أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، جولة مشاورات سياسية مع وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس في إطار آلية التواصل المنهجي لتعزيز الشراكة، وبحث التعاون الثنائي، وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية.
وتناول الحوار الذي تم عبر آلية الاتصال المرئي، العلاقات الثنائية والتعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتطورات المرتبطة بعملية السلام والأزمة السورية ومحاربة الإرهاب، وجهود دعم العراق، والأزمة الليبية.
ونقل الصفدي في بداية الحوار تعازي جلالة الملك عبدالله الثاني بضحايا جائحة كورونا، وتأكيد الملك استعداد الأردن تقديم كل إسناد ممكن لألمانيا لمواجهة الجائحة.
وأكد ماس أيضاً تضامن بلاده مع الأردن في مواجهة الجائحة وتبعاتها، واستعدادها لتقديم كل دعم يحتاجه الأردن.
وبحث الوزيران تبعات الجائحة الصحية والاقتصادية، وأكدا التضامن والتعاون في مواجهة هذه التبعات، خصوصاً في ضوء الانعكاسات الاقتصادية الصعبة التي نتجت عن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها.
وشدد ماس على استمرار ألمانيا بدعم الأردن في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وثمن الصفدي دعم ألمانيا للأردن حيث إنها ثاني أكبر مانح للمملكة، ووقوفها الدائم في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وأكد ماس أن ألمانيا ترى الأردن شريكا رئيسياً في المنطقة، وتثمن مواقفه وجهوده لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، ودوره الإنساني في استضافة اللاجئين.
واستعرض الصفدي وماس التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وجهود حل الصراع، وأكدا ضرورة تكاتف الجهود لإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية.
وأكد الصفدي وماس رفض أي خطوات إسرائيلية أحادية لضم أراض فلسطينية، وحذرا من أن هذه الخطوات إن اتخذت، ستقوض حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وثمن الصفدي موقف ألمانيا، التي ستتولى الرئاستين الدوريتين لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي في شهر تموز/يوليو المقبل، المؤيد لحل الدولتين والفاعل في الدفع باتجاه إطلاق مفاوضات حقيقية للتوصل إليه.
وشدد الصفدي على أن أي ضم لوادي الأردن والمستوطنات في فلسطين المحتلة، سيقتل حل الدولتين، وسيجعل خيار الدولة الواحدة حتمية.
وأكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي بفاعلية للحؤول دون قيام إسرائيل بهذه الخطوة اللاشرعية الكارثية التي ستقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل الذي اعتمده الفلسطينيون، وجميع الدول العربية خياراً استراتيجياً.
وشكر الصفدي ماس على دعم بلاده السخي والمستمر لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه صعوبات مالية تهدد قدرتها على تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في وقت تواجه فيه الوكالة تحدي مواجهة جائحة كورونا أيضاً.
وستكون ألمانيا بين مجموعة دول مجموعة استوكهولم عبر آلية الاتصال المرئي الذي سينظمه الأردن والسويد الأربعاء؛ لبحث سبل حشد الدعم للوكالة.
وبحث الوزيران المستجدات في جهود حل الأزمة السورية، وأكدا اتفاقهما على دعم الجهود الأممية المستهدفة التوصل لحل سياسي للأزمة، وعلى ضرورة تكثيف جهود جميع الأطراف لإنهاء الأزمة.
وشددا أيضاً على ضرورة استمرار توفير المخصصات اللازمة لدعم اللاجئين، وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية لمحتاجيها داخل سوريا خصوصاً في ضوء تحدي جائحة كورونا.
وأكد الصفدي وماس أهمية دعم العراق في جهوده تكريس الأمن والاستقرار، وإعادة البناء.
وشددا على التزام استمرار العمل في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ودعم العراق في محاربة العصابات الإرهابية.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يرحب بتكليف الرئيس العراقي برهم صالح لمصطفى الكاظمي تشكيل حكومة جديدة، ويتمنى له النجاح في مهامه، وبما يلبي طموحات الشعب العراقي الشقيق، ويحمي مصالح العراق وسيادته، ويعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي، ومسيرة إعادة البناء.
وأكد الصفدي أن تجاوز العراق لكل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية ضرورة لاستقرار المنطقة، وأن الأردن بتوجيه من الملك يقف بالمطلق إلى جانب العراق، ويسانده بكل إمكاناته.
وأكد الصفدي وماس أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية، وشددا على ضرورة وقف القتال، والبدء بجهد سياسي عاجل لحل الأزمة.
وأكد الصفدي تثمين الأردن لجهود ألمانيا في حل الأزمة في ليبيا، ودعمها مخرجات مؤتمر برلين.
واتفق الوزيران على إدامة التواصل والتنسيق، وتعميق التعاون في إطار شراكتهما الاستراتيجية.
المملكة