحوثيين من السيطرة على آخر معاقلها في شمال البلد الغارق في الحرب منذ 2014.

وقال مسؤول حكومي، مفضّلا عدم الكشف عن هويته، إن الحكومة الجديدة تضم في أطيافها وزراء موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين، وقوات أخرى تقودها مجموعات مؤيدة للحكومة، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو 6 سنوات.

لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتتهم الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها.

وعملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن المجاور للمملكة العربية.

ووقّع المتخاصمون اتفاقا في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، في الرياض، ينصّ على تقاسم السلطة في جنوب اليمن بين الحكومة والانفصاليين وتشكيل حكومة جديدة.

لكن بنوده لم تنفذ وسرعان ما تجاوزتها الأحداث، إلى أن ولدت الحكومة الجمعة.

واحتفظ رئيس الوزراء، معين عبد الملك، بمنصبه في الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا إضافة إلى رئيسها، بينما جرت تغييرات في عدة وزارات من بينها وزارة الخارجية.

وقال عبد الملك في تغريدة على تويتر "واثقون بأن الحكومة الجديدة بدعم ومشاركة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية، وإسناد الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ستكون عند مستوى التطلعات الشعبية المعقودة عليها بالرغم من كل التحديات والتعقيدات".

ومن المقرر أن تعمل الحكومة على إنهاء الخلافات في معسكر السلطة والتفرغ لمقاتلة الحوثيين في حرب وضعت، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، على حافة المجاعة وتسبّبت بمقتل آلاف ونزوح ملايين وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة.

والأسبوع الماضي، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015، عن تنفيذ عملية فصل بين قوات السلطة وقوات الانفصاليين في العديد من المدن الجنوبية.

ورحبّت الرياض بولادة الحكومة. وقالت وزارة الخارجية في تغريدة على تويتر "نُرحب بتنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض، وبما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني".

وأضافت "نُثمن حرص الأطراف اليمنية على إعلاء مصلحة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق لإعادة الأمن والاستقرار"، معتبرة أنّ "تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية".

وتأتي ولادة الحكومة الجديدة، بينما تبحث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، ما قد يؤدي إلى تعقيدات في عملية إيصال المساعدات لملايين اليمنيين.

المملكة + أ ف ب